نجاد في الذكرى الثلاثين لقيام الثورة الإسلامية: لم تعد محصورة بحدود إيران

متحدث حكومي: رغبة واشنطن في الحوار معنا دليل على فشل الرأسمالية

TT

أحيا القادة الإيرانيون أمس ذكرى آية الله روح الله الخميني خلال الاحتفالات بالذكرى الثلاثين للثورة الإسلامية التي أكدوا أنها لم تعد محصورة بالحدود الإيرانية في وقت اعتبر متحدث حكومي أن رغبة واشنطن في التحاور مع طهران دليل على فشل النظام الرأسمالي.

وقال الرئيس محمود أحمدي نجاد من ضريح مؤسس الجمهورية الإسلامية «اليوم بعد مضي ثلاثين عاما، لا تزال الثورة حية». وتابع «ما زلنا في بداية الطريق وسنشهد تطورات أكبر، هذه الثورة ستستمر بإذن الله حتى إحلال العدل» مضيفا «إن كانت هذه الثورة جرت في إيران، إلا أنها ليست محصورة بالحدود الإيرانية» كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وصباحا حضر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي والرئيس أحمدي نجاد وجميع الوزراء فضلا عن عدد من المسؤولين العسكريين حفلا أقيم في ضريح الخميني في جنوب طهران.

وفي الذكرى السنوية لعودة الخميني بعدما مضى 15 عاما في المنفى، تقرع أجراس المدارس وتطلق صفارات القطارات والسفن في تمام الساعة9,33 (6,33 تغ)، في اللحظة نفسها لعودة الإمام الخميني. وتستمر الاحتفالات عشرة أيام وتنتهي في العاشر من فبراير في ذكرى سقوط الشاه.

ورفعت في الضريح صورة كبيرة لمؤسس الجمهورية الإسلامية في يوم عودته إلى إيران في وقت كان في السادسة والسبعين من العمر وهو ينزل من طائرة تابعة لشركة اير فرانس بمساعدة احد افراد الطاقم. وعُلقت ايضا صورتان لخامنئي وأحمدي نجاد. ورفعت لافتة كتب عليها «الثورة الإسلامية قامت على تضحيات الشهداء»، مرددة عبارة للإمام الخميني. وكتب على لافتة أخرى «سندافع عن مبادئ الإمام الخميني وعن ميراثه»، وهو كلام قاله المرشد الأعلى الحالي خامنئي الذي خلف مؤسس الجمهورية عند وفاته عام 1989. ورددت خلال الاحتفالات شعارات معادية للولايات المتحدة وإسرائيل وأخرى لإدانة الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.

وقال حسن الخميني حفيد مؤسس الثورة الإسلامية «بفضل الإسلام شهدنا انتصارات في غزة ولبنان». وأدلى بتصريحاته على وقع شعارات «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل». وأضاف أن «الإيرانيين يشعرون بالفخر لان الخميني كان رافعا راية اليقظة الإسلامية في العالم».

من جهته قال الرئيس الإيراني السابق أكبر هاشمي رفسنجاني إن «سكان غزة وحزب الله (اللبناني) ألحقوا هزيمة بجيش النظام الصهيوني بفضل النفوذ الإيراني». وصرحت إيرانية كانت تحضر الاحتفالات لوكالة الصحافة الفرنسية أن «إيران مستمرة في النهج الذي رسمه الخميني إلا في مجالي الاقتصاد والثقافة».

من جانب آخر، أعلن الناطق باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين الهام أن رغبة الرئيس الأميركي باراك أوباما في التحاور مع إيران تعني «سقوط الفكر الرأسمالي» والولايات المتحدة.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «مهر» شبه الرسمية عن الهام قوله إن «هذا الطلب (للتحاور) هو المؤشر على سقوط الفكر الرأسمالي وسقوط النظام (الأميركي) المهيمن».

وكان أوباما الذي رفض سلفه جورج بوش لفترة طويلة التخلي عن الخيار العسكري ضد إيران في إطار النزاع حول ملفها النووي، وعد بمقاربة دبلوماسية جديدة معها تقوم على الرغبة في حوار مباشر مع الجمهورية الإسلامية وفي إطار الاحترام المتبادل. وأضاف الهام أن «الحوار مسألة ثانوية، والمسألة الأساسية تكمن في عدم وجود خيار آخر في العالم سوى التغيير» بالنسبة إلى الولايات المتحدة.

من ناحيته، أكد نائب الرئيس الإيراني للشؤون التنفيذية علي سعيدلو الذي يعتبر مقربا جدا من الرئيس محمود أحمدي نجاد، في تصريح نقلته وكالة مهر أن على الولايات المتحدة القيام بالخطوة الأولى عبر تقديم الاعتذار إلى إيران. وقال «عليهم أولا تقديم الاعتذار. تلك ستكون خطوة أولى لان عليهم ان يغيروا ذهنيتهم». وكان المسؤولون الإيرانيون كثفوا في الآونة الأخيرة تصريحاتهم حيال الولايات المتحدة، مطالبين أوباما بإحداث «تغيير حقيقي».

وردا على عرض أوباما التحاور مع طهران، طالب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بانسحاب القوات الأميركية من مختلف أنحاء العالم ووقف دعم الولايات المتحدة لإسرائيل والاعتذار عن «الجرائم» التي ارتكبها الأميركيون، كما قال، بحق إيران.