طالبات سعوديات يؤسسن أول مركز جامعي للتدريب «الإلكتروني» في الخليج

(آي تي سي) مشروع لتخريج دفعات تحمل شهادات الخبرة بجانب البكالوريوس

«التدريب الإلكتروني» يتحدى معوق «الخبرة» الذي يصدم باحثي العمل («الشرق الأوسط»)
TT

تفاعلت نحو 20 طالبة سعودية سريعاً مع تصريح وزير التربية والتعليم الذي تناقلته الصحف مؤخراً بأن 90 في المائة من مخرجات التعليم الحالية لا تتلاءم وحاجات سوق العمل، وذلك بإطلاق أول مركز جامعي في الخليج للتدريب الإلكتروني، صباح يوم الأربعاء الماضي، يحمل اسم «آي تي سي»، ويسعى لمساعدة الخريجين على الانخراط سريعاً في سوق العمل.

ويأتي هذا المشروع الذي تبنته كلية العلوم الإدارية في جامعة الملك فيصل بالدمام من تنفيذ طالبات قسم المحاسبة اللاتي على وشك التخرج، مما يخول الجامعة لتكون أول جهة أكاديمية تقدم شهادات الخبرة العملية للطلاب والخريجين بعد أن كانت هذه المهمة مقتصرة على الشركات والمؤسسات.

وأوضحت الدكتورة أمجاد الكومي، أستاذ قسم المحاسبة في جامعة الملك فيصل والمشرفة على المشروع، لـ«الشرق الأوسط»، أن دافع إطلاق هذا المركز ما لاحظته عند توجه مجموعة من الخريجات للعمل بأن الشركات تطلب منهن إهمال ما درسنه والاعتماد على التدريب، وهو ما تعبر عنه بـ«الانفصام الواضح بين المدروس والواقع العملي».

وأفادت الكومي أن مركز التدريب المحاسبي (آي تي سي)، يبحث في الفترة المقبلة اعتماد شهاداته من الجامعة ليستفيد منها المتدرب عند التقدم بطلب وظيفة، وأوضحت أنها لا تعتقد بوجود فكرة مماثلة للمشروع، وهو ما تراه يعزز من دعم المعنيين به، وذلك قياساً على وصفها التدريب بأنه «صناعة واستثمار».

من جانبها، قالت الدكتورة الجوهرة بوبشيت، وكيلة كلية الدراسات التطبيقية ومشرفة كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك فيصل، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لابد من دراسة المشروع وتقييمه ثم بعد ذلك تجربته»، واصفة فكرة المركز بأنها «رائعة ومفيدة».

وبسؤال بوبشيت عن إمكانية نقل هذه التجربة لبقية الأقسام، أفصحت عن إنشاء وحدة التدريب والتطوير حديثاً بالكلية، والتي أفادت أنها ستقدم دورات تدريبية تتراوح مدتها من 3 أيام إلى شهر، وكشفت أن هذه الوحدة تسعى لتقديم خدماتها للمجتمع والطالبات داخل وخارج الجامعة، وهو ما أكدت أنه سيعلن عنه في الفصل الدراسي المقبل.

وعودة لمركز (آي تي سي)، فتتضمن الأنشطة التدريبية التي يقدمها: برنامج دبلوم يشمل 3 شهادات تدريبية متخصصة و 6 برامج، ويقدم المركز أيضاً 12 شهادة تخصصية، بالإضافة إلى 26 برنامجا تدريبيا مدة كل واحد منها أسبوع، كما يقدم شهادات تخصصية تعقد في الدول العربية، ويصدر بعض برامجه على شكل أقراص مدمجة.

ويعتمد تقييم المتدرب بالمركز وفق اختبار مدته 60 دقيقة، يقدم مجاناً أو برسوم رمزية لأول مرة، ونسبة النجاح فيه لا تقل عن 70 في المائة، ومن يجتازه بنسبة 90 في المائة يحصل على تقدير «ممتاز» وينال شهادة أو رخصة جامعية، في حين تقل الميزات تبعاً للنسبة التي يحصل عليها المتقدم.

ويهدف المركز إلى تقديم الاستشارات المحاسبية للجهات الراغبة بذلك، وفتح المجال لنشر المؤلفات والإصدارات المتخصصة وتوفير قواعد المعلومات المتعلقة بالمجال المحاسبي إلكترونياً، إلى جانب توفير الخبرات العملية والعلمية للطالبات أمام الخيارات المتاحة في سوق العمل للمساعدة على اتخاذ القرار الصائب بعد التخرج. بالإضافة لذلك، ينوي المركز تقديم اختبارات لقياس مستوى الذكاء النفسي والانفعالي من خلال مجموعة من الأسئلة التعبيرية البسيطة التي تترجم ردة الفعل المباشرة، وذلك قياساً على اشتراط سوق العمل حالياً وجود بعض المهارات الشخصية عند التقدم لشغر إحدى الوظائف.

ومن الجدير ذكره أن التسجيل في مركز (آي تي سي) مجاني، وهو متاح للجميع من دون اشتراط أي مؤهل دراسي، وأيضاً لا شروط تخص عمر أو جنس أو بلد المتقدم. كما يبحث المركز الآن إمكانية التعاقد مع أحد مراكز التدريب العالمية ليتم عرض الاختبار على الموقع ثم يحصل المتدرب على شهادة عالمية معتمدة من المركز.