زعيم الليكود أفشل جهود ليفني لتشكيل الحكومة والتوجه لانتخابات برشوة وزير في حكومتها

فضيحة سياسية جديدة في إسرائيل

رئيس الوزراء الأسرائيلي ايهود اولمرت في حديث مع وزيرة الخارجية تسيبي ليفني خلال اجتماع مجلس الوزراء امس ( أ.ب)
TT

كشف النقاب، أمس، عن فضيحة سياسية جديدة في إسرائيل «بطلاها» رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، ووزير شؤون المتقاعدين في حكومة أولمرت رئيس حزب المتقاعدين، رافي ايتان. ويتبين منها أن فشل رئيسة «كديما»، تسيبي ليفني، في تشكيل حكومة قبل أربعة شهور نجم عن مؤامرة مخططة بينهما.

واعترف ايتان، أمس، بمشاركته في هذه المؤامرة. لكنه برّرها بالقول انه تصرف وفقا لالتزامه الأيديولوجي وليس بهدف اللعب السياسي. وقال «أنا أنتمي فكريا إلى اليمين وأردت إعطاء فرصة لقوى اليمين أن تعود إلى السلطة. وها هو الجمهور الإسرائيلي يبدي نفس الرغبة ويمنح معظم أصواته لهذا التيار».

يذكر أن وزيرة الخارجية، ليفني، كانت قد انتخبت لرئاسة حزب «كديما» في أعقاب استقالة رئيس الحكومة، ايهود أولمرت، بعد قرار النيابة العامة تقديم لائحة اتهام ضده في إحدى قضايا الفساد الجاري التحقيق معه فيها. وحاولت في حينه تشكيل حكومة لكنها فشلت. وكان من أسباب فشلها حزبان اثنان موجودان في الائتلاف الحكومي القائم حاليا، هما حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين برئاسة وزير التجارة والصناعة، ايلي يشاي، وحزب المتقاعدين برئاسة رافي ايتان.

وفشلت المفاوضات بين ليفني ويشاي على خلفية رفضها التعهد أمامه بالامتناع عن التفاوض حول القدس. أما المفاوضات مع ايتان فقد فشلت لأنه وضع لها عدة مطالب بدت تعجيزية. وقد فوجئت ليفني يومها من مطالب ايتان المفاجئة، إذ انه كان قد أعلن التزامه بالتحالف مع «كديما» واستعداده لمواصلة المشاركة في حكومة بقيادتها. لكنه بشكل مفاجئ راح يطرح في المفاوضات مطالب متشددة ولم يبد أي تخوف من فشل ليفني في تشكيل الحكومة والتوجه لانتخابات جديدة، مع أن استطلاعات الرأي أجمعت على أن حزبه لن يتجاوز نسبة الحسم.

وتجدر الإشارة إلى أن نتنياهو يواصل جهوده لتشكيل حكومة برئاسته ويرفض الاقتراحات بتقاسم رئاسة الحكومة مع ليفني في تحالف وطني شامل. ويقترح عوضا عن ذلك عليها منحها منصب القائمة بأعمال رئيس الحكومة ووزيرة الخارجية، وكذلك منصب وزير الدفاع لمرشحها، شاؤول موفاز، وعددا متساويا بينها وبين الليكود في الوزارات الأخرى.

بيد أن ليفني تتعرض لضغوط متناقضة من داخل حزبها. وتتزايد الأصوات التي تطالبها بترؤس المعارضة باعتبار أن حكومة يشكلها اليمين لن تستطيع عمل شيء، بل ستفشل بسبب التناقضات في داخلها ما بين المتدينين المتزمتين من جهة وبين حزب «إسرائيل بيتنا» العلماني المتطرف برئاسة أفيغدور لبرمان. وستفشل كذلك بسبب صدامها الحتمي مع إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الذي لم يخف رغبته بحكومة إسرائيلية مؤيدة لعملية السلام.