الصين تسجل أبرز التراجعات في ثقة المديرين التنفيذيين

من خلال استبيان عرضت نتائجه في «دافوس»

تعد الهند الدولة الوحيدة التي لا يزال المديرون التنفيذيون فيها يمتلكون قدرا كبيرا من الثقة (أ. ب. إ)
TT

فقد المديرون التنفيذيون للشركات الثقة في مستقبل شركاتهم، كما فقدت النخبة المثقفة في العالم الثقة في هؤلاء المديرين التنفيذيين. وقد أظهر أحد الاستبيانات، الذي نشر خلال هذا الأسبوع، في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، كلا الاتجاهين، الأمر الذي عزز من الشعور بالكآبة التي يشعر بها المديرون التنفيذيون الموجودون بالمنتدى.

وقد وجد الاستبيان الذي أجرته مؤسسة برايس ووترهاوس كوبرز للمديرين التنفيذيين، أن نسبة ثقة رؤساء الشركات بشأن ارتفاع عائدات شركاتهم، خلال الأشهر الإثني عشر المقبلة، انخفضت بصورة بارزة في كل الدول عن العام الماضي. كان الاستبيان قد أجري في الربع الأخير من عام 2008، وقال إيان باول، رئيس فرع برايس ووترهاوس كوبرز في بريطانيا، إن المديرين التنفيذيين، الذين تم استطلاع آرائهم في أواخر الربع المالي من العام كانوا أقل تفاؤلاً عن أولئك الذين تم استطلاع آرائهم في بدايته.

وكانت أبرز التراجعات في ثقة المديرين التنفيذيين للشركات في الصين، حيث أبدي أقل من ثلثهم ثقة في إمكانية ارتفاع عائدات الشركات مرة أخرى، وكان الاستبيان الذي أجري في أواخر عام 2007 قد أظهر أن ثلاثة أرباع المديرين التنفيذيين يحملون نفس القدر من التشاؤم. وأوردت المؤسسة قول رين جيانزين رئيس شركة الكيماويات الوطنية الصينية، المملوكة للدولة، إن الأزمة المالية قادت إلى ركود اقتصادي عالمي، فقال «سيكون من الصعب النجاة من ذلك الركود، سواء أكانت دولة أم شركة أم أفرادا، وشركاتنا ليست استثناء لذلك».

وتعد الهند الدولة الوحيدة التي لا يزال المديرون التنفيذيون فيها يمتلكون قدرا كبيرا من الثقة، ولكن حتى مع الثقة الكبيرة إلا أنها تعتبر منخفضة إذ تدنت النسبة من 90 في المائة إلى 70 في المائة.

وأشار موكيش أمباني، المدير التنفيذي لشركة رليانس إندستري الهندية الى أنه آخر انكماش تجاري من النوع المستمر، وهو ما يعد هبوطا بنيويا، فعندها تواجه أحداثا مستمرة، وتواجه بعض النجاحات والإخفاقات. لكن ما أن يتعلق الأمر بأحداث بنيوية فهناك أمر جوهري يتغير، ووجهة نظرنا أن ذلك سيهز الكثير من الأسس في جميع المناطق التي يتركز فيها الاقتصاد العالمي.

وقد انخفضت النسبة في الولايات المتحدة من 36 في المائة إلى 13 في المائة، وفي فرنسا هبطت بنسبة 5 في المائة.

أما الشق الثاني من الاستبيان، الذي حمل وجهة نظر الرأي العام فقد قامت به شركة إيدمان للعلاقات العامة، لتجد انخفاضا حادا في نسبة الأفراد الراغبين في تصديق ما يقوله المديرون التنفيذيون بشأن شركاتهم.

وقد اقتصر البحث على استطلاع آراء الأشخاص الحاصلين على تعليم جامعي، ويتميزون بارتفاع دخولهم في بلادهم، قالوا إنه متابعون للعلاقات العامة، وقد أجري الاستبيان في شهر ديسمبر (كانون الأول).

وجاءت أعلى نسب الثقة في المكسيك، حيث أظهر الأفراد نسبة بلغت 43 في المائة، موضحين أنهم يجدون قول أحد رؤساء الشركات بشأن الشركات إما صادقا جدا أو صادقا للغاية. لكن تلك النسبة رغم ارتفاعها إلا أنها منخفضة عن العام الماضي، التي استقرت عند 61 في المائة. وقد انخفضت النسبة في الولايات المتحدة للعام السادس على التوالي إلى 17 في المائة من 23 في المائة، لكنها كانت أفضل من فرنسا التي تدنت النسبة فيها إلى 13 في المائة، وأظهر الاستبيان أن خمس الأفراد في غالبية الدول الكبرى يجدون المديرين التنفيذيين صادقين.

وقال توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق في إحدى الجلسات، التي جاءت تحت عنوان «القيمة وراء رأسمالية السوق»، إنه توجه إلى صديق قديم قال له، «أرأيت، ألم أقل لك أن الرأسمالية تتجه إلى الزوال». ورد عليه بلير، «إن ذلك خطأ، فنظام الشركات الحر لم يفشل، لكن النظام المالي هو الذي فشل».

*خدمة «نيويورك تايمز»