المتحدث باسم الصليب الأحمر: فريقنا لا يزال يعمل في غزة

اليونيسيف: 270 طفلا على الأقل قتلوا في الهجوم الإسرائيلي

TT

اعلنت منظمة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) ان 25 الف فلسطيني يحتمون في مدارسها في غزة بعد تعرض منازلهم للتدمير في حين قالت المديرة الاقليمية لصندوق الامم المتحدة للطفولة (اليونيسف) لـ«الشرق الأوسط» ان 270 طفلا فلسطينيا على الاقل قتلوا نتيجة الهجوم الاسرائيلي.

وأكد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في جنيف في اتصال مع «الشرق الاوسط» ان الفريق العامل في غزة لا يزال يواصل مهامه حاصرا اياها في مدينة غزة بسبب تعرض طواقمه لاطلاق نار.

فقد صرح متحدث باسم الاونروا امس ان 25 الف فلسطيني يحتمون في مدارس تابعة للمنظمة بسبب تدمير منازلهم في الهجمات الاسرائيلية المتواصلة للاسبوع الثالث على التوالي.

وقال عدنان أبو حسنة لوكالة الصحافة الفرنسية إن «25 ألف فلسطيني موجودون حتى مساء السبت في مدارس تابعة للاونروا في قطاع غزة (...) للاحتماء من القصف الإسرائيلي». وأضاف «في كل ساعة تفد أعداد جديدة».

واوضح ابو حسنة ان الاونروا «تقدم اغطية ومعلبات غذائية ومياه شرب لكن هناك نقصا نحاول تغطيته». وكان مئات الاشخاص انضموا صباح امس الى هؤلاء اللاجئين اثر الهجوم الاسرائيلي على منطقتي الشيخ عجلين وتل الهوى في جنوب غربي مدينة غزة حيث قتل 14 فلسطينيا.

من جانبها، قالت المديرة الاقليمية لمنظمة اليونيسف سيغريد كاغ في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط» من عمان حيث المقر الاقليمي للمنظمة ومنه يتم ارسال المساعدات الى غزة وتنسيق عمليات الاغاثة، ان 270 طفلا على الاقل قتلوا وجرح اكثر من 1100 في عمليات القصف الاسرائيلية، جروح بعضهم خطرة، مشيرة الى ان هذه الارقام تم التأكد منها من فريق المنظمة العامل في غزة ومن الطواقم الطبية الفلسطينية. واضافت المسؤولة «نشعر بقلق كبير حيال وضع اولئك الذين لم نتمكن من الوصول اليهم ولا نعرف ما اذا كان هنالك المزيد من الضحايا او القتلى تحت الانقاض، نخشى ان تكون حصيلة الضحايا الفعلية اكبر بكثير».

وقالت ان اعضاء فريق اليونيسف في غزة لا يزالون يعملون ومن منازلهم بسبب خطورة الخروج شارحة ان المهمات الاساسية تتمثل بتنسيق توزيع المساعدات بالتعاون مع الصليب الاحمر الفلسطيني وفريق الاونروا فضلا عن جمع المعلومات عن عدد الضحايا والاصابات وتوجيه رسائل عبر الراديو، باعتبار ان هامش وقف اطلاق النار ضيق جدا وغالبا ما لا يتعدى الساعات فقط مما يجعل الخروج من المنزل امرا خطيرا للغاية.

وشرحت ان اليونيسف لا تزال تعمل في غزة بطاقمها المعتاد والبالغ عدده سبعين عاملا انسانيا فضلا عن تعبئة اربعين خبيرا دوليا اضافيا في طريقهم للتوجه الى غزة وتعزيز الشراكة مع الهيئات الفلسطينية المحلية، مشيرة الى انه تم اجلاء موظفين اثنين فقط بسبب اصابة اولادهم بأزمات نفسية نتيجة تعرض منازلهم للقصف. وعن عملية نقل المؤن، قالت المسؤولة انها صعبة جدا الا ان المنظمة نجحت في توجيه كمية كبيرة من المساعدات الى داخل غزة كما استدعت كمية اضافية من المخرن الاساسي في كوبنهاغن وصلت امس الى عمان حيث المقر الاقليمي للمنظمة. من جانب اخر، أكد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في جنيف سيمون شورنو لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي معه من لندن ان اللجنة لم توقف نشاطاتها في غزة شارحا ان اللجنة أوقفت فقط عمليات الخروج الى خارج غزة بسبب تعرض طواقمها لاعتداءات.

وشرح ان عمليات الخروج من غزة تشمل «مواكبة سيارات الاسعاف التابعة للصليب الاحمر الفلسطيني او مهندسين فلسطينيين يجرون اصلاحات لشبكة الهاتف او المياه او مرافقة مواكب انسانية تنقل الغذاء والدواء وذلك بسبب الظروف الامنية الخطرة وتعرض فريقنا لاطلاق نار» قائلا إن اللجنة قررت ايقاف هذه الرحلات الى حين الحصول على ضمانات أمنية رغم ان فريق عمل اللجنة يواصل عمليات الخروج الى مناطق قريبة جدا من غزة ومنها بعض المخيمات. وشرح المتحدث باسم اللجنة ان احدى المهمات الرئيسية للجنة تتمثل بالتنسيق مع السلطات الاسرائيلية للتأكد من سلامة الطرق التي تسلكها سيارات الاسعاف رغم انه يقر بان هذه المهمة لم تحقق نجاحا كبيرا.

ويقول «ظروف عملنا ليست طبيعية، جراحونا يقومون بنوبات عمل تستمر 12 ساعة ويتناوبون ليلا ونهارا على العمل» واصفا الوضع في غزة حاليا بـ«الازمة الانسانية الخطيرة» ومتحدثا عن اعداد كبيرة من الجرحى من الاطفال والنساء وعمليات بتر اطراف وانقطاع الكهرباء فضلا عن صعوبة قصوى في الاتصالات. واشار الى ان «عمل فريق اللجنة الطبي لا يزال متواصلا في داخل مستشفيات غزة الا ان ثمة مستشفيات في جنوب غزة لم نتمكن من الوصول اليها وهي في حاجة ماسة للوقود».

وبحسب المسؤول، فان فريق اللجنة في غزة يضم 14 طبيبا اجنبيا و60 موظفا محليا من الفلسطينيين شارحا ان الاطباء الاجانب من جنسيات مختلفة وبينهم بلجيكيون وسويسريون وهولنديون وجنسيات أخرى.