مبادرة خادم الحرمين لتحقيق المصالحة العربية تثير موجة تفاؤل في لبنان

السنيورة: المبادرة نقلة نوعية في العمل العربي المشترك

TT

استمرت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الى الدعوة للمصالحة العربية موضع ترحيب وتقدير واسعين في الاوساط السياسية اللبنانية. وفيما وصفها رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة بأنها «نقلة أساسية ونوعية في العمل العربي المشترك»، اعتبرها عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتفت «فرصة تاريخية لتوحيد الموقف العربي (...) ولاستفادة لبنان» منها. ووصفها عضو الكتلة نفسها النائب عمار حوري بـ«المبادرة الانقاذية» ورأى فيها تعبيراً عن «ارادة صادقة لجمع الشمل العربي». ومن جهته، قال النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي ان المصالحة السعودية ـ السورية «ذات مداميك راسخة وتنتج استقرار لبنان».

وقال السنيورة: «كان أهم ما في هذه القمة ما تقدم به خادم الحرمين الشريفين والذي يعتبر نقلة أساسية ونوعية في العمل العربي المشترك وتأكيد نبذ الخلافات والدعوة للعرب لأخذ المبادرة والإمساك بزمام أمرهم بيدهم. وهذا أمر أساسي، لأنه حينها يقطعون الطريق على كل المداخلات غير العربية للتدخل في المنطقة. وهذا مفيد للعرب ولكل دول المنطقة أيضاً». وأضاف أن «الكلام الذي قاله العاهل السعودي ـ وأنا عبرت في اليوم ذاته عن رأيي في أهميته ـ يفتح نافذة كبيرة جداً للعرب وللمسلمين (...) ونحن نعتقد أن العرب عندما يتفقون في إمكانهم أن يحققوا أهدافهم ويخدموا قضيتهم. وعندما يختلفون تكون النتيجة وبالاً عليهم».

وسئل: عمليا كيف يمكن أن تكون ترجمة المصالحة السعودية ـ السورية على الوضع اللبناني الداخلي؟ فأجاب: «أعتقد أن هذه الخطوة يجب أن نشجعها وندفع في اتجاهها وأن يصار إلى الابتعاد عن كل ما يسهم في تسعير الخلاف، أو كل كلام لا يسهم في تبريد الأجواء. وكل ما يؤدي إلى توحيد الصف وتقريب وجهات النظر هو عمل مفيد. موقفنا في لبنان كان دائما السعي إلى الوفاق العربي. ونحن سنستمر في هذه السياسة وفي القيام بالاتصالات العربية ـ العربية. وأيضا سنقوم بكل ما يمكن أن يقوم به صديق من أجل التحفيز على إطلاق خطى الحل السلمي».

وقال النائب فتفت في حديث اذاعي: «تفاءلنا بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي حوَّل الكارثة والمصيبة بالتشتت العربي وتدمير غزة وقتل وجرح الآلاف، الى فرصة تاريخية أمام العرب. وبالتأكيد عندما تكون هناك فرصة لتوحيد الموقف العربي هناك فرصة أيضاً للبنان للاستفادة. انما حتى الآن لا أرى من الأطراف الأخرى تجاوباً مع مبادرة الملك عبد الله، بل على العكس بدأنا بسماع أصوات نشاز. وهذا مؤشر سلبي».

من جهته، قال النائب حوري: «إن السؤال الأخطر بعد العدوان المحرقة على غزة: هل يتجاوب الجميع مع المبادرة الانقاذية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز باتجاه مصالحة عربية ـ عربية وفلسطينية ـ فلسطينية تدعم عناصر الوحدة رفضا للانقسام، ام ان الرافضين لهذه المبادرة سيأخذون انفسهم والآخرين الى حرب فلسطينية ـ فلسطينية تعكس انقسام الارض والحكومة والمؤسسات وتصيب شظاياها الجميع بلا استثناء، وتخرج ربما الى خارج الاراضي الفلسطينية مصيبة بشظاياها المنطقة كلها، ونحن في لبنان جزء أساسي من هذه المنطقة؟». وأكد: «أن الجهد السعودي المشكور عبر من خلال المبادرة في الكويت عن ارادة صادقة لجمع الشمل العربي. وعبر في نفس الوقت عن تضحية كبرى من خادم الحرمين الشريفين برغم كل ما تعرض له شخصيا وتعرضت له المملكة من حملات التجني وتزوير الحقائق، فمد يده متناسيا ما سبق آملاً في العمل باتجاه مستقبل فيه الخير للأمة كل الأمة». أما الفرزلي فقال: «ان ما يهمني من هذه المصالحة انعكاساتها وتداعياتها على الواقع اللبناني. وأنا يكفي أن أردد وأؤيد ما تفضل به النائب سعد الحريري أثناء استقباله جمعية إسلامية في منزله في قريطم عندما قال: يجب ان نتعالى فوق ما يسمى 8 و14 آذار ومعارضة وموالاة، ونذهب باتجاه تأسيس وحدة البلد التي تؤدي الى استقرار سياسي واقتصادي». وأضاف: «ان المصالحة السعودية ـ السورية، وخلافا لما يعتقد البعض، مداميكها جدية وراسخة. وأعتقد انها ستتطور ويجب ان تتطور بالاتجاه السليم لتأكيد عروبة المنطقة ووحدة شعوبها، فكل عمل يؤدي الى توحيد البلد يجب ان نحصنه ونؤمن شبكة أمانه وحزامه السياسي».

من جهته، أشار الرئيس اللبناني أمين الجميل الى ان لبنان «يتأثر جدا بالخلافات العربية لأن كل المواقع العربية لديها امتدادات على الساحة اللبنانية وامتدادات تكون مسلحة ولديها إمكانات كبيرة. فنحن توسمنا خيرا من المصالحة التي حصلت في الكويت، انما أخشى، خاصة عندما نسمع بعض التعليقات في بعض وسائل الاعلام الملتزمة التي تعبر عن مواقف بعض الأطراف لا سيما أطراف خارجية. وكأن هذه المصالحة لم تتم وكأن كل شيء بقي على حاله. لذلك نحن قلقون نسبيا على الوضع الداخلي لاننا لم نشعر بأن هناك شعورا بالمسؤولية من قبل القادة اللبنانيين من اجل تحصين الساحة اللبنانية للالتقاء والتفاهم على الحد الأدنى لمواجهة كل الأحداث التي تحصل في الخارج».

وأمل حزب «الوطنيين الأحرار» في أن «تبدأ ترجمة المصالحة العربية التي تمت على هامش القمة الاقتصادية في الكويت، من خلال مبادرات عملية تعالج أسباب الخلافات وتعمل على توطيد الثقة بالحوار الصريح والمسؤول بين الدول العربية». وأكد «أن للبنان مصلحة كبيرة في المصالحة العربية ـ العربية نظراً الى انعكاسات الخلافات بين الاشقاء عليه، بما فيها المحاور الاقليمية المتعارضة وتحويله ساحة مفتوحة أمام أصحاب الغايات والمصالح كما برهنت الاحداث، وآخرها عمليات اطلاق الصواريخ المشبوهة من منطقة عمل قوات اليونيفيل لتوريط لبنان في مواجهة مع اسرائيل».