الجزائر: متابعة 25 قضائياً بسبب الشغب خلال تظاهرات التضامن مع غزة

مقتل 5 من مسلحي «سرية الشهداء» في أعالي بومرداس

TT

يخضع 25 شخصا بالجزائر للتحقيق، إثر اعتقالهم بسبب مظاهرات تضامنية مع سكان غزة جرت يوم الجمعة الماضي، وتحولت إلى أحداث شغب خلفت جرحى في صفوف رجال الأمن. وجاء هذا في وقت قتلت قوات الأمن 5 مسلحين تابعين لما يعرف باسم «سرية الشهداء» التابعة لتنظيم «القاعدة»، في أعالي ولاية بومرداس.

وأوضح مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»، أن قاضي التحقيق وجه للمعتقلين 6 تهم مصنفة جناية ومنصوص عليها في قانون العقوبات، هي: «السرقة بالكسر والتجمهر المسلح والتعدي بالعنف على رجال الأمن أثناء تأدية مهامهم، والضرب والجرح العمدي بالسلاح الأبيض، والتحطيم العمدي لملك الغير». وهي تهم تتراوح عقوبتها في حالة إثباتها بين 6 أشهر و8 سنوات سجنا نافذا.

وقال المصدر إن المعتقلين متابعون بناء على شكوى رفعها 11 شخصا، أغلبهم أعوان أمن ينتمون لجهاز شرطة مكافحة الشغب، أصيبوا بجروح خلال محاولتهم صد مظاهرة حاشدة خرجت من مساجد حي بلكور الشعبي، يوم الجمعة الماضي وكانت متوجهة إلى ساحة الشهداء وسط المدينة. واستمع قاضي التحقيق أمس إلى أفراد الشرطة ومدنيين تعرضت أملاكهم للتخريب أثناء المظاهرات التي أصيب فيها صحافي بجروح خطيرة على مستوى الرأس. وذكر أفراد الشرطة للقاضي المحقق في القضية، أن مديرية الأمن وزعتهم على نقاط كثيرة في الشوارع الرئيسية التي شهدت مرور المظاهرة، بغرض منعها من التقدم نحو شارعي عميروش، وزيغود يوسف اللذين يقودان إلى ساحة الشهداء، حيث توجد أهم المؤسسات الرسمية. وذكر أغلبهم أن المتظاهرين هم من بادروا برمي الحجارة ضدهم، فضلا عن استعمال قضبان حديدية وعصي للمشي بقوة نحو المكان الذي كان يفترض أن تصل إليه المسيرة. فوقعت مشادات جسدية بين الطرفين، خلّفت جرحى من جانب عناصر الشرطة، الذين قدموا لقاضي التحقيق شهادات طبية تثبت عجزهم عن العمل مدة لا تقل عن 15 يوما.

ونفى المعتقلون كل التهم الموجهة إليهم، وقال بعضهم إنهم لم يشاركوا في المسيرة ومع ذلك تعرضوا للتوقيف، فيما قال آخرون إنهم كانوا ضمن المظاهرة لكنهم لم يمارسوا العنف. وأفاد المصدر نفسه بأن الشرطة استعانت بأجهزة كاميرات مثبتة في زوايا عديدة من الشوارع الرئيسية، نقلت بدقة مجريات الأحداث، وبفضلها تم تحديد الأشخاص المشاركين في العنف. وأضاف المصدر أن التحري في الأحداث يشمل أيضا الشعارات السياسية التي رفعها المتظاهرون، حيث يجري التحقيق فيما إذا كان المعتقلون ينتمون إلى «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المحظورة التي عادت شعاراتها بقوة بمناسبة التضامن الواسع مع غزة، بعد قرابة 20 سنة من اختفائها. يشار إلى أن قيادي «الإنقاذ» علي بن حاج كان في الصفوف الأمامية للمسيرة، وقد اعتُقل لكن أُفرج عنه في اليوم نفسه. وحول شأن آخر، قتلت قوات الأمن في منتصف الليلة قبل الماضية 5 مسلحين في جبل بوزقزة بولاية بومرداس (45 كلم شرق العاصمة). وقال مصدر أمني إن الأمن تعقب أثر المجموعة في مدينة بودواو بالولاية نفسها، إلى أن تمت محاصرتها في الجبل. وقد اندلع اشتباك بين الطرفين دام وقتا قصيرا، انتهى بمقتل المسلحين الذين ينتمون لما يسمى «سرية الشهداء» إحدى أذرع «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي».