استمل الأطفال إلى جانبك وإلا أصبحت تاريخا

هذا ما طالب به بيان من الأكاديمية الملكية المتاحف البريطانية التي تسكتهم

طفل يلهو في متحف تيت مودرن في لندن (أ.ف.ب)
TT

حان الوقت لأن تتخلص المتاحف من صورتها الجامدة وتعليماتها التي يراها البعض أنها قديمة وعسكرية في نبرتها، خاصة تجاه الأطفال، الذين يشعرون بتقييد خانق قد يبعدهم عن الهدف الأساسي عند زيارتهم للمكان، وهو الحصول على المعرفة وتوسيع أفقهم. إذ يطلب منهم دائما السكوت عند زيارتها، وأصبحت عبارات الهمس «هوس» تطلق بشكل اعتيادي من الكبار عند رؤيتهم الصغار في المكان. وجاء أمس «بيان» من 20 نقطة من الأكاديمية الملكية للفنون ليضع حدا لهذه الممارسات، تحت اسم «الأطفال في المتاحف»، ويطالب البيان أيضا أن توضع التعليمات في مستوى أعين الأطفال حتى يتسنى لهم قراءتها والاستفادة منها.

النداء الذي أطلقته الأكاديمية الملكية للفنون جاء على خلفية الحملة التي بدأتها كاتبة في صحيفة «الغارديان» البريطانية اليومية، بعد أن كانت في زيارة للأكاديمية مع ابنها قبل خمس سنوات وطلب منها أن تغادر المكان مع ابنها (سنتان) بعد أن صرخ الطفل بأعلى صوته «شبح مخيف»، وكان يصف تمثالا من الحضارة الازتكية». وقالت الكاتبة دي بيركيت إنها كتبت عن التجربة في صحيفة «الغارديان» ووصلها بعد ذلك أكثر من 500 رسالة إلكترونية تعبر عن غضب الأهل الذين يطلب منهم دائما إسكات أطفالهم. وبدأت بيركيت حملتها منذ ذلك اليوم، وتحول التحرك هذا، الذي انضم إليه عشرات الآلاف من الناس إلى مؤسسة خيرية عنوانها (www.kidsinmuseum.org.uk) تطلب من المتاحف توجها جديدا يرحب بالأطفال كأطفال، وتحمل سلوكهم الذي يبدو أحيانا «غير لائق» للكبار. وتقول الكاتبة إن الترحيب بالأطفال لا يكون فقط بإعطائهم أقلام رصاص من أجل ممارسة الرسم في المكان، إذ يجب إعطاؤهم الحق في ممارسة سلوكهم الطفولي دون تقييد. وأضافت بيركيت، إنه كان من الضروري إطلاق الحملة والبيان من داخل الأكاديمية الملكية للفنون، لأنها دائما تنادي بالتحديث والتغيير. «الأطفال يتمتعون بالفنون الجميلة بنفس قدر استمتاعهم برسوم أصابعهم. لا داعي لإسكاتهم، لأن المتاحف هي أماكن للحوار والأسئلة والنقاش» وقالت مارييلا فورستروب، التي تقدم برامج الفنون في قناة «سكاي» وتعمل كراعية للمؤسسة الخيرية، لقد حان الوقت أن تتخلى المتاحف عن «أجوائها غير الحميمة»، مضيفة أن المتاحف هذه الأيام أفضل قليلا من السابق، إذ كانت أعين الكبار والعاملين في المتاحف تلاحق الأطفال وتحملق بهم، «هذا ما أتذكره من أيام طفولتي عند زيارتي للمتاحف».

وزارت فورستروب اخبرا مع أطفالها ثلاثة متاحف في أدنبرة عاصمة اسكتلندا وشاهدت أن آثار الماضي ما زالت عالقة في المكان.

وأضافت في مقابلة مع صحيفة الـ«ديلي تلغراف»: «لكن هناك بعض الأماكن التي تشجع الأطفال على التكلم وتوجيه الأسئلة، مثل المتحف الوطني للتاريخ، ومتحف تيت موديرن»، الذي فتتح أبوابه عام 2000، ويعتبر الأكبر في أوروبا للفن الحديث. وتعتقد فورستروب أن سلوك المتحف مع طفلها، ثلاث سنوات، شجعه على الغوص أكثر في موضوع «أصل الكائنات».

أنشأت دي بيركيت المؤسسة الخيرية عام 2003، بعد حادثة إخراجها ما أطفالها من المتحف. وقال تشارلز سوماريز سميث الرئيس التنفيذي للأكاديمية الملكية للفنون، إنه من الطبيعي أن تدعم الأكاديمية هذه الحملة عند الأخذ في الاعتبار تاريخ تأسيس المؤسسة الخيرية.