نتائج انتخابات إسرائيل: «نبأ سيئ جدا» لمشاريع أوباما.. وميتشل في المنطقة قبل نهاية الشهر

مصادر أميركية: الرئيس يفضل ليفني.. ويتصل مع بيريس ليفهم تطورات تشكيل الحكومة

TT

اتصل الرئيس الأميركي، مع الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس، ليستفسر منه حول اشكاليات تشكيل حكومة جديدة، في ضوء نتائج الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء الماضي, في وقت يؤكد فيه خبراء ودبلوماسيون في واشنطن ان نتائج هذه الانتخابات واتجاه اسرائيل نحو اليمين.. شكلا صدمة «ونبأ سيئا جدا»، بالنسبة الى ادارة اوباما ومشاريعها في المنطقة.

وحسب ناطق بلسان بيريس، فإن أوباما، بارك لبيريس على هذه الانتخابات الديمقراطية. ولم يتكلم عن نتائجها كثيرا، حتى لا يبدي أي موقف ازاء هوية رئيس الحكومة القادم. ولكنه وجه أسئلة كثيرة حول طريقة انتخاب رئيس الحكومة في اسرائيل. فراح بيريس يشرح له بالتفصيل. ويطلعه على تقديراته بشأن شكل الحكومة وهوية رئيسها. وأخبره ان الفرق بين اسرائيل والولايات المتحدة ان لأميركا حزبين اثنين كبيرين فقط، بينما في اسرائيل خاضت الانتخابات 34 قائمة وتوجد في الكنيست اليوم 12 قائمة.

ولخص أوباما محادثته مع بيريس قائلا: «فعلا انها مسألة مركبة، ولكنني واثق من أن اسرائيل ستحظى بالكثير من حكمتك وخبرتك». وعلق أحد المقربين على هذه المحادثة بقوله: «إذا كنتم تعتقدون بأن البلبلة تصيب الاسرائيليين فقط من نتائج هذه الانتخابات فأنتم مخطئون. انها تصيب العالم كله، وستصيب الأميركيين وغيرهم من دول الغرب لا أقل مما يصيبنا» يذكر ان الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية، روبرت وود، صرح بأن الولايات المتحدة ستواصل عملها مع اسرائيل تحت أية حكومة كانت.

وسيتوجه جورج ميتشل مبعوث الرئيس الاميركي باراك اوباما الى منطقة الشرق الاوسط، عقب تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة، وذلك للاطلاع على وجهة نظر رئيس الوزراء الجديد حول سعي الرئيس اوباما للدفع قدماً باتفاقية للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين خلال فترة رئاسته الاولى في وقت اشارت وسائل الاعلام الاميركية الى أن فوز اليمين قد أحبط طموحات اوباما.

وكانت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية اعلنت ان ميتشل سيتوجه الى المنطقة خلال هذا الشهر لكن دون تحديد موعد. وقال روبرت وود المتحدث الصحافي باسم وزارة الخارجية امس ان ميتشل سيزور المنطقة قبل نهاية الشهر، واضاف «إدارة الرئيس اوباما عازمة على متابعة أجندة قوية بمجرد تولى رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد مهامه». بيد ان شبكات التلفزيون الاميركية قالت إن إدارة اوباما تشعر بالاحباط من التحول اليميني في اسرائيل، وقالت إن هذه الادارة تفضل التعامل مع تسيبي ليفني زعيمة حزب كاديما كرئيسة للوزراء بدلاً من بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود، على الرغم من أن الاخير يعرف جيداً العقلية الاميركية إذ سبق له ان عاش فترة طويلة في الولايات المتحدة.

ويعتقد معظم المحللين الاميركيين الذين تحدثوا للشبكات التلفزيونية إن تشكيل ائتلاف يميني سيعقد الأمور امام باراك اوباما الذي تعهد بدفع قوي لعملية السلام في الشرق الأوسط، وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن تحول اسرائيل نحو اليمين يضع عقبات امام رغبة اوباما التوصل الى سلام عربي اسرائيلي. ونسبت الى مصدر داخل إدارة اوباما لم تكشف النقاب عن اسمه قوله «نعتقد ان تسيبي ليفني تؤيد تحقيق سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، كما انها تؤيد فكرة قيام دولتين تعيشان في أمن، على ان تكون الدولة الفلسطينية قابلة للحياة». وقالت الصحيفة إن موقف نتنياهو المتشدد تجاه ايران أثر على الناخبين الاسرائيليين، كما انه ليس من اولوياته التفاوض مع الفلسطينيين حول السلام، خاصة انه اعلن اهتمامه «انعاش الاقتصاد الفلسطيني» وزيادة عدد الاسرائيليين لاكثر من 300 الف في الضفة الغربية.

وقال صمويل لويس السفير الاميركي السابق في اسرائيل إن توجه اسرائيل نحو اليمين سيعزز فرص نتنياهو ليصبح رئيساً للوزراء وهو ما يعني صعوبة تحقيق سلام مع الفلسطينيين، كما تأمل إدارة اوباما. وفي السياق نفسه قال آرون ديفيد ميلر وهو مفاوض اميركي سابق حول أزمة الشرق الاوسط « نتائج الانتخابات الاسرائيلية تقلل فرص التوصل الى اتفاقية سلام شامل، حيث لم تعد ضئيلة الآن بل منعدمة». واضاف «إذا تولى نتنياهو الحكم او لعب دوراً اساسياً داخل الحكومة فإن ذلك سيعقد آمال اوباما لاغراء الفلسطينيين بالتفاوض».