بايدن يستعد لإلقاء أهم خطاب حول السياسة الخارجية للإدارة الجديدة

وفد كبير يشارك في مؤتمر ميونيخ للتأكيد على أهمية العلاقات الأوروبية ـ الأميركية

TT

يوفد الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى ميونيخ في اليومين المقبلين نائبه جوزف بايدن على رأس وفد بمستوى لا سابق له، في خطوة قد يكون هدفها التأكيد على أن الولايات المتحدة تصغي لشركائها بينما تعد سياسة خارجية جديدة مرتقبة. وسيلقي بايدن السبت المقبل أمام المؤتمر الدولي حول الأمن الذي ينظم في جنوب ألمانيا، ما وصفه مسؤول في الإدارة بأنه «أول خطاب كبير للسياسة الخارجية للبيت الأبيض». وبينما يعمل أوباما بجد لمكافحة الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة، قال هذا المسؤول طالبا عدم كشف هويته إن بايدن «سيعرض رؤية السياسة الخارجية والأمن القومي التي ستأتي بها هذه الإدارة إلى الساحة العالمية». وسيذكر بايدن برغبة أوباما في اعتماد التعددية. ولا يكاد المسؤول يخفي أن الأمر يتعلق بقطيعة مع الماضي أيضا بعد عهد الرئيس جورج بوش الذي شهد حرب العراق وانتهى بتوتر العلاقات الأميركية الروسية. وقال هذا المسؤول إن أوباما يريد تمرير هذه الرسالة: العلاقات مع أوروبا «تبقى أساسية لهذه الإدارة». وأضاف أن إصلاح العلاقات التي تدهورت مع بعض الدول وتطوير العلاقات القائمة مع دول أخرى أمر تأخذه الإدارة الأميركية «على محمل الجد إلى حد كبير»، موضحا انه «ليست هناك مشكلة في العالم عمليا تستطيع الولايات المتحدة حلها بمفردها».

وقد تحسنت العلاقات مع عدد من الحلفاء التقليديين منذ غزو العراق، لكن روسيا تبقى ماثلة في أذهان كثير من الأميركيين قبل اجتماع ميونيخ. وقال المسؤول نفسه إن «روسيا جزء من أوروبا بالتأكيد ونعتبر علاقاتنا مع روسيا مهمة جدا». ويرسل أوباما إلى ميونيخ نائب الرئيس إلى جانب مستشاره للأمن القومي الجنرال جيمس جونز ومبعوثه الخاص لأفغانستان وباكستان ريتشارد بترايوس. كما أعلن أن قائد القوات الأميركية في المنطقة من البحر المتوسط إلى أفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس سيشارك في الوفد. لكن الغموض يلف الوفد الروسي.

وسيعقد بايدن لقاءات ثنائية على هامش المؤتمر وقد تجري محادثات أميركية روسية. وردا على تكهنات حول إعلان يهدف إلى تهدئة روسيا مثلا، يقول المسؤولون الأميركيون إنهم لا يتوجهون إلى ميونيخ لعرض سياسات جديدة وان بايدن لا يقوم بهذه الرحلة «لإبرام اتفاقات» في محادثات ثنائية. ويوضح هؤلاء المسؤولون أن الأمر يتعلق بتأكيد المصالح المشتركة في مواجهة التحديات الدولية الكبرى والتذكير بالمبادئ الكبرى لأوباما مثل رفض أي خيار بين أمن الولايات المتحدة وقيمها و«رسم شكل» العلاقات المقبلة وتدشين «انطلاقة جيدة». ويفترض أن يؤكد بايدن ضرورة أن تضاعف الأسرة الدولية جهودها في أفغانستان القضية التي تشكل واحدة من الأولويات الكبرى لأوباما. لكن إذا كانت السياسة حيال إيران تخضع لمراجعة أيضا، فمن غير المتوقع مثلا أن تجري محادثات بين بايدن ورئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني. وقال المسؤول الأميركي «من غير المقرر أن يلتقي أي شخص من إيران»، موضحا في الوقت نفسه أنه لا يعرف ماذا سيحدث «إذا التقيا في ممر».