سوق الأسهم السعودية تشهد فترة ترقب تقتل انتعاش الأرباح الرأسمالية

المؤشر العام يقبع بين انفجار سعري قوي إما صعودا أو هبوطا ملزوما بسيولة عالية

كثير من المتعاملين لم يستفيدوا من ارتفاعات الأسعار، جراء الخوف والقلق من أي متغيرات تحدث في الأنظمة المالية العالمية («الشرق الأوسط»)
TT

يترقب كثير من المستثمرين وصغار المتعاملين في سوق الأسهم السعودية ما ستؤول إليه الأسواق العالمية خلال فترة إجازة الأسبوع، حيث بات من الواضح التأثر الكبير بالمتغيرات الدولية بعد ظاهرة الأزمة المالية العالمية، التي أصبحت هاجسا مزعجا.

إلى ذلك سجلت الأسهم الصغيرة والمتوسطة ارتفاعات كبيرة في فترة افتقرت فيها سوق الأسهم لأية محفزات جديدة، تدعم تحركات «الأرباح الرأسمالية»، حيث شهد المؤشر العام تذبذبا ضيقا بين عدة مستويات، وهو ما وصفه كثير من المحللين بأنه مرحلة تجميع «المسار الأفقي»، وبين اختفاء المحفزات والاضطرابات العالمية والتحركات المضاربية إلا أن كثيرا من المتعاملين لم يستفيدوا من هذه الارتفاعات جراء الخوف والقلق من أي متغيرات تحدث في الأنظمة المالية العالمية، خاصة بعد دخول الدول العظمى في انكماش اقتصادي جديد.

وأشار عبد القدير صديقي، المحلل الفني، لـ«الشرق الأوسط» أن المؤشر العام يقبع بين حاجزين نفسيين منذ أكثر من أسبوع، ومثل هذا الأمر يعطي إشارة إلى قرب انفجار سعري قوي؛ إما صعودا أو هبوطا ملزوما بسيولة عالية وأخبار دينامكية.

وبين صديقي أن هذه الحالة التي يمر بها المؤشر العام ليست جديدة، حيث مر بها في أعوام 2003 و 2007، وشهد بعدها المؤشر العام حركة سعريه قوية، مبينا أن بعض مؤشرات القطاعات القيادية يعتبر إيجابيا والبعض الآخر مائلا للسلبية. إلى ذلك بين عبد الله الغامدي الخبير الاقتصادي أن العالم لا يزال داخل دوامة التحديدات الفردية في وقت يصعب فيه العمل الفردي، موضحا أن معدلات البطالة ستلعب دورا في زعزعة الثقة، وفقدان الاستقرار بين الدول الأوروبية والأميركية، لافتا أن ارتفاع البطالة يعني دخول الشركات والمؤسسات المالية في دوامة الخسائر الكبيرة.

وأشار الغامدي إلى أن الاقتصاديات العربية أصبحت مرتبطة وبشكل كبير بالعوامل الخارجية خاصة في مجال الاستثمارات المتعددة المخاطر، مشيرا إلى أن هذه الأزمة ستلعب دورا جديدا في تغيير نظريات توزيع الأصول الاستثمارية الخارجية.

وبين الخبير الاقتصادي أن أصحاب المحافظ الاستثمارية الكبيرة يترقبون الأوضاع الاقتصادية العالمية ومدى تأثرها وتأثيرها على الأسواق العالمية، الأمر الذي سيجعل السوق تشهد مرحلة تذبذب غير واضحة المعالم، مبينا عدم وجود المحفزات الايجابية خلال الستة أشهر المقبلة، ومطالبا الجهات الرقابية باستغلال الفرصة في إضافة أي أنظمة أو تشريعات جديدة داخل السوق أو على الشركات العاملة فيه.

من جهتها قالت مجموعة بخيت المالية، في تقريرها الأسبوعي، إن أنظار المستثمرين تتركز على الأسواق العالمية، وعلى مدى تفاعلها مع الأخبار الاقتصادية، وما ستعكسه أسواق النفط على الأسهم السعودية، وأوضحت بخيت أن ثبات أسعار النفط حول مستوياته الحالية سيساهم في إعادة الاطمئنان لدى كثير من المحافظ الاستثمارية في الوقت الراهن.