بعد قبول حماس وقف النار.. إسرائيل تبقي حالة التأهب مستمرة في غزة وعلى حدود لبنان

رؤساء الأجهزة الأمنية حذروا أن طهران وبيروت ودمشق وغزة لن تقبل بنتائج حرب غزة

فلسطيني ينقل فراشا من منزل مدمر بمنطقة الزيتون في قطاع غزة أمس (أ.ب)
TT

رغم قرار قيادة حركتي حماس والجهاد الاسلامي التجاوب مع وقف اطلاق النار، قررت اسرائيل الاستمرار في حالة التأهب العسكري، ليس فقط في الجنوب، وداخل قطاع غزة وفي محيطها، بل أيضا على الحدود الشمالية مع لبنان، حيث يتحسبون من «خطر قيام حزب الله باستفزاز مفاجئ مع اقتراب يوم الذكرى السنوية لاغتيال عماد مغنية» الذي يصادف يوم 13 فبراير (شباط) المقبل.

وقالت مصادر اعلامية في تل أبيب، أمس، ان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي «امان» الجنرال عاموس يدلين، ورئيس جهاز المخابرات العامة (الشاباك)، يوفال ديسكين، حذرا خلال جلسة الحكومة أمس من ان ما يسمى «محور الشر والارهاب من طهران الى بيروت ودمشق وغزة»، لن يتقبل بسهولة نتائج الحرب على غزة، خصوصا عندما يتضح ان الجمهور العربي لا يقبل ادعاءاتهم بالنصر في غزة، ولذلك فعلى اسرائيل ان تظل على أهبة الاستعداد لمحاولات هذه القوى إحداث موازنات في عمليات عسكرية أخرى مثل تنفيذ عمليات ارهاب داخل اسرائيل أو ضد أهداف اسرائيلية ويهودية في الخارج.

وتكلم رئيس جهاز المخابرات الخارجية «الموساد»، مئير دغان، عن الخطر من حزب الله. وقال ان رجاله حاولوا تنفيذ عملية انتقام لاغتيال عماد مغنية بتفجير السفارة الاسرائيلية في أذربيجان. ولكن قوات الأمن هناك ضبطت الخلية المكلفة بهذه العملية وأجهضت مخططها. ومع اقتراب مرور سنة على اغتيال مغنية، هناك خطر في مغامرة من نوع آخر يقوم بها حزب الله من الحدود مع لبنان أو من طريق آخر. وأكد انه في كل الأحوال ينبغي على اسرائيل أن تظل على أهبة الاستعداد والاستنفار للرد الحاسم على أية محاولة من أي طرف.

وساد الاجماع في جلسة الحكومة، أمس، على ان العدوان على قطاع غزة، لم ينته بعد بإعلان اسرائيل وقف اطلاق النار من جانب واحد. ولذلك صادقت الحكومة على قرار المجلس الوزاري المصغر بالإبقاء على قوات الجيش الاسرائيلي في المواقع التي احتلتها في الحرب داخل القطاع وسحبها فقط عندما تتوفر الاتفاقات اللازمة لضمان امتناع حماس وجميع التنظيمات الفلسطينية الأخرى عن اطلاق الصواريخ والقذائف باتجاه البلدات الاسرائيلية ووضع نظام لمكافحة تهريب الأسلحة الى هذه التنظيمات.

وكان رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، قد أعلن في بداية جلسة الحكومة، ان قرار وقف النار من طرف واحد ينطوي على أخطار حيث انه «قابل للخرق». وتوقعت اسرائيل سلفا ان لا تلتزم «حماس» بالقرار، ولذلك قررت اغلاق المدارس، أمس، في جميع بلدات الجنوب القريبة من حدود قطاع غزة (مثل سديروت) والبعيدة (مثل بئر السبع واسدود وعسقلان). وقررت الرد في البداية على أي اطلاق صواريخ بشكل عيني ومحدود، مع التهديد بالعودة الى خطة الحرب وتنفيذ المرحلة الثالثة من خطة الحرب، القاضية بالعمل على تصفية حكم حماس ورموزه. وبالفعل، فقد أطلقت الفصائل الفلسطينية من حماس وغيرها 15 صاروخا، قبل أن يعلن قادة حماس والجهاد الاسلامي قبولهم وقف اطلاق النار بعد الظهر. وردت اسرائيل على الاطلاق بغارات محدودة لا تصل الى مستوى بشاعة ووحشية قصفها السابق خلال أيام الحرب. ومع اعلان وقف النار في الجانب الفلسطيني، بدت ترتسم علامات الارتياح في أروقة الحكومة الاسرائيلية، ولكن مع الحذر بأن تأتي مفاجآت.

وجدير بالذكر ان ديسكين ويدلين رسما لوزراء الحكومة الاسرائيلية صورة عن نتائج الحرب في قطاع غزة جعلتهم يخرجون من جلسة الحكومة مزهوين، فقد قالا ان الضربة التي وجهت الى الأجهزة العسكرية في حركة حماس كانت أكبر بكثير مما يظهر على السطح. وان قادة حماس أنفسهم سيفاجأون من هول الضربات التي تلقوها «فعندما يخرجون من مخابئهم تحت الأرض ويشاهدون ما جرى بسببهم في قطاع غزة بشكل عام ولدى نشطائهم بشكل خاص، سيغطي السواد عيونهم. وفقط عندها يدركون ما هو حجم الضربة التي تلقوها».

وقال يدلين ان استمرار حماس في اطلاق الصواريخ على اسرائيل حتى اللحظة الأخيرة، يدل على انها لم تخسر كل قوتها الحقيقية، ولكنها في الوقت نفسه لا تنفي ان أضرارها كبيرة. فيما ادعى ديسكين، ان بوادر تململ بدأت تظهر في غزة ضد قيادة حماس، حتى في صفوف المقاتلين، وان البلبلة بدأت تظهر على هذه القيادة.