زعيم كوريا الشمالية يعين ابنه الثالث خلفا له.. والحزب الشيوعي متفاجئ

مبعوثون من سيول يتوجهون إلى بيونغ يانغ في محاولة لإحراز تقدم في المحادثات النووية

TT

في خطوة من شأنها اذكاء التكهنات حول تردي صحة رئيس كوريا الشمالية كيم يونغ ايل، أعلن الزعيم الكوري الشمالي أمس عن تعيين ابنه الثالث ليخلفه في الحكم، وأخطر الحزب الشيوعي الحاكم بذلك، بحسب وكالة الانباء الكورية الجنوبية يونهاب.

وشكل تعيين كيم يونغ ايل لابنه الثالث كيم يونغ اون خليفة له، وليس الثاني، مفاجأة للحزب الشيوعي، ونقلت وكالة يونهاب عن «مصادر مطلعة في اجهزة الاستخبارات»، ان تعيين كيم يونغ اون البالغ من العمر 24 عاما، لم يكن يتوقعه المسؤولون في الحزب الشيوعي. وأضاف المصدر قوله ان «الزعيم الحبيب» الكوري الشمالي اصدر «توجيها» يوم 8 يناير (كانون الثاني) بتعيين يونغ اون خلفا له في رئاسة حزب العمال. ونقلت الوكالة الكورية الجنوبية أيضا عن مصدر في المخابرات قوله: «نعتقد أن الرئيس كيم يونغ ايل اختار يونغ أون ابنه من زوجته الثالثة الراحلة كو يونغ هوي لخلافته، وأنه أصدر تعليمات لادارة التنظيم والارشاد في حزب العمال في الثامن من يناير (كانون الثاني)». وينغ وان هو من الشخصيات المغمورة، وذكرت تقارير إعلامية أن والدته كو توفيت بعد إصابتها بسرطان الثدي. وكان ينظر إلى يونغ وان في السابق على انه صغير السن بما لا يسمح له أن يكون الخليفة المحتمل لوالده، ولم يكن اسم يونغ اون مدرجا بين الذين يحتمل ان يخلفوا الزعيم الكوري الشمالي. وقد كان اخوه الاكبر يونغ نام البالغ من العمر 37 عاما يبدو حتى الان الاوفر حظا في هذا الاطار. ومع هذا فان الاراء تتباين حول فرص كل من ابناء كيم الثلاثة. فقد كان بعض المحللين يرون ان يونغ شول، وهو الابن الثاني ويبلغ من العمر 27 عاما يعتبر الاوفر حظا، معتبرين ان اخاه الاكبر يونغ نام وهو ابن غير شرعي ليست امامه اية فرصة متاحة.

وتثار مسألة خلافة كيم يونغ ايل بقوة في الوقت الذي تتردد فيه تكهنات عن حالته الصحية. وأثار غياب كيم المتكرر عن حضور المناسبات الرسمية العام الماضي، التكهنات بشأن صحته بالإضافة إلى إثارة التساؤلات عمن سيخلفه فى حكم دولة شيوعية تفرض تكتما على مجريات الأمور. ويقول مسؤولون كوريون جنوبيون واميركيون ان الزعيم الكوري الشمالي اصيب بجلطة في منتصف أغسطس (آب) الماضي، ولكنه تعافى ولا يزال يتولى مقاليد السلطة في بيونغ يانغ. ويتولى كيم يونغ ايل الحكم رسميا منذ 1997 اي بعد ثلاثة اعوام من وفاة والده (عام 1994)، ولكنه لم يحدد قط من الذي يمكن ان يخلفه من ابنائه الثلاثة او من كبار المسؤولين الكوريين الشماليين. ويرى يونغ يونغ تاي من المعهد الكوري للوحدة الوطنية انه يتعين متابعة انتخابات مارس (آذار) المقبل عن كثب والتي من المقرر ان ينتخب فيها برلمان جديد في كوريا الشمالية لمعرفة ما اذا كان الابن الثالث للزعيم الكوري الشمالي سيدخل اللجنة الوطنية للدفاع وهي لجنة ذات نفوذ. واضاف تاي: «اذا حدث ذلك فسوف يتسنى القول دون مجازفة ان كوريا الشمالية شرعت في تمهيد السبيل امام يونغ اون ليخلف اباه».

ومن الممكن أن تضيف وفاة كيم البالغ من العمر 66 عاما دون وجود خليفة واضح له، الى حالة عدم الاستقرار في كوريا الشمالية التي تسعى الى تطوير أسلحة نووية رغم اقتصادها المتداعي ووقوف مواطنيها على شفا المجاعة.

وجاء ذلك في وقت توجه فيه مبعوثون نوويون من كوريا الجنوبية الى كوريا الشمالية بهدف احراز تقدم في محادثات متعثرة لنزع السلاح بعد أيام من اعلان بيونغ يانغ شروطا صارمة لوقف طموحاتها النووية. وقال كبير مستشاري الرئيس الاميركي جورج بوش لشؤون اسيا، ان كوريا الشمالية قد تحاول اتباع سياسة دفع الاوضاع الى حافة الهاوية لزيادة فرصتها في المساومة مع فريق الرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما الذي يتسلم السلطة الثلاثاء المقبل. وقالت وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية انه لم يتحدد تاريخ لعودة المبعوث النووي الكوري الجنوبي هوانج جون كوك الذي يقود واحدا من الوفود النووية القليلة التي أوفدتها سيول الى جارتها.

وقال هوانج للصحافيين في سيول قبل يومين انه سيبحث شراء 14 ألف قضيب وقود غير مستعمل من المحطة النووية الكورية الشمالية في اطار اتفاق لنزع السلاح النووي مقابل الحصول على مساعدات أبرمتها بيونغ يانغ مع الصين واليابان وروسيا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

وبعثت كوريا الشمالية باشارات مختلطة في الاسابيع القليلة المنصرمة فيما يتعلق بالطريقة التي ستدير بها تعاملاتها النووية. وبدا أن بيونغ يانغ تمد يدها بغصن من الزيتون لاوباما عندما قالت في رسالتها بمناسبة العام الجديد انها راغبة في العمل مع الدول التي تبدي ودا، لكن متحدثا باسم وزارة الخارجية في كوريا الشمالية أصدر يوم الثلاثاء الماضي بيانا شديد اللهجة قال فيه ان بيونغ يانغ تريد التأكد من أن الجيش الاميركي لا ينشر أسلحة نووية في كوريا الجنوبية وطالب واشنطن بانهاء ردعها النووي.