الحرب الإسرائيلية تترك آثارها على أصحاب السيارات في غزة

الحفر التي تملأ الشوارع تعيق الحركة وتسبب اختناقات مرورية

TT

لا يكاد كراج الميكانيكي نور أبو نعيم الذي يقع على شارع صلاح الدين، الذي يصل شمال القطاع بجنوبه، للشمال من مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع، يتسع للسيارات التي تحتاج إلى صيانة وإصلاح، إذ زاد بشكل ملحوظ عدد زبائن نور الذين يقصدونه لصيانة سيارتهم بعد أن وضعت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أوزارها، واستعادت الحركة على طرق القطاع نشاطها. فمعظم الشوارع التي سلكتها الدبابات والجرافات الإسرائيلية خلال الحرب أصبحت مليئة بالحفر الناجمة عن عمليات التجريف المتعمد لهذه الطرق، أو بسبب انهيار الطرق غير المعدة للدبابات. وبعد الأمطار التي هطلت على قطاع غزة مؤخراً امتلأت هذه الحفر بالمياه، وهو ما يقلص قدرة الكثير من السائقين على رؤية هذه الحفر، الأمر الذي جعل سياراتهم ترتطم بها أثناء تحركها بسرعة، مما يؤدي إلى إصابتها بكثير من الأعطال. ومن يتحرك على شارع صلاح الدين يشاهد على جانبيه سيارات عالقة جراء ما لحق بها من أعطال. ومن المشاهد المألوفة على هذا الطريق شباب يدفعون سيارات صوب أقرب (كراج ميكانيكي) في المنطقة.

وكما قال نور لـ «الشرق الأوسط» فإن السائقين في معظم الحالات مطالبون بالتحرك بسرعة لا تتجاوز الـ 60 كيلومترا في الساعة، ليكونوا قادرين على فرملة السيارة قبل الارتطام بالحفر التي تملأ الشوارع. ويولد السير البطيء، اختناقات مرورية ولا سيما في مقطع الشارع الذي يصل دوار «الشهداء»، ومشارف حي الزيتون، جنوب مدينة غزة، الذي تمتد الحفر على عرض الشارع في أكثر من مكان.

وفي بعض مناطق القطاع، فإن التحرك جراء الدمار الذي ألحقته الدبابات الإسرائيلية وكذلك عمليات القصف الجوي والمدفعي، يجعلان من الصعب جداً التحرك بالسيارات، وفي بعضها يصل إلى حد الاستحالة، على وجه الخصوص في المناطق الحدودية التي كانت مسرحاً لعمليات الجيش الإسرائيلي خلال الحرب، مثل مناطق شمال القطاع وشرق مدينة غزة وجنوب شرقي القطاع.

ومن يحاول أن يزور قرية جحر الديك، التي تقع جنوب مدينة غزة، وتتاخم الخط الفاصل بين القطاع وإسرائيل، بالسيارة، سيجد نفسه مضطرا إلى أن يوقف السيارة على مشارف القرية، إذ إنه من المستحيل أن يعبر بسيارته إلى داخل القرية، التي عاثت فيها الدبابات الإسرائيلية خراباً ودماراً.

وفي الضواحي الشرقية لكل من قرية القرارة، وسط القطاع، وبلدة خزاعة، أقصى جنوب شرقي القطاع، فإن الوسيلة شبه الوحيدة للوصول إلى هذه المناطق هي عربات (الكارو) التي تجرها الحمير والبغال، أو المشي على الأقدام، وذلك بسبب الأضرار الهائلة التي لحقت بالطرق والشوارع. وقال عواد سليسل من قرية القرارة لـ «الشرق الأوسط» إنه يضطر إلى أن يقطع عدة كيلومترات مشياً على الأقدام كلما كانت هناك حاجة لقضاء بعض الاحتياجات، مضيفا أن «جيش الاحتلال حرص على تجريف بدايات الطرق، والمفترقات حتى يقلص إلى حد كبير من إمكانية استخدامها من قبل الناس هنا».