فريق منظمة «العفو الدولية» يجد أدلة دامغة على استخدام إسرائيل قنابل الفوسفور الأبيض في غزة

قال إن شظايا هذه القذائف كانت في المباني والمنازل المكتظة بالسكان وفي محيطها

TT

وجد فريق من منظمة العفو الدولية «امنستي انترناشينال» التي تتخذ من لندن مقرا لها ادلة دامغة لاستخدام واسع لقنابل الفوسفور الابيض في مناطق مكتظة بالسكان في مدينة غزة وفي المدن الشمالية.

وقال كريستوفر كوب خبير السلاح الذي يزور قطاع غزة ضمن فريق يضم اربعة اشخاص اوفدته منظمة العفو الدولي لتقصي الحقائق، «بالامس (اول من امس) شاهدنا شوارع وازقة مليئة بالادلة على استخدام الفسفور الابيض بما في ذلك بقايا قذائف وعبوات اطلقها الجيش الاسرائيلي». واضاف كوب «ان الفوسفور الابيض هو سلاح الغرض منه توفير ستار دخاني لتحركات القوات في ارض المعركة وهي مادة حارقة جدا وتتفجر بالهواء وتأثيرها المنتشر لا يسمح باستخدامها في مناطق سكنية مدنية».

من جانبها قالت دوناتيلا روفيرا احدى باحثي العفو الدولية في اسرائيل والاراضي الفلسطينية المحتلة وعضو الوفد الزائر «ان الاستخدام المفرط لهذا السلاح في مناطق غزة المكتظة كان عشوائيا. وان استخدامه المتكرر في هذه الطريقة رغم الادلة على تأثيراتها وعدد ضحاياها من المدنيين، هو جريمة حرب».

وحسب فريق منظمة العفو فان شظايا قذائف الفوسفور الابيض، كانت منتشرة في محيط العديد من المباني السكنية وان العديد منها كان لا يزال مشتعلا حتى يوم الاحد الماضي، وهذا من شأنه ان يضاعف الخطر على الاهالي وعقاراتهم. كما ان الشوارع والازقة تعج بالاطفال الذين يلعبون وربما تجذبهم مخلفات الحرب دون معرفة مخاطرها.

وقال كريس كوب سميث إن المدفعية هي سلاح يستخدم في مناطق واسعة وليس صلاحا للاستعمال ضد اهداف محددة. كما ان حقيقة هذه الذخيرة التي تستخدم في العادة كانفجارات ارضية، بينما كانت تفجر في الجو، يزيد من مساحة منطقة تأثيرها.

وحسب الخبراء فان كل قذيفة من هذه القذائف (155 ملم) تتفتت في الجو، الى 116 عبوة مليئة بالفسفور الابيض الذي يشتعل عند التعرض للاوكسجين ويمكن ان تنتشر الى مسافات واسعة وفق الارتفاع الذي تصل اليه القذيفة وكذلك حركة الريح.

ووجد فريق منظمة العفو شظايا القنابل الفوسفورية البيضاء وكذلك القذائف التي تحملها داخل المباني السكنية والبيوت وحولها. واحدثت قذائف المدفعية من عيار 155 ملم اضرارا كبيرة في المساكن. ومن بين المباني الاكثر تضررا من استخدام الفسفور الابيض هي مركز وكالة غوث اللاجئين «الانروا» في مدينة غزة حيث تلقى قذائف من هذا النوع في 15 يناير (كانون الثاني) الجاري. وقد انفجرت هذه القنابل قرب خزانات الوقود واحدثت حرائق ضخمة، الامر الذي ادى الى اعطاب اطنان من المساعدات الانسانية.