مطاعم الشاورمة تغلق أبوابها في غزة

بسبب ارتفاع أسعار لحوم الدواجن

الشاورمة أكثر الأكلات شعبية في المدن العربية («الشرق الاوسط»)
TT

اعتاد رجب بركة التوجه إلى مطعم «الشاورمة» المفضل بالنسبة له، الذي يقع في حي «الرمال الجنوبي»، أسفل مجمع «أنصار الأمني»، كلما استدعت ظروف العمل بقاءه في مدينة غزة لساعات المساء. يوم الأحد الماضي اضطر رجب للتأخر في غزة، وتوجه إلى ذات المطعم ليجده مفتوحاً، لكن بدون شاورمة ، إذ أخبره صاحب المحل أنه لم يعد بوسعه مواصلة العمل في ظل ارتفاع أسعار لحوم الدواجن بشكل جنوني، بسبب قلة عدد الدواجن من دجاج وحبش. توجه رجب إلى محل آخر لبيع الشاورمة في حي «النصر»، لكنه وجده مغلقا، فاكتفى بشراء خبز وبعض الجبن، وعاد إلى مكتبه لمواصلة العمل. بعض محال بيع الشاورمة في غزة أصبحت مغلقة تماماً بسبب ارتفاع أسعار لحوم الدواجن. أحمد السوافيري، الذي يعمل في تجارة الدواجن قال لـ «الشرق الأوسط»: «إن طيور الدجاج والحبش تكاد تختفي من القطاع، حيث أقلع أصحاب مزارع الدواجن عن تربيتها، لعدم وجود الغاز اللازم لتدفئة الدواجن، خصوصاً في فصل الشتاء، الذي بدونه ينفق الدجاج. كميات الغاز القليلة التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى قطاع غزة يتم تخصيصها للاستخدام المنزلي في الطبخ، لا سيما أن مزارع الدجاج تحتاج إلى كميات كبيرة من الغاز للتدفئة». محمد عابد، الذي كان يملك عدداً من مزارع الدجاج قال لـ «الشرق الأوسط»: «إن أصحاب المزارع القليلة التي تواصل العمل يستخدمون الحطب والغاز الأبيض في عملية التدفئة، وهي طريقة غير مضمونة. وليس نقص الغاز هو العامل الوحيد وراء ارتفاع أسعار لحوم الدواجن، بل أيضا قيام جيش الاحتلال بتدمير عدد كبير من مزارع الدواجن في حربه الأخيرة على قطاع غزة. فمن المعروف أن معظم مزارع الدواجن يتم تدشينها في المناطق الزراعية الحدودية القريبة من الخط الفاصل بين إسرائيل والقطاع، وهي المناطق التي توغلت فيها قوات الاحتلال أثناء الحرب. كل من تَجَوَّل في المناطق الزراعية الواقعة شرق وجنوب مدينة غزة وشرق مخيم جباليا وشمال بلدة «بيت لاهيا»، سيلاحظ بشكل واضح الدمار الذي لحق بمزارع الدواجن. إن جَرّافات دي 9 الضخمة التابعة لسلاح الهندسة في الجيش الإسرائيلي سَوَّت هذه المزارع بالأرض». ولكن ليست محلات الشاورمة هي المتضررة الوحيدة.. فالأغلبية الساحقة من الغزيين لم تعد قادرة على شراء لحوم الدواجن التي تباع في بعض المناطق، في حين انعدم وجود اللحوم في مناطق أخرى.

عامر بريك، الذي يعمل في إحدى الجمعيات الأهلية في المنطقة الوسطى من القطاع، طاف في يوم الجمعة الماضي على كل محلات بيع الدواجن الطازج في مخيم «المغازي» للاجئين، لكنه لم يجد أيًّا منها يعمل، بسبب ارتفاع أسعار اللحوم، وإدراك أصحاب المحلات أن شراء الدواجن ينطوي على مخاطرة كبيرة، إذ إن زبائنهم لن يشتروا الدجاج إذا كان كيلو الدجاج (قبل أن يُذبح) بعشرين شيكلا ( 5 دولارات ). عامر أبلغ «الشرق الأوسط» أنه بعد أن يئس من العثور على الدجاج؛ اكتفى بشراء سمك مجمد، مع أن أولاده لا يفضلونه.

وفي ظل هذه الأزمة، فإن ربات البيوت الغزيات لم يعدن يملكن البيض لاستخدامه في إعداد الطعام، حيث اختفى من السوق تماماً.

وعلى الرغم من أنه لم يسبق أن مر قطاع غزة بمثل هذه الأزمة، إلا أنه ـ في ظل الحصار ـ كان هناك دائماً ارتفاع في أسعار الدواجن، تارة بسبب عدم توفر الغاز، وتارة بسبب عدم توفر العلف. ويأمل الفلسطينيون أن تنتهي الأزمة الحالية برفع الحصار الشامل والتام.