الجزائر تتجه لخوض انتخابات رئاسية.. دون متسابق إسلامي

فشل مساعي إقناع جاب الله.. و«مجتمع السلم» تدعم بوتفليقة

TT

تتجه الجزائر إلى تنظيم انتخابات رئاسية في أبريل (نيسان) المقبل، لا يشارك فيها متسابق إسلامي، حسبما تفيد معطيات أولية. وفي حال تأكد هذا الأمر، فإن غياب المرشح الإسلامي سيكون للمرة الأولى منذ بدء تنظيم الانتخابات الرئاسية التعددية في البلاد عام 1995. ففي حين تدعم «حركة مجتمع السلم»، التي تعد أبرز حزب إسلامي وتشارك بخمس وزراء في الحكومة، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المرجح أن يعلن ترشحه لولاية ثالثة، قالت مصادر إن «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المحلة تتجه نحو إصدار بيان يدعو إلى المقاطعة. ومن جهة أخرى، فشلت مساعي إقناع الزعيم الإسلامي عبد الله جاب الله بالترشح للسباق.

وذكر قيادي في حزب «حركة النهضة» الإسلامي، الذي كان يقوده في السابق جاب الله، لـ «الشرق الأوسط»، إن أمين عام الحزب فاتح ربيعي فشل في إقناع جاب الله بالترشح للانتخاب، إذ كانت «النهضة» تعتزم دخول المعترك الانتخابي تحت مظلته.

واتخذت حركة النهضة هي الأخرى قرارا بعدم تسمية مرشح لها للسباق. وقال يزيد بن عائشة رئيس مجلس شورى «النهضة»، في بيان أمس، إن الحزب «يرى أن الأجواء السياسية غير مشجعة للمشاركة (في الانتخابات)، وثقافة التداول (على السلطة) غائبة والمجال الإعلامي والسياسي مغلق، والحريات العامة تراجعت، والحوار غائب والآراء الجادة مقصاة، ودور الطبقة السياسية في القضايا المصيرية للأمة مهمش». وبناء على هذه المعاينة قرر الحزب الإسلامي عدم المشاركة في انتخابات الرئاسة، وبدلا من ذلك «سنوجه اهتمامنا في المرحلة المقبلة للبناء الداخلي لتحقيق الانتشار».

وكانت حركة النهضة راهنت في وقت مضى على ترشيح الإسلامي أحمد بن محمد رئيس حزب «الجزائر المسلمة» المحل، لكنها تلقت إشارات من السلطات تتحفظ على ترشح هذا الأخير، بدعوى أنه متشدد.

وأوضح قيادي «النهضة» أن قيادة الحزب وجاب الله اتفقا على «تفعيل التواصل بينهما بعد الانتخابات بهدف توحيد الصف». ولم يستبعد أن يفضي ذلك إلى عودة جاب الله إلى رئاسة «النهضة» بعد 11 سنة من ابتعاده عنها، بسبب خلاف حاد مع أبرز القياديين بينهم لحبيب آدمي، سفير الجزائر لدى المملكة العربية السعودية حاليا.

وأسس جاب الله «حركة الإصلاح الوطني» في 1999، وفاز معها بـ43 مقعدا في انتخابات البرلمان بعد 3 سنوات من التأسيس. وأطيح به من القيادة في 2006 بعد خلاف كبير مع قياديين في الحزب. وكانت نتيجة انتخابات البرلمان في 2007 نكسة بالنسبة لـ«الإصلاح»، حيث فاز بمقعد واحد فقط. وأفاد الأخضر بن خلاف أحد المقربين من جاب الله، في اتصال به، بأن انتخابات الرئاسة «كما تبدو حاليا لا تشجع على المشاركة فيها، والرأي الغالب عندنا أن جاب الله لن يترشح». وبخصوص المساعي التي قام بها عبد العزيز بلخادم وزير الدولة، للتقريب بين جاب الله وبوتفليقة بغرض «إزالة سوء التفاهم بينهما»، تمهيدا لدخول الأول الانتخابات، قال بن خلاف: «لقد وعد السيد بلخادم بأن يفعل شيئا على هذا الصعيد، لكن لم يتحقق شيء حتى الآن». ورجح مصدر مطلع أن يعلن جاب الله عدم ترشحه الخميس المقبل، في اجتماع مرتقب لكوادر إسلامية موالية له.