أوباما في أول يوم له بالرئاسة.. ينهمك بقضايا السياسة الخارجية ويعين ميتشل مبعوثه للشرق الأوسط

الإدارة الجديدة تخطط للعمل بحذر في الأحداث الفلسطينية ـ الإسرائيلية وإتاحة الفرصة للمبادرات المصرية والأوروبية

باراك أوباما يوقع على أول قرار رئاسي بعد أدائه اليمين الدستورية (رويترز)
TT

سيُغمر باراك أوباما في السياسة الخارجية في أول يوم كامل له كرئيس للبلاد اليوم. وسيتحرر أخيرًا من قيود التقاليد التي أجبرته هو وفريقه على البقاء صامتًا إزاء ما يتعلق بالشؤون العالمية خلال الفترة الانتقالية التي دامت على مدار 78 يومًا. يقول مساعدو أوباما، إنه يخطط في أول يوم لتعيين السيناتور السابق جورج ميتشل ليكون مبعوثه للشرق الأوسط، وهو ما أوحى برسالة مفادها أن الإدارة الجديدة تنوي التحرك سريعًا للتدخل بين الإسرائيليين والفلسطينيين المتناحرين في خضم جهودها لتحقيق السلام. وسيعقب تعيين ميتشل تصويت مجلس الشيوخ المرتقب بعد ظهر اليوم للتأكيد على تعيين هيلاري كلينتون بمنصب وزيرة الخارجية. ويقول المساعدون إن أوباما سيعقد اجتماعا بعد ظهر الغد لمجلس الأمن القومي لإعادة تقييم حربي العراق وأفغانستان. وبنهاية الأسبوع، يخطط أوباما إلى إصدار أمر تنفيذي بإغلاق معسكر غوانتانامو العسكري بكوبا فعليًا، وإرساء عملية جديدة للتعامل مع الـ250 معتقلاً الباقين. وتعكس تلك الأعمال ـ والتي سيتم اتخاذها قبل أن يستقر فريق البيت الأبيض كلية على الأماكن التي سيباشرون أعمالهم منها ـ النشاط الزائد من قبل مستشاري الأمن القومي لأوباما، والذين ظلوا كامنين خلف ستار الأحداث منذ يوم الانتخابات. ولم يكن أوباما خجولا أبدًا خلال الفترة الانتقالية، بحيث كان يدلي بالخطابات ويرسل مساعديه إلى الكونغرس حاملين حزمة المحفزات الاقتصادية البالغة 825 مليار دولار. وسيتولى الرئيس الجديد للمرة الأولى مسؤولية العراق على عاتقه، والتي عارضها منذ البداية، كما سيرهق كاهله أيضًا بالأزمات الدولية التي سرعان ما ستختبر مدى جلده وصموده كقائد أعلى للقوات المسلحة. وكان المسؤولون القادمون يتباحثون حتى الأمس بشأن كيفية مواصلة الانخراط في الأزمة الإسرائيلية ـ الفلسطينية منذ الأسبوع الأول. وفي ظل وقف إطلاق النار الهش القائم حاليًا، تخطط الإدارة الأميركية لتحسس الطريق بحذر، والعمل من وراء ستار الأحداث، وإتاحة الفرصة للمبادرات المصرية والأوروبية في أن تعمل قبل أن يقوموا بدور واضح للعيان بصورة كبيرة. ويدرك مسؤولو أوباما الانتقاليون إلى حد كبير أن العالم ـ خاصة الإسرائيليين والفلسطينيين ـ يرغب في معرفة ما هي اللهجة والأسلوب اللذين سينتهجهما الرئيس الجديد. وأفادت المصادر بأنه من المحتمل أن يكون التأكيد الأولي على الارتباط والتداخل السريع للرئيس بدلاً من تفاصيل الدور الأميركي، والتعاطف وتقديم المساعدات إلى المعاناة الإنسانية. وستظهر ملامح الدليل الملموس الأول بشأن طريقة السياسة الخارجية الجديدة مع اجتماع اليوم. وسيوجه أوباما تعليماته إلى البنتاغون للإعداد لانسحاب سريع من العراق، في غضون 16 شهرًا، كما سيستمع إلى مقترحات لتغيير مجرى الحرب في أفغانستان. تجدر الإشارة إلى أن كبار الضباط شرعوا مع نهاية العام الماضي في الإعداد لخيارات الانسحاب من العراق. وأفاد أوباما أنه سيصغي جيدًا إلى توصياتهم قبل الموافقة على خطة تتلاقى مع البنود التي يرغب فيها. وأردف يتوقع الإبقاء على «قوة متبقية» في العراق، إلا أنه لم يشر إلى حجمها. وأشار أيضًا إلى أنه سيمضي قدمًا في خطط قائمة فعليًا لنشر قوات أميركية إضافية قوامها 30 ألف جندي في أفغانستان. وسيرافق عدد من الأعضاء البارزين في فريق أوباما ركب الرئيس متجهين إلى البيت الأبيض للمرة الأولى في غمرة استعدادهم لمواجهة الأزمة الاقتصادية، والشرق الأوسط، والحروب العالمية، وقدر من الخلافات السياسية الداخلية. ولم يحضر غيتس حفلات التنصيب، حيث آثر البقاء بعيدًا عن الرئيس وباقي القادة مخافة حدوث أي حدث كارثي. ويتم النظر إلى ميتشل ـ الذي قاد لجنة السلام في الشرق الأوسط عام 2000 ـ بصورة كبيرة على أنه مفاوض، وذلك على أساس مشاركته بعملية السلام الناجحة في آيرلندا الشمالية. وأوضح مستشار لأوباما أن التوقيت الفعلي لتعيين ميتشل يتوقف على تصويت التأكيد على تعيين هيلاري كلينتون، ومن المخطط أن يتم هذا الأمر «بموافقة اجماعية»، وبالتالي لا يمكن أن تتم إعاقة الأمر من قبل أحد. إلا أنه من الممكن أن يطالب أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون بإجراء تصويت، وبالتالي تأجيل التأكيد على تعيين كلينتون ليوم آخر، ويقول المستشار: «إذا أجل جمهوريون (تعيينها)، فإنهم سيعوقون بذلك الإدارة كلها عن حل المشكلة».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)