اوقفت السلطات البريطانية النائب الهولندي اليميني المتطرف غيرت فيلدرز في لندن أمس فور وصوله الى مطار «هيثرو». وكان فيلدرز قد تحدى الحكومة البريطانية وتوجه الى لندن على الرغم من اعلانها انه ممنوع من دخول البلاد بسبب مواقفه المعادية للسلام واثارة الكراهية.
واوقفت عناصر الجمارك البريطانية فيلدرز الذي اخرج فيلم «فتنة» المناهض للاسلام، فور وصوله الى مطار هيثرو بعد ظهر أمس بعد وصوله من امستردام. وقال ناطق باسم وزارة الداخلية لـ«الشرق الاوسط» ان أي شخص يمنع من دخول بريطانيا يتم توقيفه ثم اعادته الى بلده الاصلي.
وكان فيلدرز على اتصال مع صحافيين خلال توقيفه في مطار هيثرو. وبعث فيلدرز برسائل قصيرة من هاتفه الجوال الى وكالة «اسوشييتد برس» يقول فيها انه معتقل في المطار وسيرحل خلال ساعات. واعتبر فيلدرز انه «يوم حزين لبريطانيا وحرية التعبير»، مضيفاً: «كنت تتوقع ذلك من بلد مثل زيمبابوي أو الاردن». واضاف انه ينوي العودة الى بريطانيا مستقبلاً، معتبراً ان الحكومة البريطانية «جبانة» لمنعه.
ومن جهته، شرح وزير الخارجية البريطانية ديفيد ميليباند موقف بلاده على الـ«بي بي سي»، قائلاً ان بريطانيا تحترم حرية التعبير، لكن «لا توجد حرية في تأجيج الكراهية العرقية والدينية». وابلغت السلطات البريطانية رئيس حزب الحرية، الذي له تسعة نواب في البرلمان الهولندي انه ممنوع من دخول بريطانيا بسبب تصريحاته عن الاسلام والمسلمين التي تشكل في رأيها «تهديدا للامن العام». وكان فيلدرز يريد حضور عرض فيلمه القصير «فتنة» المسيء للاسلام ويقول ان القرآن الكريم يحض على العنف في البرلمان البريطاني. وقالت وزارة الداخلية البريطانية لـ«الشرق الأوسط» انها لم تسمح بدخول فيلدرز ضمن رفضها دخول أي شخي يحرض على العنف والتطرف. ويواجه فيلدرز المحاكمة امام محكمة في امستردام لحضه على الكراهية والتمييز. وقال ناطق باسم الوزارة البريطانية: «الحكومة تعارض كل أشكال التطرف. انها ستمنع كل من يريد نشر رسالة التطرف والكراهية والعنف في مجتمعنا من المجيء الى بلادنا». واضاف انه في حال حاول أي شخص دخول البلد رغم منع السلطات له، «سيواجه الاحتجاز ثم الترحيل».
وقال مالكوم بيرسون عضو مجلس اللوردات بالبرلمان البريطاني الذي دعا فيلدرز الى زيارة البلاد لـ«بي.بي.سي» انه سيعرض الفيلم على مشرعين «بحضور فيلدرز او بدونه». ولفت الناطق باسم وزارة الداخلية الى ان حماية البرلمان البريطاني من متظاهرين ضد الفيلم المثير «تعود الى سلطات مجلس اللوردات». وعبرت الحكومة الهولندية عن استنكارها للقرار البريطاني. وكان السفير الهولندي لدى لندن بيتر ويليام والديك في انتظار فيلدرز في المطار ليقدم له المساعدة. وقد اجرى وزير الخارجية الهولندي فيرهاخن اتصالا بنظيره البريطاني ميليباند والسفارة البريطانية في لاهاي للتعبيرعن اسفه لهذا القرار. الا ان الحكومة البريطانية تستند الى قانون اوروبي يسمح لاي دولة في الاتحاد الاوروبي بمنع مواطن من دولة عضو اخرى اذا اعتبرت انه يمثل تهديداً للسياسة أو الامن العام. يذكر ان هذه ليست المرة الاولى التي تمنع فيها السلطات البريطانية شخصيات معروفة من دخول اراضيها. وكانت قد رفضت منح رئيس هيئة العلماء المسلمين يوسف القرضاوي تأشيرة دخول لبلادها بالاضافة الى منعها مشاهير مثل المغني الاميركي سنوب دوغ بسبب ادانته قضائياً بجرائم عدة.