اغتيال وزير داخلية حماس ومدير أمنها في قصف على منزل

تصعيد إسرائيلي في القصف يطال الأونروا * حماس تقبل اتفاقا من 5 بنود يتضمن هدنة لمدة سنة

فلسطينيون تجمعوا حول الركام الذي خلفته الغارة التي استهدفت منزل وزير الداخلية في الحكومة المقالة، سعيد صيام، في مدينة غزة أمس (أ.ب)
TT

بينما بدأت تظهر ملامح اتفاق وشيك متوقع لوقف اطلاق النار في غزة، اغتالت اسرائيل امس سعيد صيام وزير داخلية الحكومة المقالة في غزة، والذي كان يوصف برجل حماس القوي، وهو مؤسس القوة التنفيذية.

ولعبت هذه القوة الى جانب كتائب القسام دورا حاسما في بسط سيطرة الحركة على قطاع غزة وإلحاق الهزيمة بالاجهزة الامنية الفلسطينية.

واغتيل مع صيام الذي كان يقوم بزيارة عائلية لمنزل شقيقه، نجله محمد، 21 عاما، وقائد الامن الداخلي صلاح ابو شرخ، وشقيقه اياد وعائلة الأخير في قصف جوي نفذته طائرات من طراز «اف 16» بصاروخين في منطقة اليرموك بقلب مدينة غزة. وصيام ثاني شخصية قيادية بارزة في حماس يُغتال خلال هذه الحرب على غزة، إذ سبقه الى ذلك الدكتور نزار الريان الذي اغتيل ايضا في منزل.

ووسط سباق مع الزمن بين التصعيد العسكري الشديد والدبلوماسية، كان من المقرر ان يجتمع ليلة امس رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزيرا الدفاع والخارجية ايهود باراك وتسيبي ليفني مع عاموس جلعاد، المسؤول الكبير في وزارة الدفاع، الذي اجرى مباحثات في وقت سابق بالقاهرة حول رد حماس على المبادرة المصرية. وعلمت «الشرق الاوسط» ان حماس والقاهرة توصلتا الى صيغة من 5 بنود تتضمن وقفاً لإطلاق النار، وبدء الانسحاب الاسرائيلي على ان يستكمل خلال اسبوع، واعادة فتح المعابر التجارية، بما فيها معبر رفح وفق ترتيبات تضمن وجود قوات الامن الوطني التابعة للرئيس محمود عباس ومراقبين دوليين، واتفاق تهدئة لمدة عام قابل للتجديد. وأكد مصدر مصري مسؤول أن الجانب الإسرائيلي أبدى تفهماً للمبادرة التي أطلقها الرئيس حسني مبارك لكنه أبدى بعض الملاحظات على التصور الذي قدمته حركة حماس. وكان بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة قد قال «ان القادة الاسرائيليين سيتخذون قرارا مهما مساء اليوم (امس)».

من جهة اخرى، بدا ان هناك سباقاً آخر لحصول اسرائيل على ضمانات امنية من الادارة الاميركية الحالية، قبل رحيلها بعدم اعادة تسلح حماس مرة اخرى. وقال مسؤولون اميركيون واسرائيليون ان مسؤولا من الخارجية الاسرائيلية يجري مباحثات مع الخارجية الاميركية في واشنطن لتوقيع مذكرة تفاهم امني بشأن وجود مراقبين دوليين لمنع تهريب السلاح على الحدود مع مصر. ولم يعرف ما إذا كانت ادارة الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما على اطلاع بهذه الاتصالات ام لا. وقال دبلوماسي مطلع على المفاوضات إن الفكرة هي ان توفر الولايات المتحدة دعما تقنيا لضمان ألا تتمكن حركة حماس من تهريب اسلحة الى القطاع عبر أنفاق من مصر.

وأعلن مساء أمس في إسرائيل ان ليفني ستتوجه بشكل عاجل الى واشنطن لتوقيع اتفاق الضمانات الأمنية, بينما قالت مصادر فلسطينية ان المتوقع ان يسري وقف اطلاق النار خلال 72 ساعة, ويتم التفاوض حول ترتيبات الهدنة على مدى اسبوعين. ورفض مسؤول في الخارجية الاميركية ان يؤكد او ينفي تقدم بلاده بعرض لضمانات امنية معينة. وقال لـ«الشرق الاوسط»: «نشترك في مفاوضات حساسة ونفضل عدم الافصاح عن محتوياتها في الوقت الحاضر».

ميدانياً توغل الجيش الإسرائيلي فجر أمس لأول مرة منذ بدء حملته العسكرية على غزة، في حي تل الهوى الواقع في عمق الطرف الجنوبي الغربي من مدينة غزة، وسط قصف مكثف استهدف المستشفيات والأبراج السكنية، ومقار وسائل الإعلام الأجنبية، ومخازن وكالة «الأونروا» الدولية لغوث اللاجئين الفلسطينيين، وهو ما أثار استنكارا دوليا شديدا. واسفرت العمليات عن مقتل ما لا يقل عن 35 شخصاً، وجرح المئات, ليصل عدد ضحايا العدوان منذ بدئه قبل 21 يوماً إلى قرابة 1100، إضافة إلى ما يزيد عن 5050 جريحاً.