مكافآت وول ستريت بين القبول والرفض

بلغت أكثر من 18 مليار دولار هذا العام وهي تقريبا كما كانت في عام 2004

TT

الفصل بين السمسار والمكافأة يشبه الوقوف بين كلب قنص شرس وطبق يتناول فيه الطعام. قد لا يعضك، ولكنك ستحس بنفسه. وقد قال أحد المصرفيين ممن يعملون في مجال الاستثمار يوم الجمعة الماضي، وهو ماض في طريقه ومعه حقيبة الغذاء في يديه عبر مركز التمويل العالمي: «يأتي الناس إلى هنا، لأنهم يريدون العمل بجد، والحصول على الكثير مقابله، وأعتقد أن هناك عدم اتصال بين وول ستريت ومين ستريت (العاملون وأصحاب الأنشطة التجارية الصغيرة)».

بالتأكيد، كان هذا هو الوضع خلال الأسبوع الجاري عندما علم مين ستريت أنه على الرغم من حقول الألغام التي تتهدد هذا الاقتصاد المتردي، بلغت المكافآت في وول ستريت أكثر من 18 مليار دولار خلال العام الماضي، وهي تقريبا كما كانت في عام 2004، عندما كانت المؤسسات قادرة على الوفاء بديونها. وقد ثارت وسائل الإعلام، وأعرب الرئيس عن استنكاره، وتحول المواطنون العاديون للنظر في محافظهم. ولكن في وسط المدينة، وداخل كهوف التمويل، هزّ صناع المال أكتافهم في عدم اكتراث، ولم يبدو تبرما أو شكوى.

قالوا إن توزيع المكافآت في الوقت الذي تعاني فيه السوق من تراجع في أسعار الأسهم قضية يكتنفها الكثير من التعقيد. أولا وقبل كل شيء، لا تتوقف الأرباح، بل دائما ما تتراجع. وثانيا، تتحرك الخسائر بصورة متفاوته، ولذا يجب تطبيق قانون الغابة، أن تأكل ما يمكن أن تقتل. وقال جون كونستانتينيديس، وهو سمسار تأمين، بينما كان يتناول الغداء يوم الجمعة في «هاريز» في ميدان هانوفر: «مكافأتي أمر مخز (كما وصفت) ولكني عملت بجد من أجل الحصول عليها. أحصل على الكثير من المال، ولكني ليست غنيا».

وعلى الرغم من ذلك، كان واضحا عدد ممن لم يحصلوا على مكافئة إطلاقا عندما طلبوا الحصول عليها. وفي الواقع، إذا كانت البيانات التي حصل عليها الصحافيون في واشنطن تمثل أي معيار، فإنه لا يتضح أين ذهبت 18 مليار دولار بالفعل. ومع ذلك، يمكن القول إن الرئيس أوباما قد أصبح أقل شعبية في وول ستريت خلال الأسبوع الجاري مقارنة بالأسبوع الماضي. فالكلمات على غرار «باهظ» و«مخز» و«ذروة عدم الإحساس بالمسؤولية»، خاصة عندما تطبق على ما يحصل عليه المرء، لن تجعل لك أصدقاء كثر. قال براين ماك كافري، وهو محام في وول ستريت يبلغ من العمر 55 عاما، بينما كان في طريقه لمقابلة عميل له: «أعتقد أن الرئيس أوباما قد وصف الجميع بوصف عام، الطريقة التي ندفع بها ضرائبنا هي المكافآت، والطريق الوحيد التي يمكن أن نستعيد بها الأموال التي تدفع في خطة الإنقاذ هي الضرائب على المكافآت. أعتقد أنه يجب النظر إلى المكافآت كل حالة على حدة، وإلا يصبح المرء اشتراكيا».

وفي الواقع، أصبحت هذه معادلة متكررة: التعميم + المكافآت = اشتراكية. وقال سمسار تأمين آخر وهو ينتظر الجلوس لتناول الغداء في سيبرياني داون تاون: «إنه منحدر شديد الانحدار يمكن أن تسقط فيه، تصريح عام مثل ذلك يقترب من الاشتراكية».

وبالطبع، هناك من هم في وسط المدينة والذين يشعرون بالاشمئزاز الشديد من فكرة مكافآت العام الحالي، على الرغم من أنهم يحصلون على رواتبهم، كما هو الحال مع أشتون جونسون، 32 عاما، وهو موزع للطرود كان يتحدث خارج مبنى البورصة مع زميل يمسك بيافطة كتب عليها: «نحن نشتري الذهب».

ويقول جونسون: «إنه شيء مخز، حيث لا يجب أن يحصلوا على الكثير، فالبورصة في تراجع».

وفي هذه الأثناء، دخل لاري ميرز وغرارد نوفلو، اللذان يعملان في شركة أوراق مالية إيطالية، إلى مقهى مكسيكي، اذ ان اليوم عيد ميلاد مايرز، الذي بلغ من العمر 43 عاما.

يقول مايرز: «في مين ستريت تبدو المكافأة مثل منحة، ولكنها جزء من هيكلة الراتب في وول ستريت، فإذا كنت مصرفيا، وتمكنت مع عمل 30 مليون دولار، يجب أن أحصل على جزء من ذلك. وأضاف وهو يتوجه في كلامه إلى نوفلو: «يمكن أن يكون هناك وصف أفضل لذلك، ائتمان دخل مكتسب؟» * خدمة «نيويورك تايمز»