تحطم قمر صناعي أميركي بعد اصطدامه بقمر روسي في الفضاء

في حادث نادر الوقوع قد يؤدي إلى اضطراب محدود للاتصالات

صورة تصورية لاصطدام القمرين في الفضاء أصدرتها الوكالة الأوروبية للفضاء (أ.ب)
TT

في حادث نادر الوقوع، دمر قمر صناعي تجاري أميركي على اثر اصطدام في الفضاء بقمر صناعي عسكري روسي، بحسب ما أعلنت كل من شركة «ايريديوم» التي تستثمر القمر الأميركي والسلطات الروسية. وأوضحت شركة ايريديوم التي تتخذ في بيثيسدا (مريلاند، شرق) مقرا، أنها «فقدت قمرا اصطناعيا موضوعا في الخدمة» بعد اصطدام يوم الثلاثاء الماضي مع قمر صناعي روسي خارج الخدمة، في حادث يعتبر من أوائل الحوادث الكبرى من هذا النوع في الفضاء.

ويعكف مسؤولو الفضاء في روسيا والولايات المتحدة على اقتفاء اثر مئات القطع من الحطام تناثرت في الفضاء اثر اصطدام القمرين بسبب مخاوف على سلامة محطة الفضاء الدولية التي بها رواد فضاء. وقال كولونيل السلاح الجوي لس كودليك من القيادة الاستراتيجية الاميركية: «نعتقد انه أول حادث تصادم من نوعه في الفضاء». وقال قائد قوات الفضاء الروسية الجنرال الكسندر ياكوشين الذي أوردت تصريحه وكالة انترفاكس الروسية: «حصل اصطدام في العاشر من فبراير (شباط) 2009 على ارتفاع 800 كيلومتر تقريبا بين قمر يريديوم 33 وقمر عسكري روسي كوزموس 2251». وأوضح أن القمر وضع في المدار لكنه «لا يستخدم» منذ عام 1995. وأشارت الشركة إلى أن هذا النوع من الاصطدام الذي وقع على بعد مئات الكيلومترات من الأرض «نادر جدا» و«قليل الاحتمال».

وأوضحت الشركة أنها تتخذ «التدابير الضرورية لوضع قمر بديل من القمر المتضرر». وأكدت ايريدوم التي تمتلك أسطولا من 66 قمرا للاتصالات، أن الحادث لا يمكن أن يعزى إلى ضعف محتمل في قمرها. وخلصت الشركة إلى القول إن خسارة القمر يمكن أن «تؤدي إلى اضطراب محدود جدا» للاتصالات. وقالت المجلة المتخصصة «سبايس نيوز» إن إنذارا لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أشار، اعتبارا من الثلاثاء، إلى حادث اصطدام بين كوزموس-2251 البالغ وزنه 900 كيلوغرام، وبين القمر الصناعي ايريديوم (560 كيلوغراما) قرابة الساعة 16.55 بتوقيت غرينتش على ارتفاع 790 كيلومترا فوق سيبيريا. وخلف الاصطدام سحابتين من الحطام تتابع ناسا عن كثب مسارهما واحتمال أن تصطدما بمحطة الفضاء الدولية. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» نقلا عن مذكرة لناسا حول الحادث أن مسؤولين من وكالة الفضاء الأميركية اعتبروا أن خطر أن يلحق الحطام أضرارا بمحطة الفضاء الدولية «ضئيل وفي حدود المقبول»، إذ إن المحطة في مدار اقل ارتفاعا (354 كيلومترا) من مكان وقوع الاصطدام.

وأكد الناطق باسم ناسا جون يمبريك من جهة أخرى أن «محطة الفضاء قادرة عند الضرورة على القيام بمناورات لتجنب الحطام» الأمر الذي قامت به في ثماني مناسبات سابقة. وأرسل حوالي ستة آلاف قمر صناعي إلى الفضاء منذ أرسل الاتحاد السوفياتي اول رحلة مأهولة حول الأرض مع سبوتنيك1 في عام 1957 . ومن المتوقع أن يقوم المكوك ديسكفري في موعد أدناه 22 فبراير (شباط) بمهمة باتجاه محطة الفضاء الدولية منطلقا من مركز كينيدي الفضائي في فلوريدا.