حماس: تصريحات بلير لا قيمة لها والحكومة المقالة تعتبرها اعترافا

مبعوث اللجنة الرباعية طالب بأن تكون الحركة الإسلامية جزءا من عملية السلام

TT

وصفت حركة حماس، تصريحات موفد اللجنة الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط توني بلير، الداعية إلى إشراك حماس في العملية السياسية، بأنها «سخيفة ولا قيمة لها»، وإن كانت الحكومة الفلسطينية التي تديرها حماس اعتبرت أن التصريحات تعتبر تغييرا جذريا في الموقف الدولي من حماس واعترافا بمركزية الحركة في الصراع والسلام في الشرق الأوسط.

وكان بلير قال لصحيفة «ذي تايمز» اللندنية، انه لا بد من مشاركة حماس بطريقة أو بأخرى في مسيرة سلام الشرق الأوسط لأن سياسة عزل غزة لن تجدي نفعا. وردا على سؤال حول ما اذا كانت نظرته قد طرأ عليها تغيير في ما يتعلق بالاتصال بحماس منذ الانتخابات الفلسطينية، قال بلير، «تصوري الأساسي هو انه في مثل هذه الأوضاع، لا بد أن تتحدث إلى كل الأطراف»، الا انه كرر ان موقف الرباعية هو عدم اجراء محادثات مع حماس سواء على المستوى الرسمي او غير الرسمي قبل ان تنبذ العنف وتعترف بإسرائيل. وقال بلير، «هناك خط فاصل بين صعوبة التفاوض مع حماس كجزء من مسيرة سلام اذا لم تقبل الاعتراف بحل الدولتين من ناحية، وبين الحديث مع حماس باعتبارها سلطة الأمر الواقع في غزة، من ناحية أخرى».

لكنه رفض الإجابة عن سؤال عما إذا كان اتصل بحماس على مستوى غير رسمي، وان كان فريقه أصر في وقت لاحق انه لم يفعل، وان كل الاتصالات جرت عبر الدبلوماسيين المصريين. وقال بلير«اعتقد ان من المهم ان نجد وسيلة لمشاركة حماس في هذه المسيرة، الا ان ذلك لا يمكن ان يتم الا اذا كانت حماس مستعدة له وفق القواعد السليمة». ورد النائب عن حماس مشير المصري على تصريحات بلير بوصفها «سخيفة ولا قيمة لها» و«إعادة لذات السيناريو القديم لأن محاولات دمج حماس في عملية السلام فاشلة ومرفوضة لدى الحركة من البداية ولدى العديد من الأطراف العربية والدولية». وقال المصري في بيان مكتوب «إن حركة حماس اليوم باتت تمثل معادلة سياسية وشعبية وعسكرية قوية وهي الرقم الصعب في المنطقة»، مشيراً إلى أن «إعادة الطرح من جديد تدلل على وقاحة بلير ومن يصرون على هذا الطرح السخيف». واعتبر المصري، أن الحديث في التعامل مع حماس «يؤكد على الإدراك الأوروبي والعالمي بأن كل المحاولات لاستئصالها وشطبها عن الساحة الفلسطينية فشلت وهي اليوم تشكل القوة الأولى في الساحة الفلسطينية»، مؤكدا ان «البوابة الوحيدة للدخول للقضية الفلسطينية وأي ترجمة لأي اتفاق على ارض الواقع لا يتم إلا عبر الحركة التي لا يمكن تجاوزها». وانتقد بلير بصورة ضمنية الاستراتيجية التي اتبعتها ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش وإسرائيل في تركيز كل جهود السلام والاعمار على الضفة الغربية، وقال بلير: «كان هذا نصف ما نحتاج اليه». ويقول بلير ان استراتيجية «تهميش غزة» ومحاولة اقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية «لم تثمر قط، ولن تجدي نفعا». وقال ايضا، «لا بد لنا من ان نؤكد عبر التغيير الذي نجريه في الضفة الغربية ان تحقيق قيام الدولة الفلسطينية امر ممكن. لكن المشكلة تكمن في انه اذا كانت هناك محاولات لإزاحة غزة جانبا، فان الوضع يصبح خطيرا لدرجة الانفجار وتنتقل السلطة الى ايدي الجماهير بحيث يمكن ان تنفجر في اي لحظة». واعتبر المصري كلام بلير «تأكيدا على أن عباس وفريقه ضعفاء لا يملكون من أمرهم شيئاً وما يحدث من مفاوضات هي عبارة عن مسرحيات هزلية فقط». واستطرد «هم يشعرون أن عباس أضعف من أن يطبق أي اتفاق في الضفة الغربية فضلا عن غزة وهذه اللقاءات هي لإبقاء عباس دمية يشعرونه أن هناك بصيص أمل من عملية السلام».

من جانبه اعتبر الدكتور يوسف رزقة مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية أن التصريحات التي أدلى بها توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية تمثل اعترافا بالدور الذي تلعبه حركة حماس. وعزا رزقة التغيير في خطاب بلير الى صمود غزة في وجه العدوان الإسرائيلي وما ارتكبه جيش الاحتلال من جرائم الاحتلال، مشيراً الى أن بلير يعترف بـ«مركزية حركة حماس في عملية الصراع والسلام.. وهذا الاعتراف ربما يمثل بداية لإزالة حماس من قائمة الإرهاب».

ولاحظ يوسف أن بلير لم يعد يتحدث عن شروط الرباعية بل عن «شروط مناسبة»، قائلا «نأمل أن يكون التغيير في اللغة مستندا على تغيير في السياسة والمواقف بعد التأييد الشعبي والرسمي العالميين الذي حظيت به غزة والحكومة الفلسطينية». واعتبر رزقة أن بلير يمارس الدور الخطأ عندما يتحدث عن الاعتدال والسلام، في الوقت الذي لم يقم فيه باستنكار قتل الأطفال والنساء واستخدام الأسلحة الفوسفورية المحرمة دوليا. واستهجن رزقة الذي شغل في الماضي منصب وزير الإعلام تأخر بلير حتى اللحظة عن القيام بزيارة غزة ليطلع بنفسه على مدى بشاعة جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين العزل، مطالبا بلير في الوقت نفسه بتصريح واضح ضد جرائم الاحتلال وزيارة المنكوبين في غزة.