مصر: إطلاق المدوّن رزق المناصر للفلسطينيين

ما زال مصير زميله مجهولا

TT

أطلقت الشرطة المصرية مدوّنا ينشط سياسيا في مجال مناهضة الحرب ضد غزة، ويناصر الحق الفلسطيني، يدعى فيليب رزق، وهو مصري يحمل الجنسية الألمانية. واصطحبه رجال شرطة من مقر محبسه، إلى قرب منزل أسرته في ضاحية المعادي (جنوب القاهرة)، وتركته في الشارع، فذهب إلى منزله، فيما لا يزال مصير مدوّن آخر يدعى ضياء الدين جاد من محافظة الغربية بدلتا مصر «مجهولا»، وتعتبره المنظمات الحقوقية «مختطفا من قبل أجهزة الأمن».

وينتقد المدونان رزق وجاد، في مدونتيهما الإلكترونية، الحكومة المصرية، في ما يتعلق بالحريات العامة والديمقراطية، كما ينتقدان رئيس الدولة حسني مبارك.

وفي تصريحات متطابقة لجانيت (شقيقة رزق)، ومحاميه جمال عيد مدير «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» مع «الشرق الأوسط»، أكدا نبأ الإفراج عن رزق، دون أن يُعرف مصير الاتهامات التي وُجهت إليه من قبل ضباط أمن الدولة، وهي اتهامات وصفها عيد بأنها «متناقضة»، وتعد «أي كلام»، موضحا أنهم اتهموه تارة بأنه يدعم حركة حماس الإسلامية، وتارة اتهموه بـ«أنه مسيحي يمارس التبشير»، وثالثة بـ«أنه يخدم إسرائيل». وقال عيد إنها «اتهامات متناقضة وغير مترابطة، ولا تدل على أن لديهم دليلا على إدانة رزق بأي شيء يخالف القانون».

وأكد مصدر في الشرطة المصرية اتصلت به «الشرق الأوسط» الإفراج عن فيليب رزق، لكنه رفض تقديم أي تفاصيل عن الموضوع.

وكانت أجهزة الأمن قد نفذت يوم الجمعة الماضي، عمليتين منفصلتين، اعتقلت خلالهما كلا من رزق وجاد، واقتادتهما إلى مكانين مجهولين، ثم قامت بتفتيش منزل رزق يوم الاثنين الماضي، دون أن تقدم إيضاحات. وكان قد تم توقيف رزق، (26 عاما) في محافظة القليوبية شمالي القاهرة حيث نظم مع 12 ناشطا من جنسيات مختلفة، مسيرة تضامن مع قطاع غزة.

وقدمت «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» بلاغين منفصلين للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود، عن واقعتي الاعتقال، وطالبت بالإفصاح عن مكانَي احتجازهما وإطلاقهما أو إحالتهما إلى النيابة، لكن الأمن أطلق اليوم رزق، وما زال يتحفظ على جاد.

وووفقا لبيان «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان»، فإن فيليب رزق أبلغها أنه «تم التحقيق معي حول كل شيء، وفي مناخ إرهابي، ورغم عدم الاعتداء البدني عليّ، فقد كنت معصوب العينين طيلة الوقت، وتم تهديدي بالسجن لفترات طويلة. كان الضباط يكررون دائما: إنت عارف ممكن نعمل فيك إيه. سألوني هل أدعم حماس، هل أخدم إسرائيل، باعتباري مسيحيا، هل أمارس التبشير. لم يخبروني بأي تهمة محددة».

وقال رزق: «لم تكتف أجهزة الأمن بهذا الجو الإرهابي، بل أنهم رغم اقتحامهم لمنزل أسرتي، قاموا باصطحابي إلى شقتي الخاصة واستولوا بشكل غير قانوني على العديد من المقتنيات الخاصة، وكذلك كلمة المرور الخاصة ببريدي الإلكتروني، ومدونتي الخاصة».

وقالت «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» في بيانها: «لسنا متفائلين، ولا نعتقد أن عقابا ما سيوقع على المجرمين الذين اختطفوا فيليب، فمصر إحدى الدول المعروف عنها ظاهرة الإفلات من العقاب، لكننا رغم ذلك سوف ننتظر نتيجة تحقيقات النيابة العامة».

وقال جمال عيد «إن الشبكة العربية وفيليب، سوف ينتظران فترة الأسبوع التي حددها رجال الأمن حتى يعيدوا إليه قائمة الأشياء التي تم الاستيلاء عليها من شقته الخاصة».