17 من القادة العرب يشاركون في قمة الكويت.. وتأجيل وصول الأسد يثير تساؤلات

وزير خارجية البحرين لـ«الشرق الأوسط» : نبدأ القمة متفائلين والتركيز على الإهتمام بحياة المواطن العربي

فلسطينيون ينظرون أمس إلى قذيفة اطلقتها احدى الطائرات الإسرائيلية على قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

وصف وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، قمة شرم الشيخ بانها «قمة تثبيت وقف اطلاق النار في غزة، واعادة الحياة الطبيعية لقطاع غزة». وقال وزير خارجية البحرين في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» على هامش مشاركته في القمة الاقتصادية في الكويت، والاجتماع المخصص لبحث الاوضاع في غزة، ان «وقف اطلاق النار اهم شيء نقدمه لاخواننا في غزة». وأوضح المسؤول البحريني ان قمة شرم الشيخ مهمة جدا لتغيير الاجواء الصعبة التي شملت عموم العالم والوطن العربي، جراء الحرب على غزة. وحول تقييمه للحالة العربية وما تتعرض له من انقسامات، شدد وزير خارجية البحرين على اهمية وحدة الصف العربي، موضحا ألا مجال للحديث عن انقسامات، ونحن الان سنبدأ قمتنا متفائلين جدا، ولن يفيد حديث الخلافات. واضاف المسؤول البحريني ان كل الجهود العربية التي بذلت في كل القمم، التي عقدت، تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني. وعما اذا كان يتوقع انتهاء الانقسام خلال قمة الكويت، قال إن الامة العربية مرت بمراحل كثيرة وبازمات ومنعطفات خطيرة وانقسامات حادة، ولكنها عادت وتمكنت من إعادة لحمتها.. نحن نملك القدرة على تجاوز المرحلة. وعن تقييمه لمؤتمر الدوحة حول الاوضاع في غزة، اشاد وزير الخارجية البحريني بما انتهى اليه مؤتمر الدوحة من قرارات ومواقف تساهم في دعم الشعب الفلسطيني، واعتبرها قمة مهمة، مؤكدا تكامل الادوار التي شهدتها كل القمم التي انعقدت في الرياض والدوحة وشرم الشيخ، اضافة الى قمة الكويت، التى وصفها بأنها أهم قمة، نظرا لتركيزها على الجوانب الاقتصادية المتعلقة بتحرير الانسان العربي وتطويره وتطوير فكره وقدراته. وقال إنها ليست قمة اقتصادية فقط، وانما هي قمة تخص الاهتمام بحياة المواطن العربي اليومية. وعما اذا كانت قمة الكويت ستشهد مصالحات عربية ـ عربية، قال وزير الخارجية البحريني، إنه يتوقع ذلك بقدر كبير، مع وقف الحملات الاعلامية بين بعض الدول. من جهة اخرى، اعتبرت مصادر دبلوماسية عربية في الكويت ان استباق الرئيس المصري حسني مبارك الاعلان عن «اهمية المصالحة العربية والفلسطينية» لتحقيق السلام، بداية لانفراج العلاقات العربية وتوقعات بمصالحات. واكدت المصادر العربية ان مسألة الدعوات لعدد من القمم والمشاركات المختلفة فيها لا يشكل عقبة امام عودة وحدة الصف العربي، خاصة ان كل القمم ادت دورها لصالح الشعب الفلسطيني. وفي اتصال مع وزير الخارجية اليمني ابوبكر القربي، حول دعوة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لقمة اسلامية، وما يمكن ان تضيفه للقمم السابقة، أكد القربي لـ«الشرق الاوسط»، ان الدعوة تعبير من كل الدول الاسلامية للتضامن على مستوى القمة مع الشعب الفلسطيني، مؤكدا ان تداعيات احداث غزة ما زالت تلقي بظلالها على المنطقة، وان اعلان اسرائيل وقف اطلاق النار من جانب واحد ليس نهاية المطاف، وأنه لا بد ان تتبنى قمة اسلامية كل ما انتهت اليه القمم السابقة والعمل على تنفيذها حتى يصل الشعب الفلسطيني الى كامل حقوقه. وتوالى امس وصول قادة الدول العربية الى الكويت للمشاركة في قمة الكويت الاقتصادية اليوم وبعد غد، في ما اعلن وزير الاعلام الكويتي ان 17 من القادة العرب سيشاركون فيها. ووصل الى العاصمة الكويتية رؤساء الجزائر عبد العزيز بوتفليقة والعراق جلال طالباني والسودان عمر البشير والامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولبنان ميشال سليمان وجيبوتي عمر جيله وجزر القمر احمد سامبي. كما وصل ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ونائب رئيس الوزراء العماني فهد بن محمود آل سعيد. ووصل الى الكويت ايضا الرئيس السنغالي عبد الله واد الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الاسلامي. وكان وزير الاعلام الكويتي الشيخ صباح الصباح قد اكد خلال مؤتمر صحافي امس ان 17 رئيس دولة عربية سيحضرون القمة، في ما تضم الجامعة العربية 22 عضوا. وقالت مصادر رسمية تونسية ان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي سيشارك في القمة. وفيما كان يفترض في الرئيس السوري الوصول في موعده المقرر وهو السابعة والنصف من مساء أمس، فوجئ المسؤولون الكويتيون قبيل موعد وصول الرئيس المرتقب بساعتين، بإعلان دمشق، أن الأسد قرر إرجاء مغادرة بلاده حتى صباح اليوم، ما يعني أنه سينضم للقادة صباح اليوم، ليشارك في الافتتاح على الفور.

وتوقعت مصادر كويتية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن يكون سبب إرجاء الأسد موعد وصوله، إما رغبة منه في تفادي اللقاءات الثنائية والتشاورية التي تسبق القمة، أو رغبة منه في الاعتذار في اللحظة الأخيرة.

وأعلنت المصادر أن الكويت سيكون لها موقف متى ما أعلن الأسد عدم مشاركته في القمة في اللحظة الأخيرة، تحت أية ذريعة، لأن وزير خارجية السوري وليد المعلم أعلن الجمعة الماضية، اعتزام الرئيس الأسد حضور قمة الكويت، الأمر الذي سيُفسر في حالة عدم حضوره للمشاركة تهميشا لقمة الكويت، وهو أمر لا تتمناه الكويت، خاصة أنها لا تزال تتعامل مع دمشق وفقا لمنطلق كونها حليفا استراتيجيا لها، رغم العزلة الدولية المفروضة عليها، وفقا لما قالت المصادر الكويتية. يذكر أن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي شهدته الكويت الجمعة الماضية بخصوص مناقشة الأوضاع في قطاع غزة، شهد غيابا سوريا لافتا، إذ فضل وكيل وزارة الخارجية السورية فيصل المقداد، التزام جناحه الخاص في الفندق أثناء انعقاد الاجتماع، ليكون المقعد السوري شاغرا، فيما شارك وزير التجارة السوري في حفل الغداء المخصص للوزراء، مكتفيا بالوجود في بهو الفندق بدلا من قاعة الاجتماع.