ميناء جدة يدافع عن نفسه باستقبال أكبر سفينة للحاويات في أول عبور لها بالبحر الأحمر

مدير الميناء لـ «الشرق الأوسط»: هذا دليل على ثقة الخطوط الملاحية العالمية في أداء الميناء

السفينة تقف في محطة الحاويات في ميناء جدة (تصوير: مروان الجهني)
TT

لم يجد مسؤولو ميناء جدة الإسلامي، موقفا أفضل للدفاع عن أنفسهم بعد الهجمة التي شنت عليهم مؤخرا نتيجة تعطل الحاويات، إلا استقبال السفينة (أس س داليان) والتي توصف بأنها أكبر باخرة للحاويات في العالم وثاني أطول سفينة في العالم، خلال أول عبور لها عبر البحر الأحمر في اتجاه الصين واليابان.

وكانت السفينة قد رست عشية أول من أمس في ميناء جدة، ومن المقرر أن تغادر عشية اليوم، حيث كان في استقبالها مسؤولون في الميناء على رأسهم مدير ميناء جدة ساهر طحلاوي.

وأوضح عدنان عبد الله، مدير مواني دبي العالمية والشرق الأوسط المحدودة لـ«الشرق الأوسط» أن (أس س داليان) أول مرة تعبر البحر الأحمر وتقف في ميناء جدة الإسلامي لتنزيل الحاويات وتحميل الحاويات، متجهة إلى موانئ أخرى عالمية، وأن الباخرة العملاقة لا تقف في أي ميناء إلا إذا كان مجهزا تجهيزا كاملا في استقبال (أس س داليان) ولا تقف إلا في موانئ محددة في العالم لتنزيل الحاويات.

في حين أكد انلو رستو ربان السفينة (أس س داليان) لـ«الشرق الأوسط» على اهتمام ميناء جدة الإسلامي باستقبالهم وتجهيزاتهم وأن إرشادهم بأحد المشرفين السعوديين كان أفضل ما واجهوا، لأنهم تمكنوا من إرشاد أكبر باخرة في العالم لوقوفها في الرصيف البحري.

من جهته، بين الكابتن ساهر موسى طحلاوي المدير العام لميناء جدة الإسلامي في حديث لـ«الشرق الاوسط» أن ميناء جدة مجهز تجهيزا كاملا لاستقبال أكبر الباخرات في العالم، والدليل على ذلك قدوم (أس س داليان) وهي من أكبر الباخرات في العالم. مشيرا إلى أن ذلك يدل على مكانة ميناء جدة، وثقة الخطوط الملاحية العالمية في أدائه التشغيلي المميز الذي يتعزز دائما بين المواني الرئيسية في المنطقة، نظرا للمقومات التي تميزه من حيث التجهيزات والكفاءة التشغيلية العالية التي ضاعفت من قدرته على استقبال هذا النوع من السفن العملاقة.

ويأتي ذلك في وقت شهد ميناء جدة انتقادات مؤخرا على إثر تعطل الحاويات ومشاكل تأخير تنزيل الحاويات، وهنا يعلق طحلاوي ويقول «إن زيارة السفينة العملاقة لميناء جدة الإسلامي، يؤكد دور الميناء وإمكانياته التي توفرت في محطتي الحاويات الجنوبية والشمالية المجهزتين بأحدث التجهيزات ووسائل التقنية ومعدات المناولة والتي تم الاستثمار فيها بـ 3 مليارات ريال».

وأضاف طحلاوي «دائما يتم اتخاذ بعض الترتيبات الرامية إلى الارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدمها المواني للمستفيدين منها، وتؤدي إلى تسريع عمليات المناولة من وإلى السفن، وتسهيل إجراءات فسح البضائع وتسليمها لأصحابها، وفي الواقع فإن تلك الترتيبات تعتبر طبيعية ضمن سياسة الميناء ومراجعة إجراءاته من حين لآخر».

وأشار إلى أن أهم المشاريع التطويرية والتي تضمنت توسعة محطة الحاويات الشمالية، حيث تم إبرام ملحق عقد مع المقاول تضمن إضافة ثلاثة أرصفة جديدة ليصبح إجمالي ما ستديره هذه المحطة سبعة أرصفة تبلغ قيمة تكاليف هذه التوسعة لتأهيل الأرصفة الثلاثة لمناولة الحاويات 534 مليون ريال، ستمكن المحطة مستقبلا من مناولة نحو 500 ألف حاوية قياسية».

وتابع «سوف يتم استكمال هذه التوسعة وتشغيلها في نهاية العام الجاري 2009 وسترفع هذه التوسعة الطاقة الاستيعابية للمحطة إلى 40 في المائة، أما فيما يتعلق بمحطة الحاويات الجنوبية، فسيتم إضافة ثلاث رافعات لمناولة الحاويات بطاقة 60 طنا للرافعة الواحدة، في الربع الأخير من العام الجاري وفقا للجدول الزمني المقدم من الشركة، إضافة إلى 81 معدة تشمل الرافعات الثلاث المشار إليها، واثني عشر ونشا ساحليا إلى جانب ثلاث معدات رص حاويات، وإحدى وثلاثين مقطورة و31 مركبة إضافية قام المقاول بتوفيرها ليصبح ما تم توفيره من المعدات الجديدة 316 معدة تجاوزت تكلفتها 423 مليون ريال.

وكانت السفينة وصلت عشية أمس، وهي سفينة إيطالية صنعت في كوريا إلى ميناء جدة الإسلامي كمحطة أولى، قبل أن تغادر إلى الصين واليابان مليئة بالحاويات. وتعتبر (أس س داليان) من أكبر الباخرات في العالم، كونها تحمل نحو 14 ألف حاوية قياسية، وثاني أطول باخرة في العالم ويبلغ طولها نحو 366 مترا وعرضها 52 مترا، مكونة من 8 طوابق، ويبلغ سعر الباخرة (أس س داليان) نحو 250 مليون دولار، وتتمتع بتقنية عالية متماثلة وتقنية الطيران بنظام الملاحة البحرية المتطور جدا، ويتكون طاقمها من 24 شخصا.