إيران تقر عقوبات على شركات أجنبية بسبب غزة

دعت إلى تحرك إسلامي للضغط على إسرائيل

TT

صادقت الحكومة الايرانية على مشروع قرار يفرض عقوبات على الشركات الاجنبية التي تتعامل مع اسرائيل وذلك على خلفية الهجمات الدموية التي تشنها الدولة اسرائيل على قطاع غزة، حسبما افادت صحيفة «إيران» الرسمية امس. وستطبق العقوبات على الشركات المتعددة الجنسيات التي لها فروع في ايران والتي «تستثمر في الاراضي الفلسطينية المحتلة او تساعد النظام الصهيوني» حسب الصحيفة. وسيتم طرح مشروع القرار الذي جرى تبنيه اول من امس، أمام البرلمان الذي من المتوقع ان يصادق عليه بالإجماع. ولم تكشف صحيفة «إيران» عن تفاصيل وطبيعة العقوبات المتوقعة. وكانت وزارة الصناعة الايرانية قد امرت الاسبوع الماضي بتعليق كافة التعاملات مع الشركات الاجنبية «التي يملك اسرائيليون اسهما فيها». وهناك في ايران عدد صغير من الشركات الاجنبية التي تقوم بالانتاج داخل ايران مثل شركة صناعة السيارات الفرنسية «رينو» وشركة صناعة الغذاء السوسيرية «نستلة». وتقوم شركات اخرى بتوزيع انتاجها داخل ايران مثل الشركة الكورية «سامسونغ».

كما ان هناك شركات اخرى خاصة في قطاع البترول والغاز تعمل منذ فترة طويلة في ايران مثل الشركة الفرنسية «توتال» والشركة البريطانية الهولندية «شل». والشركة الوحيدة التي تضررت حتى الان هي شركة الملابس الجاهزة الايطالية «بنيتون» التي احرق مجهولون احد متاجرها في طهران يوم 30 ديسمبر الماضي، بينما اغلقت السلطات اربعة من متاجرها في بداية يناير خلال حوالي اسبوع. وكانت الصحافة الحكومية قد اتهمت الشركة قبل ذلك بانها مرتبطة بـ«الشبكة الصهيونية». وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية امس ان «البرلمان يحاول بكل جدية مثل الحكومة تحديد الشركات الصهيونية». وفي الوقت نفسه تحدث وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي عن تشكيل «لجنة لبحث وضع مختلف الشركات».

ولكن هامش الحركة امام ايران يعتبر محدودا. فالسوق الايرانية تشهد بالفعل قيودا شديدة على المستثمرين الاجانب نتيجة للعقوبات المفروضة بسبب برنامج ايران النووي. يضاف الى ذلك انه لم يعلن اي بلد حتى الان استعداده لمتابعة ايران.

ووجه المرشد الاعلى للثورة الايرانية اية الله علي خامنئي الخميس تحذيرا الى الدول الاسلامية. فقد جاء في كلمة وردت في موقعه على الانترنت ان «اولئك الذين رفضوا مساعدة فلسطين يتعين عليهم ان يدركوا العواقب الخطيرة لهذا الخطأ من جانبهم». ويرى خامنئي ان الحرب التي شنتها الدولة العبرية في غزة ليست الا مرحلة اولى من هجوم كبير يستهدف «مقاومة» الجمهورية الاسلامية لاسرائيل.

من ناحيته، دعا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الدول الاسلامية الى توحيد موقفها لانهاء عملية «الابادة» التي تمارسها اسرائيل ضد سكان غزة، موضحا انه يتعين على الدول الاسلامية ان تمارس ضغوطا اقتصادية على اسرائيل لمعاقبتها على تدخلها العسكري. وبعث الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد برسالة الى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وجه فيها نداء في هذا الصدد الى «الدول الاسلامية المستقلة والحرة» طبقا لما ذكرته وكالة الانباء الجزائرية اول من امس. واوضح الرئيس الايراني في هذا النداء أنه يتعين على هذه الدول «تنسيق خطواتها في جميع المجالات السياسية والاقتصادية ضد المسؤولين الصهاينة المجرمين حتى يندموا على اعمالهم الوحشية».

وكانت الحكومة الإيرانية قد أوفدت 22 مبعوثا الى عدة عواصم، طبقا لما اعلنه الاربعاء الماضي المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حسن قشقوي. وشملت هذه الجولة الدبلوماسية فنزويلا، وهي من أوثق حلفاء طهران والتي طردت السفير الاسرائيلي في كاراكاس يوم 6 يناير.