أحمدي نجاد يشكك في قدرة أوباما على التغيير بسبب «الصهاينة»

خاتمي ينتقد الرئيس الإيراني بسبب سياساته الدولية

TT

اعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس أن نظيره الأميركي باراك أوباما سيواجه صعوبات في تطبيق سياسة «التغيير» التي نادى بها بسبب الضغوط «الصهيونية»، كما قال في تصريحات نشرتها وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء.

وأكد أحمدي نجاد في اتصال هاتفي مع الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز حليف طهران الذي يعادي للولايات المتحدة، أن «الرئيس الأميركي وصل إلى السلطة إثر قيامه بحملة كان شعارها التغيير، لكني أعتبر أن من غير المحتمل أن يسمح له المسؤولون الصهاينة (الإسرائيليون) القيام بعمله». وكان نجاد يرد على الرئيس الأميركي الذي أعرب الاثنين عن الأمل في حصول «انفراجات» في الأشهر المقبلة بين الولايات المتحدة وإيران تتيح «الجلوس وجها لوجه إلى طاولة واحدة».

من جهة أخرى، وجه الرئيس الإصلاحي الإيراني السابق محمد خاتمي المرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة انتقادات شديدة لمنافسه الرئيسي، أحمدي نجاد. وهذه تصريحات خاتمي الأولى ضد أحمدي نجاد منذ إعلانه ترشيحه للانتخابات الأسبوع الماضي، وتعتبر مؤشرا إلى استخدام خاتمي الوضع السياسي المتراجع للعلاقات الإيرانية الدولية منذ استلام أحمدي نجاد المتشدد الرئاسة عام 2005.

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن موقع خاتمي قوله إن «الوضع الراهن في البلاد غير مرغوب فيه». وأضاف أمام حشد من مؤيديه مساء أول أمس أن «سمعة البلاد الدولية ستضر أكثر في حال استمر الوضع»، في إشارة إلى مخاطر فوز أحمدي نجاد مجددا في الانتخابات. واعتبر خاتمي ان بلاده تحتاج دبلوماسية فعالة لتقلل من «الضغوط والعزلة الدولية». ولكنه في الوقت نفسه اكد على التزامه بمنهج السياسة العامة للبلاد التي يديرها المرشد الأعلى علي خامنئي. وتأتي هذه التصريحات في وقت يتطلع الكثيرون من مناصري السلام الى الادارة الاميركية الجديدة لفتح حوار مع طهران وتفادي أي مواجهة عسكرية. ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» إعلانا أمس من مجموعة من دعاة السلام الإيرانيين والأميركيين يطالب أوباما بـ«مد يد السلام ووعد الصداقة للشعب الإيراني، والدعوة للسلام والحرية من دون إعطاء تنازلات تعطي الجمهورية الإسلامية شرعية لانتهاكاتها لحقوق الإنسان والحقوق المدنية للإيرانيين». وأضاف الاعلان، الذي رعته مجموعة «اوميد: مستقبل ايران» ورئيسها خوسرو سامناني، وهو رجل أعمال غني أميركي من أصل إيراني، أن على أوباما «دعم السلام والتفاهم والصداقة بين الشعبين»، و«رفض العمل العسكري الذي يغذي القتل». وطالبه بـ«التعبير عن التزامك بإعادة الصداقة مع الشعب الإيراني من خلال مطالبة الأميركيين بالمشاركة معك بإشعال شمعة يوم 12 سبتمبر (أيلول) 2009». وفي مؤشر آخر على مد الجسور بين طهران وواشنطن، طلبت وكالة «إيرن» الرسمية الإيرانية إجراء مقابلة مع الرئيس الاميركي. وقال مقصود اميريان رئيس مكتب ايرنا في نيويورك لوكالة الصحافة الفرنسية «طلبنا مقابلة ونأمل في الحصول على رد إيجابي» لكنه أضاف «لم نتلق ردا بعد». وأوضح الصحافي الإيراني: «نريد ان نعرف بشكل أساسي أي وجهات نظر يمكن توقعها من الرئيس أوباما»، مضيفا «نريد ان نعرف كم ستكون مقاربته مختلفة» عن مقاربة ادارة جورج بوش السابقة. وسئل عما اذا كان سيتمكن من التوجه إلى واشنطن لإجراء المقابلة في حال تمت الموافقة عليها، على ضوء القيود التي تفرضها وزارة الخارجية الأميركية على منح تأشيرات دخول الى أراضيها، فأقر بأن ذلك سيطرح مشكلة. وقال «هذه واحدة من العقبات التي نواجهها».