المرشحون في انتخابات مجالس المحافظات يتفنون في ملصقاتهم الدعائية

أغلب الصور الدعائية للمرشحات في انتخابات مجالس المحافظات اختفت باستثناء الجميلات منهن

TT

يولي المرشحون في انتخابات مجالس المحافظات، عناية بالغة بصورهم المعلقة في الشوارع والساحات العامة، مرفقة بعبارات صغيرة، بغية التأثير على الناخبين كجزء من دعايتهم الانتخابية. وحرص معظم المرشحين على اختيار صور تتضمن حركات وتعابير معينة، بهدف إيصال رسائل للناخبين على امتلاكهم قدرات وصفات وقناعات وتوجهات، تؤهلهم لتمثيلهم في مجلس المحافظة، فمنهم من يظهر في الصورة بشكل يوحي بأنه شخص ملتزم دينيا، كأن يظهر بلحية طويلة أو يضع عمامة فوق رأسه، بينما تظهر المرأة مرتدية الحجاب، أو أن تكون خلفية الصورة تمثل رمزا دينيا، في حين حرص آخرون بالظهور بلباس عصري في إشارة إلى أنهم منفتحون ومعاصرون وجادون وغير متزمتين.

وفضل بعض المرشحين أن يضمن صورته، خلفية تحتوي صورا لشخصيات رسمية بارزة، بهدف إيصال رسالة، أنه من المقربين لهم، أو صورة العلم العراقي للدلالة على وحدة الوطن، أو صور لخلفياتهم وهم يحملون رتبا عسكرية كبيرة قبل إحالتهم إلى التقاعد.

وقال عدد من المصورين والمعنيين بالفنون التشكيلية لـ «الشرق الأوسط» إن اختيار المرشح للصور، وتضمينها رسائل ودلالات معينة، يخدم حملته الانتخابية، ويترك انطباعات إيجابية عنه لدى الناخبين، هو حق مشروع، ويتحتم على الناخبين التحقق من صحة هذه الرسائل بالتعرف أكثر على المرشح وخلفيته السياسية والاجتماعية والعلمية.

ويرى الدكتور عبد الستار عبد ثابت (عميد كلية الفنون الجميلة بجامعه البصرة) أن نشر صور المرشحين «يهدف لبناء علاقة بينهم وبين الناخبين، وإن كانت جديدة في مجتمعنا فقد عرفتها الشعوب منذ أزمان بعيدة، وبنيت عليها نظريات في الدعاية الانتخابية». وأضاف أن «الدراسات تشير إلى أن الإنسان، وإن كان غير ضليع بالعلوم المتخصصة في قراءة الإيماءات والإشارات ولغة الجسد، فإن عقله الباطن يستطيع فهم هذه الإشارات دون القدرة على تفسير ذلك، ومن الخطأ لجوء بعض المرشحين إلى تقديم أنفسهم من خلال صور غير حقيقية، مثل: تفتيح لون البشرة، وإظهار الصورة أكثر شباباً، ورسمها وتلوينها بألوان مبالغ فيها».

وأكد حيدر الناصر (رئيس جمعية المصورين) على أهمية الصورة في الدعاية الانتخابية كونها أشبه برسالة تعارف، وقال «إن اللون الأبيض في الصورة دليل على الصفاء والطهارة، ويعطى إحساساً بالراحة، كما يجب أن تكون الصورة ملونة؛ لأنها تعطي تعابير أجمل، وأن تكون حديثة، بمعنى أن لا يعلق المرشح صورة قديمة، ويفاجأ الناخب في لقائه المباشر معه، أن الصورة المعلقة تختلف عن الصورة الحية، أو لجوء بعض المرشحين إلى تقديم أنفسهم من خلال صور».

وأوضح قاسم علوان (تدريسي في معهد الفنون الجميلة) أن «الصورة المعبرة التي تتماشى مع العبارة الموجودة على الملصق الانتخابي تعد أمرا ضروريا معتبرا أنه من غير المعقول، أن يكون الشعار حاضا على التفاؤل، في حين تبدو صورة المرشح عابسة. أو أن يكون الشعار غير واقعيا، كما قرأت في أحد الملصقات عبارة (انتخبوني تتحول أحلامكم إلى حقائق) أو تشير إلى ضيق أفق أو تحريض».

وانتقد خالد خضير (ناقد تشكيلي) بعض المرشحين الذين اتخذوا من الرمزية البسيطة والإيماءة السطحية، دلالة على برامجهم مشددا على «ضرورة أن يدرك الناخب أن بعض الصور تعطي انطباعا خادعا، وليست ذات مصداقية»، ودعا إلى «التعرف على المرشح من خلال الندوات والحوارات التي يشارك فيها، إضافة إلى البحث في خلفيته السياسية والاجتماعية والعلمية». وحول قلة صور المرشحات اللائي فضل بعضهن عدم طباعتها لاعتبارات؛ إما دينية، أو مادية قال: «معظم صور المرشحات المعلقة في الشوارع، هن من النساء الجميلات»، مستدركا «ربما يكون الجمال نعمة وأحيانا نقمة، إذ تلقى عدم قبول عند بعض الناخبات بحكم الغيرة والإحساس بالنقص، فتتخذ منها موقفا عدائيا لا شعوريا، وهذه طبيعة وغريزة عند بعض النساء».