إسرائيل تقتل 5 رياضيين وتدمر جميع المؤسسات الرياضية بغزة

بينهم اثنان من المنتخب الوطني لكرة القدم

TT

الكل كان يتحدث عن الحماسة التي ميزت خليل العبد جابر، رئيس «الاتحاد الخماسي الحديث»، فرغم حداثة هذه اللعبة، ومع أن الأوضاع الاقتصادية والسياسية في قطاع غزة لا توفر الأجواء لمثل هذه الفنون من اللعب، إلا أن جابر آمن بإمكانية دفع الشباب الفلسطيني للإقبال على هذه اللعبة، وكان لديه الكثير من الأحلام التي كان يسعها لتحقيقها.

ويوم الثلاثاء الماضي وُضِعَ حدٌ لهذه الأحلام، فبينما كان جابر مع زوجته في شقته السكنية بمنطقة أبراج المقوسي، شمال غربي مدينة غزة، فإذا بإحدى الدبابات الاسرائيلية تطلق أثناء تقدمها في قاطع بيت لاهيا ـ التوام، قذيفة فتسقط على بيت جابر، فتقتله هو وزوجته على الفور. ولم يكن جابر، الرياضي الفلسطيني الوحيد، الذي يقتله الجيش الاسرائيلي خلال عدوانه الشرس على قطاع غزة، فقد قتل اربعة لاعبين فلسطينيين، بينهم اثنان من لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم؛ هما أيمن الكرد، 28 عاماً، وهو ايضا لاعب نادي شباب جباليا، ويعيش في مخيم جباليا شمال غزة، ووجيه مشتهى، 24 عاماً، وهو ايضا لاعب نادي الشجاعية. وكان الكرد في حي السلاطين (بيت لاهيا)، اقصى شمال غربي قطاع غزة، عندما تعرض لقصف من قبل طائرة استطلاع اسرائيلية قتل على اثرها على الفور. وقال الدكتور أسعد المجدلاوي، رئيس نادي شباب جباليا، إن الكرد شارك في بطولة كأس آسيا للاندية الأبطال، وساهم في التأهل للدور الثاني على حساب نادي القوة الجوية العراقية، في عام 2004، مشيداً بإسهاماته الجمة في مجال كرة القدم. وأما مشتهى فقد قتل في قصف اسرائيلي لحي الشجاعية الذي كان هدفاً للحملة البرية الإسرائيلية. واللاعبان الآخران اللذان قتلا برصاص الجيش الاسرائيلي؛ فهما شادي السباخي، 21 عاماً، نجم نادي خدمات النصيرات، وسط قطاع غزة، الذي قتل في قصف استهدف قلب معسكر النصيرات بطائرات إف 16. والثاني هو علي البدوي، رأس حربة نادي خدمات رفح، باقصى جنوب قطاع غزة، الذي قتل، لدى قيام طائرات إف 16 بإلقاء قنبلة تزن طنا على متنزه الشابورة، شمال المدينة. والى جانب الخسائر في صفوف الرياضيين، فقد لحق دمار كبير بالكثير من المؤسسات الرياضية. فقد دمرت طائرات اف 16 ملعب رفح جنوب القطاع، وذلك في الاسبوع الاول من العدوان، علماً أنه الملعب الوحيد بالمنطقة ويستخدمه حوالي 200 الف شخص. وفي شماله، ألقت هذه الطائرات عدة أطنان من المتفجرات على مقر اللجنة الأولمبية الفلسطينية، التي تتاخم مبنى جهاز المخابرات العامة، سابقاً في منطقة السودانية. ويعتبر مقر اللجنة الاولمبية من أفخم المؤسسات الرياضية التي بنيت في قطاع غزة منذ تشكيل السلطة الفلسطينية عام 1994، حيث كلف بناؤه أكثر من مليون دولار، تبرع به عدد من الجهات الدولية، ضمنها اللجنة الأولمبية الدولية. وحرثت الجرافات والدبابات الاسرائيلية نادي شمس الرياضي في حي التل الهوى جنوب غربي مدينة غزة، وذلك اثناء توغلها في الحي مساء يوم الخميس الماضي. وكأن عملية الحرث لم تكن كافية، قامت طائرات إف 16، بالقاء بثلاثة أطنان من المتفجرات، حولت الملعب الى مجموعة من الحفر. ودمر نادي فلسطين، غرب مدينة غزة الذي يحتوي على ملعب كرة قدم، بالكامل، بعد قصفه عدة مرات بقنابل وصواريخ الطائرات. وقصفت الدبابات الاسرائيلية بقذائفها الثقيلة نادي اتحاد الشجاعية الواقع شرق المدينة، الذي يحتوي على ملعب كرة قدم، ومرافق تدريب أخرى، لتأتي الطائرات لتدمير ما تبقى منه بأطنان من القنابل. وفي المنطقة الوسطى من القطاع، دمرت طائرات الاحتلال نادي أهلي النصيرات، بالكامل، وكذلك ملعب كرة القدم.