جدة: دعوة لتأهيل العاملين في دور حضانة «ذوي الظروف الخاصة»

إحصائية أمنية تشير إلى أن عدد اللقطاء وصل إلى 280 حالة عام 2007

TT

بعث خبراء في مجال الصحة النفسية دعوة عاجلة بأهمية تأهيل العاملين في دور ذوي الظروف الخاصة، مؤكدين على خطورة عمل المربين غير المؤهلين العاملين في الدور ومطالبين بضرورة إخضاعهم للتدريب اللازم حتى لا يؤثر أداؤهم في صحة الأطفال. ويأتي ذلك في وقت أظهرت إحصائية حديثة أن عدد اللقطاء الذين تم العثور عليهم في المدن السعودية وتم الإبلاغ عنهم رسمياً بحسب سجلات الأمن العام لعام 2007 وصل إلى 280 حالة، وأشار اختصاصيون إلى وجود حالات أخرى لم تبلغ بها الجهات المختصة نظراً لتكفل بعض الأسر برعايتهم.

وأكدت أمل البلوي الأخصائية النفسية في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط»: أن معظم دور الحضانة الاجتماعية والجمعيات المسؤولة عن تنشئة وتربية ذوي الظروف الخاصة بحاجة إلى تأهيل المربين والعاملين فيها. وأضافت قائلة: إن أغلب الأطفال الذين ينشأون داخل هذه الدور يعانون من مشكلات سلوكية ونفسية إضافة إلى تواضع مستواهم التعليمي بسبب عدم تأهل المربيين من منسوبيها.

وأضافت أن الأمهات البديلات ـ وغالبيتهن من المتطوعات لخدمة هذه الشريحةـ بحاجة للتأهيل من الناحية النفسية والاجتماعية ليتمكن من معالجة المشكلات السلوكية والنفسية التي تواجههن، مفترضة وجود أخصائية نفسية مؤهلة داخل كل دار. ولفتت إلى أن المربيات عندما تواجههن مشكلة يطبقن معاملة الأسوياء على أقرانهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، الأمر الذي يشكل خطأ كبيرا جداً، مؤكدة أن خروج هذه الشريحة من الدار إلى المجتمع سيؤثر سلبا عليهن، لا سيما أنهم يحملون في داخلهم الكثير من المشاكل والرواسب النفسية والسلوكية.

وذكرت البلوي أن هذه الفئة ما زالت تواجه حتى الآن الرفض الشديد من قبل المجتمع، خاصة في موضوع الزواج الذي لا يمكنهم من الارتباط بأي شخص سوى ممن يشابههم في الظروف.

وأفادت أن زواج هؤلاء يتم بتنسيق بين دور الرعاية الخاصة بالفتيان والفتيات، حتى وإن عاشت هذه الحالة داخل أسرة فإنها أيضاً تجد صعوبة في موضوع الزواج باعتبار أن تلك عقبات مجتمعية ليس من السهل تغييرها. يأتي ذلك في وقت أكد فيه مختصون افتقار هذه الدور والجمعيات للمختصين، ويرى محمود عبد الله باقيس مدير جمعية البر بجدة أن العاملين في جمعية البر مؤهلين من الناحية التعليمية والتربوية، ومعظمهم حاصل على بكالوريوس في علم الاجتماع أو علم نفس أو التربية الإسلامية أو الثانوية العامة.

وقال باقيس لـ«الشرق الأوسط» إننا نحرص على إخضاعهم لدورات تأهيلية لزيادة ثقافتهم ومعرفتهم بكيفية التعامل مع مثل هذه الشريحة.

ومن الأمراض التي تكون غالباً مصاحبة لهذه الحالات فيروس نقص المناعة المكتسب والكبد الوبائي نتيجة للعلاقات غير المشروعة، بحسب ما أوضحته فادية عناني رئيسة وحدة الخدمة الاجتماعية بصحة جدة، ورئيسة الخدمة الاجتماعية بمستشفى الولادة والأطفال لـ «الشرق الأوسط»، لافتة إلى أن ملامح الكثير من هذه الفئة تبدو وكأنها آسيوية وأفريقية. وذكرت الدكتورة هناء بخش أخصائية أطفال بمستشفى الولادة بجدة أن المستشفى استقبل خلال العام الماضي طفلتين تحملان فيروس نقص المناعة إحداهن من جدة والثانية من مكة المكرمة.

وأرجع بعض المختصين أسباب ظهور مثل هذه الشريحة ـ التي رفضوا تسميتها بالظاهرة ـ إلى السلبيات التي ترافق تطور أي مجتمع، إذ قال باقيس إن تطور المجتمع وتقدمه يصاحبه بالتالي ظهور بعض السلبيات ووجود مثل هذه الشريحة إحدى هذه السلبيات، مؤكدا أن جمعية البر لم تلحظ أي زيادة في الأعداد ـ بحسب قوله.

وعادت أمل البلوي لتؤكد رفضها تسمية ذوي الظروف الخاصة بـ «الظاهرة» في ظل عدم وجود إحصائية واضحة وأعداد معروفة، وأضافت لا نستطيع أن نطلق عليها ظاهرة فليس لدينا مصادر محددة أو إحصائيات واضحة تؤكد ازدياد الأعداد.

ولفتت إلى وجوب تحمل الجميع مسؤولية وجود هذه الشريحة، إضافة إلى ضرورة مشاركة كافة المؤسسات الرسمية والخاصة المعنية بحل مشكلة وجودها قبل أن تتحول إلى ظاهرة.