«المؤشر العام» يتراجع بشكل عنيف وسط توترات عالمية

«سوق الأسهم السعودية» يتعرض لعمليات بيع جماعية

TT

شهد المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي تراجعا عنيفا في تداولات الأمس تجاوز 3.7 في المائة، وذلك وسط توترات عالمية في الأسواق المالية تتعلق بمخاوف من عدم جدوى الخطة الأميركية الجديدة، التي لا يتوقع أن تنعش الاقتصاد الأميركي.

وزاد التشاؤم في ثاني اكبر اقتصاد عالمي بعد أن أعلنت اليابان عن انهيار الناتج المحلي خلال الربع الرابع من العام الماضي، وذلك بنسبة 12.7 في المائة، مما رفع الحذر الشديد في المنطقة الآسيوية، فالتوقعات لا تشير إلى أي انتعاش قريب من الأزمة المالية العالمية.

إلى ذلك تعرض سوق الأسهم يوم أمس إلى عمليات بيع جماعية في جميع القطاعات، حيث اكتسى 15 قطاعا باللون الأحمر ليسحب معه 97 في المائة من الأسهم المدرجة بالسوق، حيث انخفض 121 سهماً، أغلق 37 منها على النسبة الدنيا المسموح بها في نظام تداول، فيما سجل سهمان فقط ارتفاعا هما « الأبحاث» و«الدوائية»، وظل سهمان من دون تغيير يذكر، ليغلق المؤشر العام عند مستوى 4689 نقطة، خاسرا 205 نقط، بنسبة 4.1 في المائة، وسط قيم تداول بلغت 4.9 مليار ريال « 1.3 مليار دولار»، وتوزعت على ما يزيد 282 مليون سهم.

وذكر التقرير أن الصناديق الاستثمارية المحلية سجلت خسائر في الأصول لأكثر من 14 مليار ريال « 3.7 مليار دولار»، خلال الربع الأخير من العام الماضي، لتصل إلى ما يقارب 61 مليار ريال « 16 مليار دولار» بعد أن كانت تمتلك الصناديق مع نهاية الربع الثالث للعام الماضي أصولا تصل إلى أكثر من 75 مليار ريال «20 مليار دولار».

وفقدت السوق السعودية أكثر من 12 صندوقا للربع الأخير من العام الماضي، حيث بلغ عدد الصناديق العاملة المرخصة لها في الربع الرابع من العام الماضي 262 صندوقا بتراجع 12 صندوقا، عن السابق والذي يقدر بنحو 274 صندوقا. وتبين المعطيات الخارجية وأثرها السلبي على المدى البعيد، والداخلية والتي يقرأها بعض الخبراء أنها ذات مردود عكسي بطيء، حيث كشفت مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما» عن انسحاب أكثر من 52 ألف مشترك من إجمالي المشتركين في الصناديق المرخص لها في عام 2008، وأشار التقرير الى أن إجمالي عدد المشتركين في الصناديق المحلية المستثمرة في السوق السعودي والمرخصة لها، وصل إلى أكثر من 374 ألفا، بانخفاض تجاوز 11 في المائة، بعد ما كان عدد المشتركين في نهاية 2007 نحو 426.085 مشتركا، لتخسر الصناديق أكثر من 52 ألف مشترك في 2008.

وفي حديث لــ«الشرق الأوسط» ذكر سهيل الدراج الخبير الاقتصادي أن الأسواق المالية ليست هي الأساس بل يعتبر الاقتصاد هو الأساس، مشيراً إلى أن الأسواق المالية ما هي إلا ناقلة للملكية، ولفت إلى أن الأسواق العالمية استقبلت الخبر بشكل ديناميكي.

وبين الدراج أن المتداولين والمستثمرين استقبلوا الأخبار بشكل احترافي، مبينا أن الأسواق المالية هي أخبار ومعرفة استغلال الأخبار يرجع لأصحاب المحافظ الكبيرة، وأضاف الدراج أن هناك دورات اقتصادية تمر على كل فترة فهي لا ترفع وتنخفض بشكل يومي على غرار ما يحدث في أسواق الأسهم.