إسرائيل تصر على التصعيد في غزة حتى آخر لحظة من المفاوضات على تهدئة

بيريس: الحرب حققت أهدافها ولا مانع لدينا في أن تحكم حماس غزة طالما توقفت الصواريخ

TT

مع ازدياد الحديث في أوروبا عن قرب انطلاق بشرى التوصل الى اتفاق في القاهرة لوقف إطلاق النار، تصر القيادة الإسرائيلية السياسية والعسكرية على الاستمرار في تصعيد عدوانها الحربي على قطاع غزة «حتى اللحظة الأخيرة من المفاوضات»، وتواصل إطلاق التصريحات المتغطرسة التي تظهر إسرائيل منتصرة على حركة حماس وان قادة الحركة «يلهثون وراء وقف إطلاق النار» حسب زعمها. وألغى رئيس الوزراء، إيهود أولمرت، في اللحظة الأخيرة سفر الوفد الإسرائيلي المفاوض الى القاهرة، بمشاركة الجنرال عاموس جلعاد، رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع، وشالوم تورجمان، المستشار السياسي لرئيس الحكومة. وعندما سئل الناطقون بلسان الحكومة عن سبب الالغاء أجاب: «نحن ننتظر قرار حماس، فقد عاد مفاوضوها الى دمشق للتشاور ونحن لسنا مستعجلين على شيء. فعندما يعودون ويكون لديهم رد مناسب لنا، سيسافر الوفد الإسرائيلي الى القاهرة».

وأعلنت اسرائيل عن رفد قواتها المحتلة بألوف جنود الاحتياط، بهدف توسيع العمليات الحربية. وقالت انها وصلت من الساحل الى جنوب غرب مدينة غزة، وانها ستواصل العمليات البرية لتصفية أكبر عدد من قادة حماس ومقاتليها. وانها باتت على وشك الانتقال الى المرحلة الثالثة من المخطط الحربي. وواصلت بث المزاعم عن «ضربة قاصمة لقوة حماس العسكرية» وعن «هرب مقاتلي حماس وتمردهم على قيادتهم» وعن «انهيار معنويات قادة حماس ولهاثهم وراء وقف اطلاق النار» وغير ذلك من التصريحات المتبجحة التي لا تعطي لها براهين عملية. وتؤدي هذه التصرفات الى موجة انتقادات وتشكيكات في اسرائيل حول الأهداف الحقيقية لهذه الحرب ومن يقف وراء تصعيدها وتوسيعها. وانتشرت عدة تصريحات وتحليلات سياسية تضمنت أكثر من اشارة الى ان أولمرت، الذي كان الى ما قبل شهر فقط مستعدا لإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، يصبح اليوم متشددا. ويتهمونه بالسعي الى استمرار الحرب من أجل تأجيل الانتخابات وبالتالي البقاء في الحكم لفترة أخرى، وانه يريد استغلال هذه الفترة لكي ينظف اسمه من الفشل في ادارة حرب لبنان ومن ملفات الفساد. فإذا أنهى الحرب بشعور حقيقي من الانتصار، سيكون ممكنا اعادته الى رئاسة الحزب وبالتالي رئاسة الحكومة. وزاد الطين بلة ما نشرته صحيفة «معاريف» عن صراع شخصي داخل الجيش قد يؤدي الى استمرار الحرب. ويشير المراقبون الى ان هذه الفضائح ستحدث بلبلة في الموقف الإسرائيلي، من شأنها أن تقود الى احدى نتيجتين متباعدتين قطبيا، الأولى اقدام القيادة العسكرية على توغل مغامر في غزة، والثانية وقف القتال بشكل مفاجئ. ويتوقف الأمر حاليا على واشنطن، التي سيكون صعبا عليها مواصلة دعم اسرائيل في حرب تدور في فلك المصالح الشخصية لقادة سياسيين وعسكريين، حتى ولو ان الرئيس جورج بوش يساند أولمرت. وكشف النقاب، أمس، عن سفر مفاجئ لمدير عام وزارة الدفاع الاسرائيلية، بنحاس بوخاريس، الى واشنطن في زيارة قصيرة ليوم واحد يلتقي خلالها المسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية وعدد من المسؤولين الآخرين. من جهة أخرى، ظهر الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس في جميع المحطات التلفزيونية الاسرائيلية وأطلق تصريحات يؤكد فيها ان العمليات الحربية حققت أهدافها، مما يعني ضرورة وقفها. وقال ان اسرائيل لا تمانع في أن تستمر حماس في الحكم في قطاع غزة وان كل ما تريده اسرائيل منها هو أن تمتنع عن اطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية في الجنوب مثلما يفعل حزب الله. وقال: «حكم حماس أو غيرها في قطاع غزة هو مسألة فلسطينية داخلية لا شأن لإسرائيل بها».

وتجدر الاشارة الى ان الحملة الدولية ضد جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة بدأت تؤثر على أصحاب القرار في إسرائيل. وأعلنت وزارة الدفاع، أمس، انها تنوي اقامة مستشفى عسكري متنقل بإشراف طواقم طبية من الجيش الإسرائيلي لخدمة الجرحى من أهالي غزة. وانها ستزيد من شاحنات التموين والأدوية التي تدخل غزة، علما بأنها أعلنت عن إرسال 1000 شاحنة منذ بداية العدوان.