مقاولو إنشاءات يقطعون كابلات شبكة الإنترنت في السعودية

شركة الاتصالات السعودية: سنتخذ إجراءات قانونية ضدهم

تعرضت شبكة الإنترنت في السعودية إلى انقطاعات متفرقة مؤخرا نتيجة قطع الكابلات من قبل شركات المقاولات («الشرق الأوسط»)
TT

قالت شركة الاتصالات السعودية إن التأثير الذي تعرضت له شبكة الإنترنت في مناطق متفرقة في البلاد، جاءت نتيجة الضغط الشديد التي تعرضت له الشبكة نتيجة قطع مقاولين لعدد من الكابلات، في الوقت الذي أعلنت فيه عن بدء اتخاذ الإجراءات القانونية ضد مقاولي الإنشاءات المتسببين في القطع.

وكانت شبكة الإنترنت في السعودية، بالإضافة إلى هواتف محمولة، تأثرت بشكل جزئي صباح يوم أمس الخميس وحتى الظهر تقريبا، من خلال تباطؤ في مواقع شبكة الإنترنت. وقالت شركة الاتصالات السعودية إن مقاولي إنشاءات تسببوا في قطع مزدوج في حلقات الألياف البصرية صباح يوم أمس الخميس، بعد مخالفتهم العمل في الأوقات المقررة، وعدم حصولهم على التصاريح اللازمة للعمل من الجهات المختصة، إضافة إلى تجاهلهم لعلامات مواقع كابلات الخدمة الخاصة بشركة الاتصالات السعودية وتجاهلهم لشروط السلامة أثناء العمل.

وذكرت الشركة في بيان لها أرسل إلى «الشرق الأوسط» أن المقاولين كانا يعملان لمشروعين لصالح جهات أخرى، حيث كان موقع عمل المقاول الأول بين الطائف ومكة المكرمة، في حين يعمل الآخر بين مدينتي بريدة والمدينة المنورة، الأمر الذي حول بشكل تلقائي وعبر أنظمة حماية «الاتصالات السعودية» الحركة إلى مسارات الحماية، مع رصد تأثر جزئي بجودة الخدمة الخاصة بخدمات الجيل الثاني في شبكة الهاتف الجوال وخدمة خطوط النطاق العريض. وذكرت الشركة أن الفرق الفنية التابعة للشركة بدأت العمل مباشرة في الموقعين، وتم التعامل مع الخلل وإعادة جودة الأداء لصورتها الطبيعية خلال ساعتين.

أمام ذلك، أكد محمد الفرج مدير عام الشؤون الإعلامية في شركة الاتصالات السعودية لـ«الشرق الأوسط» أن الشركة تسعى للمحافظ على ضمان إيصال خدماتها لجميع العملاء، في ظل اعتماد قطاع الأعمال والأفراد على شبكة الإنترنت، مطالبا شركات المقاولات بالتحري والدقة في أعمالها، في ظل وجود كابلات متعلقة بخدمات مختلفة.

وأشار إلى أن تسبب المقاولين في قطع تلك الكابلات قد يسبب خسارة لجهات عدة، وتعطل أعمال لعدد من الجهات، الأمر الذي يستوجب إيجاد آلية معينة لضمان عدم تكرار حوادث القطع. وشهدت السعودية خلال الفترة الماضية انقطاعات متفرقة في شبكة الإنترنت والهواتف المحمولة، التي باتت أحد أهم الوسائل في إنجاز الأعمال في مختلف القطاعات، وكانت النسبة الأكبر لتلك الانقطاعات نتيجة مقاولين تسببوا في قطع الوصلات الخاصة بشركات الاتصالات العاملة في البلاد. كما شهدت السعودية انقطاعا جزئيا في خدمات الاتصالات الصوتية وخدمة الإنترنت الدولية في المنطقة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وذلك بعد ما تسبب قطع ثلاثة كابلات بحرية عالمية هي الكيبل القاري الثالث والكيبل القاري الرابع والكيبل البحري في البحر المتوسط بين الإسكندرية وإيطاليا، حيث عمدت عدد من شركات الاتصالات العاملة في المنطقة إلى إصلاحها.

يذكر أن حجم الاستثمارات العالمية في بناء الكابلات البحرية للإنترنت بلغ 4 مليارات دولار، موزعة بين الشركات الدولية التي تسعى إلى بناء شبكة الكابلات العالمية، في حين يصل حجم شبكة الإنترنت في السعودية إلى نحو 3 مليارات ريال (800 مليون دولار)، الذي يرشح أن يرتفع في ظل دخول شركات اتصالات جديدة ستعتمد النطاق العريض كأساس في عملياتها.