معارك بين فصائل مسلحة في دارفور.. والأمم المتحدة تدعو لحماية للنازحين

مناوي.. مساعد الرئيس السوداني لـ«الشرق الاوسط»: قوات خليل إبراهيم هاجمت مواقعنا في مهاجرية

TT

اتهمت حركة تحرير السودان فصيل مني أركو مناوي، كبير مساعدي الرئيس السوداني، حركة العدل والمساواة المسلحة في دارفور بقيادة خليل ابراهيم، بمهاجمة مواقعها في مدينة مهاجرية التي تبعد 80 ميلاً من نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، خلفت قتلى وجرحى لم يعرف اعدادهم.

وقالت الحركة التي وقعت اتفاق سلام مع الحكومة السودانية في ابوجا، بنيجريا عام 2006، ان غطاء سياسياً ودبلوماسياً وفرته النرويج والحركة الشعبية بزعامة النائب الاول للرئيس السوداني سلفا كير، فيما ردت حركة خليل ابراهيم بالقول ان فصيل مناوي هو الذي هاجم مواقعها، في وقت دعت فيه، بعثة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي (يوناميد) الاطراف الى وقف القتال الى حماية النازحين، واعطاء فرصة للعملية السياسية.

وقال مناوي لـ«الشرق الاوسط»، في اتصال هاتفي ان قوات خليل هي التي بادرت بالهجوم على مواقع قواته في منطقة مهاجرية التي تسيطر عليها حركته منذ عام 2004. واضاف ان «اعداد القتلى كبير وسط المواطنين والقتال ما زال مستمراً بين قوات الطرفين»، وتابع «الان تم حرق مهاجرية تماماً وتم قتل العديد من المدنيين، ولا نعرف ماذا يقصد خليل من هذا الحريق»، مشيراً الى أن «مجموعة عسكرية من قواته كانت تتعاون مع الجيش السوداني، وتم ابعادهم وانضموا الى قوات خليل ابرهيم». وقال ان «هذه المجموعة كانت تحارب لذات اهدافها القديمة عندما كانت تتعاون مع الجيش الحكومي قبل فصلهم.. والان يقاتلون مع حركة العدل والمساواة لأشياء في نفس خليل».

ونفى مساعد الرئيس السوداني، تدخل الجيش في المعارك التي دارت في مهاجرية، واضاف «خليل ابراهيم يريد ان يفرض نفسه على دارفور كلها، وانه الزعيم الاوحد فيها»، معتبراً ان قواته تدافع عن نفسها ولن تتنازل عن مواقعها، واصفاً خطة خليل ابراهيم في المنطقة بـ«المجنونة». وقال مناوي «هو الان يقتل اهل دارفور بعد ان عجز عن تحرير المنطقة من الحكومة، وانه يلقى دعماً سياسياً من النرويج»، واضاف ان معارك العدل والمساواة في مناطق حركته التي شهدت استقراراً لاربع سنوات، تخلق الان الرعب وسط المدنيين، مشيراً الى ان حركته تتحرك في جميع الاطر السياسية والقانونية والعسكرية.

من جهته قال الامين السياسي لحركة مناوي، الفاضل التجاني  في مؤتمر صحافي في الخرطوم، ان قوات العدل والمساواة تستهدف محاور «مهاجرية، نقدو، ودار السلام، وقريضة وشرق الجبل في تابت وطويلة» في جنوب دارفور، متهماً بعثة (يوناميد) بالتقاعس. وقال ان القوات الدولية تعاملت بسلبية رغم اخطارها منذ اسبوع، مؤكداً التزام حركته بوقف اطلاق النار، معلناً حالة الطوارئ في المناطق التي تسيطر عليها حركته.

واشار الى ان المنشقين عن قوات حركته، انضموا الى خليل ابراهيم ومنهم قائد ثان هو بخيت كريمة ورئيس هيئة الاركان السابق اركو سليمان. كما اتهم الحركة الشعبية بزعامة سلفا كير بتوفير الغطاء الدبلوماسي منذ لقاء قياداتها مع خليل ابراهيم في منطقة «ام جرس» في الحدود مع تشاد في سبتمبر (ايلول) الماضي. وقال ان حركته ستتقدم الى المحكمة الجنائية الدولية لتقديم شكوى ضد دكتور خليل ابراهيم لارتكابه جرائم حرب في دارفور.

من جهة ثانية اكد المتحدث الرسمي باسم البعثة المشتركة (يوناميد) نورالدين المازني لـ«الشرق الأوسط» قصف الجيش الحكومي مواقع للمتمردين في جنوب دارفور مساء اول من امس، والتي اعترف بها ناطق باسم الجيش السوداني. وقال المازني ان المعارك في مهاجرية سببها ان قوات من حركة العدل والمساواة بدأت في الدخول الى المنطقة، وان فصيل مناوي انذرها بالانسحاب، واضاف ان القوات المهاجمة لم تنسحب حتى صباح امس ومن ثم اندلع القتال الذي وصفه بالعنيف مما دفع المدنيين الى اللجوء الى معسكرات البعثة باعداد كبيرة، مشيراً الى حصر القتلى ما زال جارياً لكن احد النازحين لقي حتفه متأثراً بجراحه، واضاف ان منطقة مهاجرية تقع تحت سيطرة قوات مناوي، مناشداً الاطراف الكف عن القتال، لأنه يزيد من معاناة المواطنين، معرباً عن اسفه للمعارك التي شهدتها المنطقة. وقال المسؤول الدولي «نتمنى الا تتجدد الاشتباكات وان يسعى الجميع لاعطاء فرصة للعملية السلمية»، وتابع «نقول ان العمليات العسكرية لا تحل ازمة دارفور، وانما حلها عبر الحوار». من ناحيته اتهم رئيس المجلس التشريعي لحركة العدل والمساواة الطاهر الفكي، ان قوات حركة تحرير السودان فصيل مني اركو مناوي، هي التي هاجمت مواقع حركته في مهاجرية جنوب دارفور. وقال ان هناك عددا من القتلى والجرحىا وان القوات المهاجمة من فصيل مناوي هزمت. واضاف ان «قواته سيطرت تماماً على مواقع فصيل مناوي في مهاجرية». وكان الجيش السوداني قد قال امس الاول بأنه قصف مواقع للمتمردين في دارفور في اعتراف نادر بشنه هجمات جوية في الاقليم الواقع غرب البلاد. وقال بيان للمتحدث باسم الجيش، ان طائرات قصفت مواقع بالقرب من المهاجرية في جنوب دارفور، مستهدفة متمردين رفضوا اتفاق سلام في 2006. ووقفا غير مشروط لاطلاق النار أعلنه البشير العام الماضي، واضاف «الجيش السوداني قصف هذه المنطقة لحماية المدنيين السودانيين الذين يعيشون في هذه المنطقة».