التشكيلي الفلسطيني أحمد أبو زينة يقدم الطبيعة باختزال وامتداد لوني

في معرضه الجديد بصالة السيد بدمشق بعد أن أعطى الزخرفة بعدا جماليا

من أعمال الفنان أبو زينة في معرضه بدمشق وفيه يقدم تجربته في التشكيل والتكوين («الشرق الأوسط»)
TT

تستضيف حاليا صالة السيد للفنون الجميلة بدمشق معرض الفنان التشكيلي والمصمم الفلسطيني أحمد أبو زينة الذي يضم 15 عملا فنيا بأحجام كبيرة، يقدم من خلالها تجربته الفنية في التشكيل والتكوين الفني بعد أن عمل على إظهار جماليات التصميم الزخرفي على مدى تجربته الفنية المتواصلة منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما في زخرفة القصور والأماكن والصالونات في أكثر من مدينة عربية. وساهم الفنان وبشكل رئيسي في تحويل مفهوم النظرة للعمل الزخرفي من كونه عملا تجاريا إلى عمل فني إبداعي جمالي.

وفي معرضه الجديد يقدم أبو زينة تجربة فنية جديدة في التشكيل اللوني تعتمد التجريد والإبهار البصري عبر مواضيع مستوحاة من خيال إنساني فني خصب ومن الطبيعة برمزيتها وتجريدها في اختزال تقني حرفي وألوان معبرة عن مضمون العمل. يقول أبو زينة عن تجربته وأسلوبه الفني الجديد وأعماله المعروضة: ركزت في معرضي على الأسلوب التجريدي، للتعبير عما يجول في نفسي، وذلك بعد خبرة من التشكيل الواقعي الدقيق. وفي طبيعة العمل بذلت جهدا كبيرا في البحث عن التكوين واللون المناسب، ولا شك أن مفاتن الرؤى التي أشبعت بها ذائقتي الفنية، والرصيد المعرفي الذي أستند إليه، ساعداني على صياغة الموضوع بالشكل الأمثل الذي أطمح إليه.

الفنان أبو زينة من مواليد فلسطين عام 1948م، وهو خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1970 قسم هندسة ديكور، ومارس عمله في هذا الاختصاص خارج البلاد منذ عام 1975. قال عن تجربة أبو زينة الفنية الناقد التشكيلي عبد العزيز علون: ما لم أعرفه من قبل عن فتى أسمر، أصبح رجلا بعد عمر من الانقطاع، كان وما زال لماح الفكر، متوقد الذهن، وأفخر أنه كان بين طلابي في قسم الزخرفة في كلية الفنون الجميلة، جامعة «دمشق» في ستينات القرن الماضي. ما لم أعرفه من قبل عرفته مؤخرا.

أحمد أبو زينة قد انتقل من دمشق إلى دولة قطر، وعمل ما يزيد على ثلاثة عقود في تصميم وتنفيذ وزخرفة القصور والفيلات والشركات. وما لم أعرفه، يقول الناقد، أنه اشتغل في تصميم وتنفيذ مكاتب شركة الطيران العربية السورية في الخارج في السبعينات. وما عرفته بعد الاطلاع على تجربته الفنية، أنه مصور جريء، وصريح، يقوم تصويره على أسس تجريدية باهرة. فهو يصور بألوان الأضداد، ويفسح المجال ليتضارب الأبيض والأسود والأحمر التي يصالح بين تجمعاتها في أعماله، بلمسة زرقاء لازوردية، أو لمسة خضراء فاتحة، إن عالم «أحمد» عالم جمالي بحت، تتعلق به العين، ويحبه القلب، ولا تدخل في دنياه الكلمات والمشاعر المباشرة.