إسرائيل تعتذر عن قصف مقر الأمم المتحدة وتدّعي أن مقاومين أطلقوا النار بالقرب منه

الأونروا: معظم مخزون الأغذية والأدوية في غزة دمر.. ومون: حان الوقت لوقف النار

موظفة في مقر الامم المتحدة تحاول الفرار بعد قصف الطائرات الاسرائيلية لمخازن المنظمة الدولية في غزة امس (ا ف ب)
TT

اعتذر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، للامين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قصف مقر وكالة غوث اللاجئين (الاونروا) التابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة، امس، وإصابة 3 من العاملين فيه.

وأكد مصدر عسكري اسرائيلي مسؤول أن الجيش الاسرائيلي قصف مقر الامم المتحدة في غزة بقذائف مدفعية من عيار 155 ملمترا، بدعوى ان نيرانا فلسطينية اطلقت من قرب المبنى. وجاءت عملية القصف اثناء زيارة مون لاسرائيل، فهاتف فورا باراك، وطلب منه توضيحات لهذا العدوان. فقال له باراك إن عملية القصف كانت عن طريق الخطأ، وأن إسرائيل تأخذ ذلك بجدية كبيرة، لضمان عدم تكرار الامر.

واعرب الامين العام للامم المتحدة عن غضبه الشديد بسبب القصف الاسرائيلي لمقر الاونروا في غزة، وقال للصحافيين في اسرائيل، ان باراك وصف ما حدث بانه «خطأ فادح». وقال مون «اعربت عن احتجاجي الشديد وغضبي وطالبت بتقديم تفسير كامل».

واضاف «اكد لي باراك انه تم اعطاء تعليمات بالتزام مزيد من الحذر حتى لا يتكرر حادث كهذا». واعتبر مون ان تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين الالف امر لا يحتمل. واضاف «لقد حان الوقت لإنهاء العنف من اجل مواصلة محادثات السلام لتطبيق حل الدولتين الذي هو الطريق الوحيد لأمن دائم لإسرائيل». وتابع القول «لم يعد في وسعنا اضاعة الوقت، علينا ان نضع حدا لمعاناة المدنيين الآن». وفي وقت لاحق التقى باراك، بمون وقال له ولرئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جيكوب كلينبيرغر، ان حماس تستخدم المدنيين الفلسطينيين دروعاً بشرية وتطلق النار على الجيش من مناطق قريبة من منشآت الأمم المتحدة. وهو ما زعمه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، بان قصف اسرائيل لمجمع للامم المتحدة جاء ردا على نيران اطلقها مسلحون فلسطينيون في المجمع على القوات الاسرائيلية. وقال اولمرت «بالتأكيد اننا تعرضنا للهجوم من مقر الاونروا، لكن العواقب كانت مؤسفة للغاية، وأنا اعتذر». وعلقت الاونروا عملياتها في غزة فترة قصيرة قبل ان تستأنفها، احتجاجا على قصف مقرها. وقال عدنان أبو حسنة، الناطق بسام الاونروا في غزة ان معظم مخزون الدقيق والاغذية والادوية دمِّر بشكل شبه كامل، وان الاونروا لم تعلق عملياتها في القطاع، وستبحث عن مخازن اخرى. وقال سامي مشعشع، مدير الإعلام والاتصال بالاونروا، ان محيط المكاتب الإقليمية للاونروا في غزة كانت تتعرض إلى قصف متقطع منذ مساء أمس (الاربعاء).

واشار مشعشع، في بيان صحافي إلى انه «بسبب هذه الاعتداءات على مكاتب الاونروا لن تتمكن الأونروا من تحريك شاحناتها ولن تتمكن من تسلم الإمدادات من معبر كرم أبو سالم، وعليه تم تعليق حركة الشاحنات». واشار الى ان مركز التدريب المهني التابع للاونروا بغزة والملاصق لمكاتب الرئاسة اصيب ايضا بقذيفة مباشرة، وهو ما ادى إلى جرح 3 أشخاص. وجددت الأونروا تأكيدها على مطلب مون بوقف فوري لإطلاق النار لكي تتمكن المؤسسات الدولية على الأقل من القيام بواجباتها. واوضح أبو حسنة، ان المكاتب التي قصفت تحتوي ايضا على وثائق مهمة وكافة ملفات وأرشيف الوكالة في منطقة الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن الوضع في مدينة غزة صعب للغاية ويحمل خطورة كبيرة للمواطنين. وأكد أن السلطات الاسرائيلية تمتلك إحداثيات إلكترونية وخرائط واضحة لمواقع الوكالة ومقراتها، مطالباً الاحتلال بالتوقف عن استهداف مدارسها ومراكزها، خاصة أن أعلام الأمم المتحدة موجودة بكثافة على سطوح المقرات التابعة للأونروا، وأن إضاءات ليلية متواصلة تحيط بها. وقالت الاونرا امس، ان آلاف المدنيين من سكان اطراف مدينة غزة غادروا منازلهم الى وسط المدينة مع دخول القوات البرية الاسرائيلية الى بعض الاحياء الجنوبية.

ولاقى القصف لمقر الاونروا في غزة ردود فعل شاجبة في اوروبا بدءا بالمفوض الاوروبي للشؤون الانسانية لوي ميشال الذي اعرب عن «صدمته» و«ذهوله» من القصف الاسرائيلي. وقال ميشال في بيان «انا مصدوم للغاية ومذهول» من هذا القصف مضيفا انه «من غير المقبول ان يتم ضرب المقر الرئيسي للامم المتحدة في غزة بقذائف المدفعية الإسرائيلية»، واصفا ما جرى بأنه «حادث بالغ الخطورة» يستدعي «تحقيقا شاملا ومستقلا». كذلك، دان رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون امس القصف الاسرائيلي لمقر الامم المتحدة في غزة قائلا انه «لا يمكن تبريره» وانه «غير مقبول».

وقال براون ان «هجوم اليوم على مقر الامم المتحدة في غزة لا يمكن تبريره»، موضحا ان «تكثيف العمليات العسكرية الاسرائيلية واستمرار اطلاق صواريخ حماس يعزز دعوتنا الملحة لوقف فوري لاطلاق النار» كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. واضاف ان «موظفي الامم المتحدة يعملون نيابة عن المجتمع الدولي، واي هجوم عليهم غير مقبول كما اقرت اسرائيل نفسها».

كما نددت باريس «بشدة» بالقصف الاسرائيلي الذي استهدف «عدة مستشفيات ومبنى يؤوي وسائل اعلام دولية» ومقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) في قطاع غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية اريك شوفالييه للصحافيين «نندد بشدة بقصف الجيش الاسرائيلي هذا الصباح عدة مستشفيات ومبنى يؤوي وسائل اعلام دولية في مدينة غزة». وأضاف «نندد بشدة أيضا بالقصف الذي طاول مقر الاونروا في غزة وادى الى اصابة ثلاثة من موظفيها بجروح» مشيرا الى ان «على اسرائيل الامتناع عن اي عمل مخالف للقانون الدولي، سواء القانون الدولي الإنساني او قرار مجلس الامن 1738 حول حماية الصحافيين في ظل النزاعات المسلحة».