ناشطون مسلمون يجتمعون لتبادل الخبرات وبناء مستقبل أفضل.. ويتعلمون من أوباما

300 مسلم من 76 دولة في مؤتمر «قيادات المسلمين للغد» بالدوحة يوجهون رسالة لقادة العالم

TT

اجتمع 300 مسلم رائد في مجال عمله، من أئمة الى محامين وصحافيين، في الدوحة خلال اليومين الماضيين، لتطوير سياسات معينة وتبادل التجارب من اجل بناء مستقبل افضل.

وبالتعاون مع «تحالف الحضارات» التابع للامم المتحدة، نظمت جميعة «اسما» (المجتمع الاميركي لتقدم المسلمين) مؤتمر «قيادات المسلمين للغد» شهدت نقاشات مطولة بالاضافة الى جلسات تدريبية عدة منها التعامل مع وسائل الاعلام. وينص ميثاق «قيادات المسلمين للغد» على التزام بتحسين مجتمعاتهم وعالمهم للجاليات الحالية والمستقبلة، والالتزام بقيم مثل الحرية والعدالة واحترام التعددية والتطور الفكري والقيادة. وبالاضافة الى اطلاق الميثاق، اتفق المجتمعون على رسالة مفتوحة لقادة العالم تطالب بـ«تخصيص الموارد للحاجات الاساسية والبنى التحتية والبيئة والتعليم وخلق فرص العمل»، بالاضافة الى «دعم مشاركة الشباب بالحكم والمجتمع المدني» و«حماية المشاركة السياسية الكاملة وحماية الحقوق الديمقراطية للجميع». وقال دانش مسعود، من «تحالف الحضارات» التابع للامم المتحدة: «غداً يوم مهم مع انتخاب (الرئيس الاميركي المنتخب) باراك اوباما ولهذا اردنا نشر الرسالة بالتزامن مع تنصيبه»، لتعج القاعة بتصفيق الحضور. وستنشر الرسالة في صحيفة «واشنطن بوست»، بالاضافة الى ارسالها مباشرة الى قادة حول العالم. وبعد أن عقد المؤتمر الأول لـ«قيادات المسلمين للغد» للمسلمين في الولايات المتحدة في نيويورك عام 2004، ومؤتمر للمسلمين في الولايات المتحدة واوروبا عام 2006، عقد مؤتمر للمسلمين من حول العالم في الدوحة بالتعاون مع مركز الدوحة الدولية للحوار بين الاديان. وخلال اليومين الماضيين، خاض مسلمون من 76 دولة نقاشات مطولة حول وضع المسلمين حول العالم على اصعدة مختلفة من صورتهم في الاعلام الى قيمهم الاساسية المشتركة. ومن اللافت ان اوباما كان له تأثير على المؤتمر، الذي كانت احدى جلساته التدريبية مبنية على اساليب استخدمها اوباما لبناء «حركة» اجتماعية ساهم فيها 13.5 مليون مواطن اميركي، منهم 3 آلاف منظم اجتماعي، اوصلوه الى البيت الابيض. وقادت جلسة التدريب نسرين حاج احمد، وهي فلسطينية عملت مع البروفيسور الاميركي الشهير مايكل غانس الذي كان احد المفكرين وراء حملة اوباما الشعبية. وقالت نسرين حاج احمد، وهي محامية فلسطينية عملت في فلسطين قبل التوجه الى بوستون عام 2007 للدراسة، حيث قررت تغير مسار حياتها والاتجاه الى العمل الاجتماعي. ووجه الاستاذ من جامعة «هارفرد» مارشال غانز رسالة تسجيلية الى المجتمعين في الدوحة لشرح سياسة حملة اوباما لجمع التأييد له، قائلاً «القيادة تعني تحمل المسؤولية لتمكين الآخرين للعمل سوياً من اجل هدف تحت ضغوط التغيير». وقدم غانز نصائح ملموسة لعمل المجتمع المدني، لتقيم بعدها حاج احمد جلسة تدريبية لتمكين المسلمين في العمل الجماعي الفعال.

ولم يكن حدث تنصيب اوباما الوحيد في اذهن المجتمعين، بل ان غزة كانت حاضرة في كل جلسة، من خلال مداخلات المشاركين. وفي الجلسة الختامية قرأ المشاركون الفاتحة على ارواح القتلى في غزة. وقالت مديرة البرنامج رشدة مجيد «احداث في غزة وكشمير والعراق وافغانستان، تجعلنا بحاجة الى ان نركز على اهداف محددة، ولدينا تحديات اخرى مثل البطالة بين الشباب والحاجة الى اصلاح المجتمع، وكلها مهمة بالنسبة لنا». وكان للتكنولوجيا الحديثة دور مهم اثناء المؤتمر على مدار يومين، اذ كانت التطورات في المؤتمر تدون على موقع «فيسبوك»، كما ان كل جلسة شهدت تصويتاً على قضايا مثل التصورات حول التطرف في المجتمعات المختلفة بناء على مناطق جغرافية. وساهم الامام يحيى بلافيتشيني، وهو رجل دين من ايطاليا ومستشار لوزارة الداخلية الايطالية والفاتيكان حول القضايا المتعلقة بالمسلمين، في تحديد مستقبل المنظمة. وقال بلافيتشيني «هذا التجمع علامة من رحمة الله، وعلينا ان نعمل على تطوير هذه الحركة والمنصة»، موضحاً ان بناء فروع محلية للحركة ضروري، بعد ان بدأت في الولايات المتحدة وانتشرت الى اوروبا، والآن دول ذات غالبية مسلمة. وقال جهاد صالح، وهو مساعد تشريعي في الكونغرس الاميركي «عادة العالم الاسلامي يتعامل مع الازمات فقط، ولا يواصل عمله بعد انتهاء ازمة معينة»، مضيفاً «علينا بناء مؤسسة تستمر، وأن تعالج اية مشكلة تواجهنا، حتى وان لم نتوقعها والا تنحل بعد المشكلة». وقالت رئيسة جمعية «اسما» ديزي خان خان «من المهم جداً الاحتفال نجاح لكل واحد منا»، مضيفة «علينا العمل معا من أجل التغيير الايجابي، بناء على شبكة من الناس حول العالم». وتابعت «رؤيتنا لتقوية مجتمعنا ممكنة، من خلال التدريب والتواصل والبقاء على الاتصال من خلال التكنولوجيا الحديثة، وعلينا تسهيل تبادل المعلومات والعلم والخبرة المسألة الاهم للنجاح».