أوباما يلتقي رئيس المكسيك للتأكيد على اهتمامه بعلاقات دول الجوار

زيارته الأولى كرئيس ستكون إلى كندا.. وكوريا الشمالية تريد حضور تنصيبه

صورة لدعوة حضور حفل تنصيب أوباما الأسبوع المقبل (أ ب)
TT

ناقش الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما أمس، مع الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون، الحرب على المخدرات، والقضايا التجارية، في أول لقاء له مع رئيس دولة أجنبية، منذ فوزه بالرئاسة الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكان أوباما قد وعد بتوثيق العلاقات مع المكسيك ودول أميركا اللاتينية، التي شكَت من إهمال الولايات المتحدة لها، بعد أن ركزت السياسة الخارجية للرئيس الحالي جورج بوش على العراق والحرب على الإرهاب.

وحسب تقليد رئاسي أميركي، يقابل الرئيس جورح بوش اليوم الرئيس المكسيكي كالديرون.  وجرت العادة على أن يكون رئيسا الدولتين المجاورتين، المكسيك وكندا، الأوليْن في مقابلات الرؤساء الأميركيين الجدد، والأخيريْن في مقابلات الرؤساء الذين يغادرون البيت الأبيض. ويذكر أن فريق أوباما قد أعلن ان زيارته الخارجية الأولى بعد توليه منصب الرئاسة، الثلاثاء المقبل، ستكون إلى كندا. وبالإضافة إلى هذا التقليد، وخلال السنة الماضية، صارت المكسيك مصدر خطر كبير على الولايات المتحدة، ليس فقط في مجال المخدرات، ولكن، أيضا، في زيادة عنف تجار المخدرات على مسافة قريبة من الحدود بين البلدين.

وقال أمس، متحدث باسم الفريق الانتقالي لأوباما، إن أوباما بحث في المقابلة، التي تمت في المعهد الثقافي الأمريكي في واشنطن، العلاقات بين البلدين، وعلى رأسها موضوع المخدرات والعنف الذي ارتبط بها.

وبحث الرئيسان، أيضا، موضوع الهجرة الشرعية وغير الشرعية إلى الولايات المتحدة. وينظر المكسيكيون في تفاؤل إلى أن أوباما والكونغرس، الذي يسيطر عليه الحزب الديمقراطي، سيقدران على حل مشكلة عشرة ملايين مكسيكي موجودين في الولايات المتحدة بطريقة غير قانونية. وكان بوش، خلال ثمان سنوات، يحاول حل المشكلة، وعلى الرغم من أنه أبدي عطفا على المكسيكيين منذ أن دخل البيت الأبيض، وذلك لأن علاقاته معهم قويَت عندما كان حاكما لولاية تكساس، التي تقع على الحدود بين البلدين، فإن بوش فشل في حل المشكلة، بسبب عدم حماس قادة الحزب الجمهوري للسماح للملايين من غير القانونيين بالبقاء في الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من أن أوباما تعهد بحل المشكلة، من دون أن يحدد تفاصيل ذلك، وعلى الرغم من أنه نال أصوات نسبة كبيرة من الأميركيين المكسيكيين، فإن مشكلة المخدرات والعنف المرافق لها صارت عقبة جديدة. وفي الشهر الماضي، أعلنت وزارة العدل الأميركية أن تجار المخدرات في المكسيك صاروا «أكبر شبكة جريمة تهدد الولايات المتحدة».

وأشاد مسئولون مكسيكيون بقرار الرئيس كالديرون، الشهر الماضي، باستعمال القوات المسلحة لمواجهة هذه الشبكة. كما قدمت واشنطن عشرات الملايين من الدولارات كمساعدات لحكومة المكسيك في هذا الغرض.

وفي ذلك الوقت، سارع الرئيس المنتخب أوباما إلى تأييد الإشادة بالرئيس كالديرون، وأيد المساعدات، ولكن الرئيس المكسيكي أوضح لأوباما أن للمكسيك مطالب أيضا، منها وقف تهريب كميات كبيرة من الأسلحة من الجانب الأميركي عبر الحدود. كما طلب من أوباما أن تقلل وزارة أمن الوطن، في عهده، من الحملات المفاجئة ضد المهاجرين غير القانونيين.

وتعتبر المكسيك الشريك التجاري الثالث للولايات المتحدة، بينما كندا هي الأولى، والصين هي الثانية. ولأهمية العلاقات مع كندا، فإنها تكون عادة هي الوجهة الأولى للرئيس الأميركي الجديد. وعلى الرغم من أن موعد سفر أوباما إلى كندا لم يعلن بعد، فإنه من المتوقع أن يكون خلال فترة وجيزة من تنصيبه. ومن جهة أخرى، أفادت وكالة «اسوشيتد بريس» أن كوريا الشمالية تريد إرسال وكيل وزير خارجيتها، كيم كاي غوان، إلى حفل تنصيب أوباما في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري. وبحسب وكالة «يونهاب» الكورية الشمالية، رفضت واشنطن الطلب الذي تقدمت به بيونغ يانغ من خلال بعثتها في الأمم المتحدة. وفي حال تم تأكيد هذا التحرك من كوريا الشمالية، سيؤكد حرص بيونغ يانغ على بناء علاقات أفضل مع الإدارة الجديدة. ويذكر أن كيم هو المفاوض الرئيسي في الملف النووي لكوريا الشمالية، وإرساله إلى الولايات المتحدة قد يفتح مجالا آخر لحل الملف النووي الكوري الشمالي المثير للجدل.