جعجع: حان الوقت لجمع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ولو بالقوة الشرعية

قال إن الطريقة التى عومل بها الرئيس سليمان من «المعارضة» غير مقبولة

TT

بينما يستمر التحرك الدبلوماسي العربي والدولي في اتجاه معالجة فاعلة للحرب في غزة، من الكويت حيث تعقد اليوم القمة الاقتصادية العربية، الى شرم الشيخ حيث عقد أمس مؤتمر عربي ـ دولي بدعوة من الرئيس المصري حسني مبارك، واصل الفرقاء اللبنانيون اطلاق المواقف من قضية غزة ومما حصل في «القمة التشاوية» في الدوحة.

وكان لافتا أمس قول رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع «ان ما يجري في غزة هو وليد استراتيجية لم يكن للعرب رأي فيها»، واصفاً طرح الغاء مبادرة السلام العربية في قمة الدوحة بأنه «مراجل وهمية». وإذ استبعد «ان تخرج قمة الكويت بأي شيء في شأن غزة لأن ما يجري ليس نتيجة استراتيجية توافق عليها الافرقاء العرب»، وصف ما حدث في غزة بأنه «مأساة كبيرة أثبتت وجهة نظرنا في الاستراتيجية الدفاعية». وقال: «حان الوقت لجمع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات حتى لو اقتضى الأمر استعمال القوى الشرعية».

وأضاف: «ان الفريق الموجود في غزة اليوم حماس، ورغم تضحياته الكبيرة، انطلق من استراتيجية لا تتأمن فيها نقاط ارتكاز اساسية. وكان يعاني من مشاكل على المستويات الفلسطينية والعربية والدولية» متوقعا أن «تحاول قمة الكويت انقاذ ما يمكن انقاذه رغم النيات الحسنة للمشاركين». وعن الدعوة الى تعليق مبادرة السلام العربية في لقاء الدوحة، قال جعجع: «هذا مجرد شعر ومراجل وهمية من بعض الذين حاولوا تسجيل انتصارات نظرية»، متسائلا: «هل كانت اسرائيل تركض ليلاً ونهاراً وراء مبادرة السلام العربية وحرمناها تحقيق ذلك؟». وأشاد بـ«كلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الدوحة وتحفظه على البند المتعلق بمبادرة السلام العربية رغم اعلان الرئيس السوري بشار الأسد موتها»، وقال: «شعرنا ولأول مرة منذ 30 سنة أن لدينا سلطة وطنية حرة تتخذ المواقف انطلاقا من مصلحة الشعب اللبناني وليس انطلاقا من ارتباطات خارجية». وشدد على «أن الطريقة التى عومل بها الرئيس سليمان من الفريق الآخر (المعارضة) غير مقبولة» قال ان «كان من المعيب ان يقوم فريق من الأفرقاء بالتهجم عليه في الشارع ويحاول دفعه في اتجاه معين، رغم ان كل الأمور تطرح على طاولة مجلس الوزراء التي يجتمع حولها جميع الأفرقاء.. وعلينا ألا ننسى انه مثلما في امكان فريق ممارسة الضغط في الشارع في امكان الطرف الآخر ممارسة ضغوط مشابهة. لذا ما دام الجميع موجودين حول طاولة مجلس الوزراء فلماذا اللجوء الى مثل هذه الاساليب؟».

وأشاد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب، النائب وائل أبو فاعور، بموقف الرئيس سليمان خلال اللقاء التشاوري في الدوحة والذي تمثل بدعوته الى وحدة الموقف الفلسطيني والعربي والتمسك بمبادرة السلام العربية وانتقد «استخدام منطق التخوين والتشكيك والتجريم في المواقف والخطابات والهتافات على لسان مسؤولين سياسيين».

من جهته، قال النائب سمير فرنجية (قوى 14 آذار) ان «المهم في حرب غزة انه عشية وصول الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما كان هناك فريقان هم ايران وسورية يريدان تحسين شروط التفاوض على حساب الشعب الفلسطيني، فسبقتهم اسرائيل وحسنت شروطها». وتوقع ان يكون خط وقف اطلاق النار بين سورية واسرائيل «المنطقة الاكثر أماناً في كل العالم العربي» رافضاً «أسلوب الكلام عن الشيء ونقيضه في الوقت ذاته».

وقال النائب محمد قباني (كتلة المستقبل): «في لبنان يأتي التهجم على فخامة رئيس الجمهورية، وهو الرئيس الوطني التوافقي، ليؤشر الى محاولة الخروج عن اتفاق الدوحة الذي كان انتخاب الرئيس سليمان وما رافقه من تفعيل المؤسسات الدستورية والتخفيف من مناخ الاحتقان والصدام الداخلي أبرز مضامينه».

وأشاد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ عبد الأمير قبلان، بموقف الرئيس سليمان في اجتماع الدوحة. ورأى أنه «كان موقفاً معتدلاً ومستقيماً ومنصفاً». وعلى صعيد ذي صلة، تناول مفتي جبل لبنان، الشيخ محمد علي الجوزو، موضوع مشاركة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في مؤتمر الدوحة، فقال: «ان احمدي نجاد كان يطل علينا جميعا في قمة قطر بمواقفه الناقدة للأمة العربية. وقد فعل ذلك من قبل، فوجه رسالة الى خادم الحرمين الشريفين ليعلن موقفه مما يجري في غزة، وكأن الملك عبد الله لم يقم بأي دور، ولم يسهم في المطالبة بايقاف بحر الدماء الذي يجري على ارض غزة، وكأن احمدي نجاد لم ير الوفد الذي أرسلته الجامعة العربية الى مجلس الأمن». وأضاف، منتقداً مواقف الرئيس الايراني: «احمدي نجاد يعلمنا ما هو واجبنا كعرب نحو غزة واهلها. هو يعطينا دروسا في النضال والجهاد. وهو كان يعلن مرارا وتكرارا انه سيمحو إسرائيل من الخريطة وسيقضي عليها قضاء مبرما. ولما وقعت مأساة غزة، وبتحريض إيراني وسوري، لم نسمع سوى الكلام ولم نر صواريخ ايران العابرة للقارات تتحرك».