رحيل «الحقيل» أقدم المصرفيين في السعودية وأحد رواد شراكة المال والخدمات الاجتماعية

بعد 5 عقود قضاها متنقلا في أعلى الهرم الإداري

عبد الله بن محمد الحقيل
TT

خسر مجتمع المال والأعمال في السعودية بإعلان وفاة عبد الله بن محمد الحقيل المصرفي والإداري المحنك يوم أمس ركناً هاماً من أركان الاقتصاد السعودي والخليجي المعاصر، واسماً رناناً في مجال الإدارة.

وكان الحقيل يشغل حتى وفاته بالولايات المتحدة الأميركية يوم أمس عن عمر يناهز الـ 69 عاماً منصب عضو مجلس الشورى السعودي، ومنصب رئيس مجلس إدارة البنك السعودي البريطاني.

حياة الحقيل التي بدأت بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية بسنة واحدة، كانت حافلة بالمناصب الإدارية الرفيعة بالرغم من حداثة سنه ورغم تخصصه الأكاديمي في مجال اللغة العربية، ويعد الحقيل أحد أبناء جيل البناء والتأسيس الذي شهد بدايات النفط وإنشاء البنية التحتية الأولى للمملكة، وهو بذلك أحد أقدم المصرفيين والإداريين في السعودية.

وكان الحقيل قد بدأ رحلته العلمية بمدارس الحكومة، ليلتحق بعدها بجامعة الإمام محمد بن سعود ويحرز شهادته الأكاديمية الأولى في اللغة العربية وآدابها، رغم توجهه المبكر للإدارة والاقتصاد.

وبدأت حياته العملية الطويلة بتسلمه منصباً إدارياً رفيعاً رغم حداثة سنه، حيث كان عمله الأول أميناً عاماً مساعداً للشؤون الإدارية بالمجلس الأعلى للتخطيط وهو لا يزال في الثانية والعشرين، وهو المنصب الذي غادره سريعاً، ليشغل منصب مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بالهيئة المركزية للتخطيط، تلاه منصب مديرعام شؤون الموظفين بوكالة وزارة الداخلية لشؤون البلديات، ومنصب المدير العام لوزارة الشؤون البلدية والقروية، ثم منصب وكيل الوزارة المساعد.

وبدءاً من العام 1975، بدأت رحلة الحقيل العملية في القطاع الخاص ليسجل بصمة بارزة ونوعية كانت محطتها الأولى شركة نادك الزراعية التي شغل فيها منصب عضو مجلس الإدارة لمدة 17 عاماً متتالية، أعقبها تعيينه عضواً لمجلس إدارة البنك السعودي البريطاني، ثم رئيساً لمجلس إدارته منذ عام 1988 وحتى وفاته، وهي المرحلة التي كرست اسم الحقيل كأحد أهم الاقتصاديين والإداريين السعوديين من خلال إدارته لدفة أعمال البنك بسلاسة ومهارة مكنته من التطور وتحقيق أداء مُرضٍ ومتميز.

ويعد الحقيل أحد رواد هندسة الجمع بين الخدمات الاجتماعية وتحقيق أرباح نموذجية لشركات القطاع الخاص، حيث عمل خلال فترة رئاسته للبنك السعودي البريطاني على إشراك منشآته المصرفية في العديد من الفعاليات الاجتماعية والصحية والإنسانية التي رعاها البنك داخل المملكة بشكل يوازي أرباحه ونجاحاته، مستغلاً خبرته الإدارية الطويلة في تطوير المساهمات الخيرية، لتصبح قيمة مضافة لا عبئاً مالياً على المؤسسات الواهبة، وهو ما جعله يشغل عضوية مجلس الإدارة بمركزالأمير فهد بن سلمان لأمراض الكلى، ومنصب رئيس لجنة تنمية الموارد المالية بالمركز بشكل خاص.

وكللت حياة الحقيل العملية الدؤوبة بتسلمه لآخر مناصبه وأكثرها أهمية خلال العقدين الأخيرين من حياته، حيث تم اختياره لعضوية مجلس الشورى السعودي منذ أواخر التسعينات وحتى وفاته بعد أن اختير قبلها نظيراً لمنجزاته الإدارية المتميزة، ليشغل عضوية مجلس منطقة الرياض، ويعين رئيساً للجنة التنمية الاقتصادية قبل 11 عاماً.

تجدر الإشارة إلى أن حصافة الحقيل الذي سيوارى جثمانه في مدينة الرياض يوم غدٍ الخميس، وخبرته الإدارية والمصرفية الطويلة جعلت من مشاركاته في العديد من المؤتمرات الدولية والإقليمية إضافات هامة ذات بصمة فاعلة وقيمة علمية، ولا سيما المشاركات التي مثل فيها المملكة ضمن وفود رفيعة المستوى في العديد من المحافل الدولية.