الأسد يؤيد حوارا «إيجابيا وبناء» مع واشنطن «على أساس المصالح المشتركة»

في الزيارة الأولى لوفد أميركي منذ تسلم أوباما مهامه

TT

أعلن الرئيس السوري بشار الأسد تأييده لحوار «ايجابي وبناء» بين سورية والولايات المتحدة على أساس «المصالح المشتركة والاحترام المتبادل»؛ وذلك خلال استقباله في دمشق يوم أمس وفدا من الكونغرس الأميركي برئاسة آدم سميث رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونغرس. وأفاد بيان رئاسي بأن الأسد أكد خلال لقائه الوفد على أهمية قيام «الحوار الايجابي والبناء بين سورية والولايات المتحدة على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل»، حيث عرض الأسد رؤية سورية للأوضاع في منطقة الشرق الأوسط «لاسيما بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة الذي أوقع آلاف الضحايا المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني وتسبب في تدمير البنى التحتية وحتى الأراضي الزراعية والمشافي والمدارس».

ونقل البيان عن الوفد الأميركي تأكيده على دور سورية «المهم في المنطقة» وتطلع الإدارة الأميركية الجديدة إلى «تطوير العلاقات السورية الأميركية بما يخدم الاستقرار في الشرق الأوسط».

وتعتبر زيارة وفد الكونغرس الذي يضم عددا من أعضاء لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الأولى لوفد رسمي أميركي بعد تسلم الرئيس الأميركي باراك اوباما مهامه. وقالت مصادر سورية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن أجواء اللقاء كانت «إيجابية» لافتة إلى أن هناك وفودا أميركية أخرى ستزور سورية خلال شهر فبراير الجاري؛ منها وفدان الأول برئاسة بنجامين كاردن، رئيس لجنة الأمن والتعاون الأوروبي في الكونغرس والثاني برئاسة هوارد بيرمان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس.

وتأتي هذه التطورات على صعيد العلاقات السورية الأميركية بعد فترة توتر بدأت منذ عام 2005، الذي شهد سحب إدارة بوش للسفيرة الأميركية من دمشق، لتبلغ ذروتها في الشهور الأخيرة من العام الماضي بعد قيام مروحيات أميركية بهجوم داخل الأراضي السورية على الحدود مع العراق، في 27 اكتوبر 2008 والذي راح ضحيته ثمانية مدنيين سوريين، وردت عليه الحكومة السورية بحزمة إجراءات أبرزها إغلاق المركز الثقافي والمدرسة الأميركية في دمشق.

علما أن زيارات الوفود الأميركية إلى دمشق لم تنقطع، لكنها لم تكن تأخذ صفة رسمية، كما شهدت سنوات التوتر عدة لقاءات بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ووزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس، على هامش اجتماعات وزراء خارجية دول جوار العراق في شرم الشيخ أيار 2007 وفي اسطنبول في اكتوبر 2007، وآخرها لقاء سبتمبر الماضي على هامش الاجتماع الدوري للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وكان الرئيس السوري قد دعا في مقابلة مع تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني، الى حوار «بلا شروط» مع الادارة الاميركية الجديدة. ويقوم المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل بأول جولة له في المنطقة شملت العديد من الدول من دون ان تشمل سورية. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون إن الولايات المتحدة تمنح أولوية لمسيرة السلام الفلسطينية الإسرائيلية، وليس للمفاوضات مع سورية، بسبب الطابع الملح للأزمة الانسانية في قطاع غزة.