الجماعة الإسلامية تطالب «القاعدة» بمهادنة الغرب 4 أشهر «اختبارا لنوايا أوباما»

منظرها قال لـ«الشرق الأوسط»: نتخوف من قيام التنظيم بشن هجمات

TT

دعت الجماعة الإسلامية بمصر، أمس تنظيم القاعدة إلى وقف عملياته ضد الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية والعالم، وإعلان هدنة طوال الأشهر الأربعة المقبلة، انتظارا لـ«المواقف العملية العادلة من (الرئيس الأميركي الجديد)»، وذلك بعد يوم واحد من دعوة القيادي البارز في تنظيم القاعدة أبو يحيى الليبي إلى شن هجمات في الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا، ردا على «العملية الإسرائيلية في غزة»، وما قال إنه وقوف لندن وراء قيام الدولة اليهودية عام 1948.

وقال الشيخ ناجح إبراهيم، القيادي ومنظر الجماعة الإسلامية بمصر لـ«الشرق الأوسط»، أمس إن الجماعة لديها مخاوف من قيام تنظيم القاعدة بتنفيذ عمليات وشن هجمات بالفعل خلال الفترة القادمة، وإن من شأن هذه الأعمال أن تحوِّل الرئيس أوباما لـ«جورج بوش آخر»، في إشارة إلى اختلاف لغة خطاب الرئيس الأميركي الجديد، في ما يتعلق بنوايا الانسحاب من العراق وأفغانستان، وإغلاق معتقل غوانتانامو، على عكس سلفه بوش، الذي احتل أفغانستان والعراق واعتقلت بلاده إسلاميين في غوانتانامو، عقب هجمات 11 سبتمبر عام 2001. وأضاف الشيخ إبراهيم، «سواء دعا الليبي لشن هجمات ضد بريطانيا أو لم يدع، نحن لدينا تخوف من أن تنظيم القاعدة من الممكن أن يعمل عمليات تحوَّل أوباما لجورج بوش آخر، وتجهض ما يمكن أن يحول الخير (ما أعلنه أوباما)، ولو كان بسيطا، إلى شر، لا تستفيد منه إلا إسرائيل».

وأضاف موجها خطابه ليس لتنظيم القاعدة فحسب، بل لفكر القاعدة أيضا، بقوله إن تكرار القاعدة القيام بعمليات جديدة..«سيكون انتصاراً لإسرائيل وتغليبا لوجهة نظر جورج بوش بأن هذا (العنف) هو طبع المسلمين.. نحن (كجماعة إسلامية) نريد مصلحة الإسلام والمسلمين، ولدينا أمل في أن يكون تنظيم القاعدة الآن قد اختلف عما كان عليه في 11 سبتمبر 2001». وخاطب البيان الموقع باسم الشيخ عصام دربالة، القيادي البارز في الجماعة الإسلامية المصرية أمس، تنظيم القاعدة، «قولوها (للدول الغربية) بلا وَجَل (خوف): نحن لن نبدأكم قتالا إلا دفاعا عن النفس خلال الأشهر الأربعة القادمة، وفي انتظار المواقف العملية العادلة من أوباما.. ومرحبا بسلام قائم على احترام الهوية الإسلامية وحق شعوبنا في العيش مستقلة في ظلال عقيدتها وشريعتها، وعلى أساس المصالح المشتركة مع أميركا والعالم، ومن أجل خير البشرية بعيداً عن صدام الحضارات».

كما خاطب الشيخ دربالة في البيان.. «كل أبناء تنظيم القاعدة، سواء من كان مرتبطاً بالقاعدة تنظيماً أو من وافقها فكرياً، لكني أخص بها قادة تنظيم القاعدة في كل مكان، خاصة الشيخين أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري». وأضاف أن الرئيس الأميركي الجديد لخص سياساته برغبته في اتباع طريق جديد.. «أوباما لخص الأمر في كلمة واحدة في خطاب تنصيبه رئيساً لأميركا فقال مخاطباً العالم الإسلامي، نحن في حاجة لطريق جديد. إذن هو يدعو لانتهاج طريق جديد بعيداً عن طريق بوش المسدود والمجنون».

وتابع دربالة موضحا، أن معالم طريق الرئيس الجديد تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وأنه (أوباما) قال إن أجيال أميركا واجهت الشيوعية والفاشية بالحوار والتحالف لا بالحروب والدبابات، وإن لها رسالة سلام في العالم وإن يده ممدودة لمن يمد يده بالسلام، ومنها ما أعلنه عن مساعيه سحب القوات الأميركية من العراق بطريقة سهلة، وسعيه لسلام صعب المنال في أفغانستان.

وأضاف دربالة قائلاً، «إذا ما أضيف لتلك المواقف التي أعلنها (أوباما) من قبل بشأن انتهاج الدبلوماسية بشأن إيران وملفها النووي، وعزمه إغلاق معتقل غوانتانامو، وطلبه من القضاة تعليق الإجراءات الخاصة بالمعتقلين فيه لمدة أربعة أشهر.. كل هذا يدل على أن هناك جديداً يجب استكشافه وفرصة تلوح يجب ألا تُجهَض قبل التأكد من أنها سراب خادع».

ودعا دربالة قادة تنظيم القاعدة لمد أيديهم بالسلام، وقال، «ماذا يضير لو أعلنتم لأوباما ما ترغبون فيه من خير وقلتم: نحن نمد أيدينا بالسلام على أساس المصالح المشتركة وبما يحقق خير البشرية.. نحن نمد أيدينا من أجل سلام يحقق استقلال العراق وأفغانستان.. نحن نمد أيدينا من أجل سلام يحقق آمال شعوبنا الإسلامية في أن تعيش تحت حكم إسلامي يتوافق مع عقيدتنا وينطلق من أحكام شريعتها، التي نعتز بها وسندافع عنها».

وتضمنت الشروط الأخرى للسلام بين تنظيم القاعدة والولايات المتحدة وفق ما ورد في بيان الجماعة، أن يحقق هذا السلام.. «مطالب أمتنا العادلة في فلسطين وكشمير والشيشان والبوسنة وكوسوفو»، و«يحقق الإفراج عن الأسرى وعلى رأسهم الدكتور عمر عبد الرحمن»، وأن «تترك فيه أميركا سياسة الكيل بمكيالين في كل ما يتعلق بالعالم الإسلامي، وسياسة الانحياز الأعمى لإسرائيل»، وبما «يحقق تواصل الحضارات لا تصادمها».