تسجيل لعضو في «القاعدة» يهدد ألمانيا ومقتل جندي بريطاني جنوب أفغانستان

الأمين العام للحلف الأطلسي: الحكومة الأفغانية «غير فعالة».. وتحمل المجتمع الدولي المسؤولية

صورة من شريط الفيديو ويظهر عضو مفترض من «القاعدة» يهدد المانيا (أ.ف.ب)
TT

انتقد الامين العام للحلف الاطلسي ياب دي هوب شيفر بشدة الحكومة الافغانية في مقالة صحافية واصفا اياها بانها «غير فعالة» في حين هدد عضو مفترض في القاعدة المانيا بسبب نشرها قوات في افغانستان وارتفعت حصيلة القتلى البريطانيين في البلاد بعد سقوط جندي بريطاني اضافي في معارك مع متمردين جنوب البلاد.

وفي المقال الذي نشرته «واشنطن بوست»، كتب دي هوب شيفر «ان المشكلة الاساسية في افغانستان ليست توسع وجود طالبان وانما القليل جدا من الحكم والادارة».

وهي المرة الاولى التي يوجه فيها الامين العام للحلف الاطلسي انتقادا بهذه الشدة الى حكومة كابل ويندد فيه بفساد الادارة من دون الاشارة مع ذلك الى اسم الرئيس الافغاني حميد كرزاي الذي نصبه الاميركيون رئيسا لافغانستان في عام 2001 بعد طردهم حركة طالبان من الحكم.

واعتبر الامين العام للحلف الاطلسي «ان الافغان بحاجة الى حكومة تستحق ولاءهم وثقتهم. وعندما نحصل على ذلك، نكون قد سحبنا كل مقومات الحياة من حركة التمرد».

وفي معرض تحليله لتطور افغانستان في مجال الاستقرار واعادة الاعمار في غضون سبعة اعوام، رأى دي هوب شيفر ان الافغان وحلفاءهم الغربيين «لم يتوصلوا الى حيث كان بامكانهم ان يأملوا بالوصول»، واضاف «في حين يسود هدوء نسبي في شمال وغرب البلاد، فان الجنوب والشرق ممزقان بفعل حركة التمرد وتهريب المخدرات وحكومة غير فعالة».

من جانبها، اعلنت الحكومة الافغانية ان المجتمع الدولي مسؤول مثل كابل سواء بسواء عن تدهور الوضع في افغانستان؛ وذلك ردا على انتقادات أمين عام الحلف الأطلسي الذي اعتبر ان الحكومة الافغانية مسؤولة مثل المتمردين عن الوضع في البلاد.

وقال سلطان باهين، المتحدث باسم وزارة الخارجية الافغانية لوكالة الصحافة الفرنسية، ان «افغانستان والمجتمع الدولي مشتركان في المسؤولية عن التقدم الذي تحقق وكذلك عن المشكلات» التي طرأت منذ بداية التدخل الدولي قبل سبع سنوات. وأضاف ان المشكلات تتعلق بالأمن والتقدم التدريجي الذي يحققه المتمردون من حركة طالبان واتساع نطاق انتاج وتجارة المخدرات والفساد.

وكرر المتحدث الحجج التي دأب على ترديدها الرئيس حميد كرزاي الذي يتهم باكستان بتغذية حالة انعدام الاستقرار في بلاده، حيث قال باهين ان «الانتصار» سيكون «صعبا» طالما بقيت هناك «قواعد ارهابية على الجانب الآخر من الحدود» بين البلدين.

كما أوضح باهين أن جهود الحكومة الافغانية لفرض احترام القانون يقوضها «دعم بعض الدول القوية الاعضاء في الحلف الاطلسي» لهذا «القائد الحربي» او ذاك ضد حكومة كرزاي.

وفيما يتعلق بالفساد الذي تفشى على نطاق واسع في الدوائر الحكومية الافغانية، اوضح المتحدث ان الحكومة مصممة على محاربته، ولكن «ذلك يستغرق بعض الوقت». وأشار المتحدث الى ان انتاج الافيون في أفغانستان، التي تعتبر المنتج الاول في العالم لهذا المخدر، لم يسجل زيادة كبيرة إلا في مناطق تتمركز فيها قوات دولية مثل البريطانيين في اقليم هلمند الذي يعتبر المنطقة الأولى المنتجة للافيون في البلاد.

من جانب اخر، هدد عضو مفترض في تنظيم القاعدة المانيا بالثأر منها ان ابقت جنودها في افغانستان وذلك في شريط فيديو نشره المركز الاميركي لمراقبة المواقع الاسلامية مساء اول من امس.

وفي الشريط الذي يستمر 30 دقيقة والموجه بوضوح ضد الالمان، قال شخص قدم نفسه على انه ابوطلحة الالماني ان الالمان «ساذجون» ان اعتقدوا ان بامكانهم «التخلص من ذلك بدون ضرر فيما هم قوة الاحتلال الثالثة في افغانستان».

وتابع هذا الرجل الذي يغطي وجهه بعمامة سوداء «تفجير نفسي في سبيل الله هي امنيتي منذ 1993»، مضيفا باللغة الالمانية «اقول للشعب الالماني انهض وكن عادلا من جديد».

وبحسب المركز الاميركي لمراقبة المواقع الاسلامية فان شريط الفيديو اعده موقع للقاعدة ومؤرخ في اكتوبر 2008. لكن لم يتم التحقق من صحة الشريط الذي يتضمن عناوين بالعربية.

واضاف المتحدث في هذه الرسالة التي تحمل عنوان «خطة انقاذ المانيا»، «ان الازمة الاقتصادية العالمية ضربت بالصميم عزة الالمان» واية خطة انقاذ لن تجدي نفعا طالما احتفظت برلين بجنود في افغانستان. من جهة أخرى، قتل جندي بريطاني في معارك مع متمردين في جنوب افغانستان، على ما اعلنت وزارة الدفاع البريطانية في لندن امس.

وكان الجندي يشارك في عملية مشتركة مع الجيش الافغاني عندما تعرض فوجه لاطلاق نار معاد في اقليم سانغين (ولاية هلمند الجنوبية)، بحسب الوزارة، وتوفي الجندي اول من امس متأثرا بجروحه.

وبمقتله ارتفع عدد البريطانيين القتلى في افغانستان الى 142 منذ 2001. ونشرت بريطانيا اكثر من ثمانية الاف جندي في افغانستان، وتأتي في المرتبة الثانية من حيث حجم المشاركة في القوة الدولية المساعدة على ارساء الامن التابعة للحلف الاطلسي (ايساف)، بعد الولايات المتحدة، وتتجاوز بكثير الدول المشاركة الاخرى.

وكانت ايساف قد اعلنت صباح امس مقتل جندي اجنبي اول من امس من دون الكشف عن جنسيته، وغالبية جنود ايساف المنتشرين في جنود افغانستان من الكنديين والبريطانيين والهولنديين.