سيارات تاكسي لندن الشهيرة تملأ شوارع العاصمة.. احتجاجا

سائقو سيارات الأجرة السوداء يرفضون إجراءات جديدة تنظم عمل منافسين لها

سيارات أجرة تشارك في مظاهرة وسط لندن أمس (تصوير: حاتم عويضة)
TT

اعتادت العاصمة البريطانية وخاصة ساحة تل الاغر على التظاهرات وقطع الشوارع من أجل قضايا مختلفة، من الاحتجاجات على الهجوم الإسرائيلي على غزة إلى دعاة حماية الحيوانات. إلا أن ساحة تل الاغر والشوارع المؤدية لها مثل شارع وايتهول، الذي يوجد فيه مقر الحكومة البريطانية ووزارات الخارجية والدفاع والمالية، شهدوا احتجاجا مختلفا تماما أمس. إذ انقطعت الطرق بسبب احتشاد المئات من سيارات الأجرة السوداء البريطانية الشهيرة في هذه الشوارع للاحتجاج والمطالبة بحماية حقوقهم التجارية.

ونظمت «جمعية سائقي تاكسيات لندن» و«نادي سائقي سيارات أجرة لندن» التظاهرة أمس احتجاجا على خطة لمجلس حي وستمنستر اللندني تسمح لسيارات أجرة تنافس «التاكسي الأسود» في العمل في أكثر المناطق المزدحمة في لندن والوقوف في أماكن لصف سيارات الأجرة، كانت السيارات السوداء احتكرتها سابقا. ويذكر أن في بريطانيا نوعين من التاكسي، سيارات الأجرة السوداء الرسمية، التي عرف شكلها المميز حول العالم، وسيارات أجرة باسم «ميني كاب»، التي تستخدم سيارات عادية. وقال بيان عن منظمي التظاهرة، «يسمح لسيارات الأجرة (ميني كاب) فقط قبول الطلبات عبر الهاتف ومن خلال مكتب لديه رخصة»، بدلا من قبول طلبات الركاب من الشارع.

وحمل أحد السائقين المشاركين في التظاهرة لافتة كبيرة مكتوب عليها عبارة «كفى»، حملها وهو واقف على سقف سيارته التي أوقفها وسط شارع وايتهول مع بقية المحتجين. وصرح السائق بأنه محتج لأنه «يكفي ما نتعرض له من تراجع عملنا والانتقاص من حقوقنا... سيارات الأجرة السوداء معلم في لندن ويجب المحافظة عليها». وقطعت شوارع رئيسية بعدما أوقف سائقوا التاكسي محركات سياراتهم وسط الشارع وتحت أعين الشرطة البريطانية التي اصطفت على امتداد الشارع، مراقبة الوضع وغير قادرة على تحريك السير.

وقال أحد رجال الشرطة لـ«الشرق الأوسط»، «نتوقع مشاركة ما يصل إلى الآلاف من سيارات الأجرة في التظاهرة، ولا نتوقع أي حوادث ولكن علينا مراقبة الطرق». ومن الملفت أن عددا قليلا من سائقي سيارات التاكسي كانوا في الطوابير الطويلة ولكن ليس طوعا، بل في محاولة للوصول إلى مكان أخر. وقال السائق بيت الذي بقى داخل سيارته ولكن أوقف محركها، «لم آت للمشاركة في التظاهرة، لقد علقت هنا عن غير رغبة ولكن ليس باليد حيلة». وبعد ساعات من تجمع سيارات الأجرة، الذي بدأ في الساعة الواحدة والنصف يوم أمس، امتدت طوابير السيارات إلى مقر البرلمان البريطاني وساحة هايد بارك، بينما عانى العائدون من العمل من شح سيارات الأجرة العاملة من أجل العودة إلى منازلهم.