الرئيس اللبناني يعتبر إسرائيل خاسرة في حربها مع المقاومة

جنبلاط: ما يجري في غزة يذكّر بانتفاضة فرصوفيا ضد النازيين

TT

اجمعت مواقف المسؤولين اللبنانيين وشخصيات سياسية ودينية على ادانة الحرب الاسرائيلية المتمادية على غزة. ودعت الفلسطينيين الى توحيد صفوفهم. ففي حين اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان «اسرائيل خاسرة تجاه المقاومة، ولا يحق لها التذرع باطلاق الصواريخ لانها السبب في حرمان الفلسطينيين حقوقهم في العودة وانشاء دولة مستقلة» تطرق وزير الاعلام، طارق متري ، الى السلاح الفلسطيني خارج المخيمات فربط قرار جمعه «بتحول الاجماع المبدئي عليه الى إجماع على التنفيذ والتوقيت». وأثنى متري على «قرار الحكومة الذي اتخذ بالاجماع برفض ان يكون لبنان منصة صواريخ، لكون هذا القرار يساهم في توفير مناخ تضامني ويضع الاجهزة الامنية والجيش في وضع افضل».

موقف الرئيس سليمان ابلغه الى وفد الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين برئاسة نايف حواتمة الذي اكد «ان الفلسطينيين مع كل لبنان» وانهم «تعلموا من دروس التجربة اللبنانية وان النصر يجب ان يكون بقيادة سياسية موحدة لان الارادة الموحدة هي التي تؤمن ترحيل الاحتلال». وتطرق الى حادث اطلاق صواريخ كاتيوشا من جنوب لبنان باتجاه المستوطنات الإسرائيلية معلنا ان «ما حصل في الجنوب لا يمثل الشعب الفلسطيني».

وطالب حواتمة الرئيس سليمان بـ«المساعدة في جهود تحقيق التضامن الفلسطيني وكذلك العربي وتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين في المخيمات ليتمكنوا من الصمود وتاليا العودة الى بلادهم».

ورد الرئيس سليمان بكلمة أبدى فيها «الألم الشديد لما يحصل من مجازر، والأسف الكبير للانقسام الحاصل تجاه إسرائيل التي تعمد إلى الاعتداء عندما تجد الانقسامات مستفحلة في صفوفنا». وقال: «ان اسرائيل لا يحق لها التذرع بإطلاق الصواريخ لأنها هي السبب في حرمان الفلسطينيين حقوقهم في انشاء دولة مستقلة لهم وحرمانهم حق العودة وفقا لمبادرة بيروت العربية للسلام. وعليها تاليا وقف أعمالها العسكرية والعدائية فورا والانسحاب من غزة وفك الحصار عن الشعب الفلسطيني. وان الرد على الصواريخ (التي اطلقت من لبنان) من قبلها مدان لأنها استبقت التحقيقات التي تجريها اليونيفيل والجيش. وهذا يدل على نياتها السيئة».

وقد زار وفد الجبهة الديمقراطية الرئيس بري، حيث اكد ان الفلسطينيين في حالة صمود ومقاومة في غزة وكشف عن تنسيق في الميدان يشمل الأجنحة العسكرية الخمسة للمقاومة الفلسطينية: كتائب المقاومة الوطنية الذراع المسلحة للجبهة الديمقراطية، القسام لحماس، القدس للجهاد الإسلامي، وابو علي للشعبية وشهداء الأقصى لفتح. وأكد «التنسيق قائم بيننا على جبهات القتال» ودعا كل الفصائل الفلسطينية إلى تشكيل «غرفة عمليات مشتركة وقيادة سياسية وعسكرية تدير كل عمليات الصراع في قطاع غزة».

وكان الرئيس بري قال لدى استقباله أمس أعضاء السلك القنصلي في لبنان: «ان اسرائيل استفادت من فرصة نادرة سنحت لها للانقضاض على غزة. وهي استفادت من انقسام فلسطيني وانقسام عربي والتناقض في المواقف السياسية بين المعلن والمضمر، بين ما يصرح به في الخارج وما يدور ضمن الغرف». واضاف: «لبنان معني مباشرة على صعيد قومي وديني، فالقدس جزء من مسؤوليتنا. وكذلك علينا التحرك في كل اطار... وتأكدوا انه عندما تسقط بندقية المقاومة والممانعة فان التوطين عندئذ يصبح امرا واقعا».

من جهته، عرض رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة تطورات الوضع في غزة في اتصالات هاتفية اجراها امس بكل من رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وسفير فلسطين لدى لبنان عباس زكي وممثل حركة «حماس» اسامة حمدان. من جهته رأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، في موقفه الأسبوعي الذي تنشره اليوم جريدة «الانباء»، ان ما يجري اليوم في غزة «يذكر بانتفاضة فرصوفيا ضد النازيين»، معتبرا «ان النازيين الجدد لن ينجحوا في اضطهاد الشعب الفلسطيني. وان اي وهم من اسرائيل او حلفائها بإمكانية الغاء القرار الفلسطيني سيكون مصيره الفشل». ودعا المجتمع الغربي إلى الكف عن ذرف دموع التماسيح في تغطية العدوان والخروج من عقدة المحرقة والالتفات الى المحرقة الجديدة التي تحصل اليوم في غزة من قبل إسرائيل.