برنامج لتوعية الأطفال في المغرب بمخاطر الهجرة غير الشرعية

الفقر وسوء المعاملة من الأهل والمدرسة.. أهم أسبابها

قصة مصورة تتطرق إلى موضوع الهجرة غير الشرعية للأطفال («الشرق الأوسط»)
TT

رغم المخاطر التي يتعرض لها الأطفال القاصرون الذين يهاجرون بطريقة غير شرعية، ما زال هذا الحلم يراود الكثيرين منهم في المغرب، معظمهم من الأولاد المنقطعين عن الدراسة، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 و15 سنة، أملهم الوحيد هو تحسين أوضاعهم الشخصية والعائلية، خصوصا أنهم ينحدرون من الأحياء الهامشية للمدن الكبرى أو من القرى الفقيرة.

ومن أجل المساهمة في الحد من هذه الظاهرة المقلقة أنجزت «جمعية التنمية المغربية»، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية ومنظمة التعاون الدولي الإيطالية، مشروعا «لدعم مبادرات التوعية ضد مخاطر الهجرة غير الشرعية للأطفال القاصرين غير المصحوبين».

ويتضمن المشروع، الذي قدم مؤخرا إلى وسائل الإعلام في الرباط، قرصا مدمجا يحتوي على رسوم متحركة وقصص مصورة، مستقاة من شهادات الأطفال أنفسهم، عن الأسباب الاجتماعية والتربوية التي تدفع الأطفال إلى التفكير في الهجرة، إلى جانب طرح بعض الحلول القابلة للتنفيذ لحثهم على التراجع عن هذه الخطوة.

وقالت وسام خوية، المكلفة بالمشروع، لـ«الشرق الأوسط» إن إنجاز المشروع تم بعد عدة لقاءات تشاورية مع الجمعيات المحلية التي تعمل في مجال الهجرة والطفولة والمرأة على صعيد أربع مناطق في المغرب، وهي الشرق والشمال وتادلة - أزيلال والشاوية - ورديغة، بهدف مناقشة إشكالية الهجرة والخروج بطريقة تواصل مركزة بتحديد المحاور الكبرى للتدخل، خاصة تلك المتعلقة بالمحيط العائلي والمدرسة والرأي العام والمجتمع المدني والدولة.

وأوضحت خوية أن أهم الأسباب التي تدفع الأطفال إلى الهجرة هو الفقر، وسوء المعاملة التي يتعرضون لها من لدن الأهل والمدرسة، وأيضا الشارع الذي يعانون فيه من شتى أنواع الاستغلال، بدءا من العمل في ظروف مهينة، أو الاستغلال الجنسي.

ويكمن الهدف من وراء هذا المشروع في التوعية بضرورة حماية المهاجرين القاصرين، وذلك عن طريق تبني إجراء وقائي لظاهرة الهجرة، عبر نشر أدوات وآليات تواصلية وتوعوية إزاء مخاطر وانعكاسات الهجرة غير الشرعية للقاصرين.