اتجاه لزيادة إنتاج مصفاة رأس تنورة.. وأرامكو تلمح إلى وجود سوق سوداء

تشكيل لجنة لدراسة أزمة الإسفلت بين أرامكو وجهات حكومية

90% من تأخر المشاريع كانت بسبب نقص الإسفلت («الشرق الأوسط»)
TT

أعلن مسؤولون في شركة أرامكو السعودية ووزارتي النقل والشؤون البلدية والقروية ومصلحة الجمارك، إضافة إلى اللجنة الوطنية للمقاولين، أمس، عن تشكيل فريق عمل مشترك لدراسة أوضاع سوق الإسفلت، والنقص الحاصل في هذه المادة. وهو الاتفاق الأبرز في اللقاء الذي عقدته اللجنة الوطنية للمقاولين أمس مع ممثلي عدة جهات حكومية.

وتم في اللقاء التأكيد على الشفافية في موضوع الإسفلت، وتحديد ما إذا كانت السوق المحلية تعاني من نقص في الإنتاج، في مقابل الطلب المتزايد على الإسفلت، بحكم الزيادة الهائلة في المشاريع الحكومية والقطاع الخاص. وطالب الممثلون من أرامكو التعاون مع الجميع في هذا المجال، وان يتم توزيع كميات الإسفلت وف متطلبات المشاريع التي ينفذونها والمعززة بعقود رسمية مبرمة مع الجهات المعنية، وان يتم تعويض المقاول في حال حدث تأخير في اخذ هذه الحصة من الإسفلت، كما يجب تخفيض ما خصص حسب المشاريع التي يتم تنفيذها بسبب هذا التأخير.

وأوضح عبد الله العمار، رئيس اللجنة الوطنية للمقاولين، أن على أرامكو المزيد من التعاون في حل المشاكل المتعلقة بتوفير الإسفلت، وان يكون هناك مزيد من المرونة، تجنب المقاولين شبح الخسائر اليومية الناجمة عن نقص الإسفلت.

من جانبه قال المدير التنفيذي للتوزيع وأعمال الفرض في أرامكو السعودية، احمد بن عبد الرحمن السعدي، إنه يجب توجيه المنتجات للاستهلاك المحلي، وتلبية احتياجات السوق الداخلية للبلاد.

وأشار إلى أن المنتج يصعب تخزينه، ولذلك يتم تسليمه بأشكال مختلفة، مضيفا أنه يأمل في أن يصل المنتج إلى المقاول مباشرة دون أن يذهب إلى السوق السوداء، أو حتى التصدير بمختلف الوسائل.

وقال مدير تنفيذ المشاريع بوزارة النقل، المهندس محمد العمران، أن الوزارة تقوم بتطوير الطرق، وتسعى لإنجاز المشاريع في وقتها المحدد، لأن أي تأخير قد يؤدي إلى نتائج عكسية، مشيرا إلى أن 90 في المائة من تأخر المشاريع هو بسبب نقص الإسفلت.

من جانبه، ذكر ممثل الجمارك، أن هناك محاولات لاستغلال التسهيلات الممنوحة للصادرات، بخلط الإسفلت مع الديزل بغرض تصدير الديزل. مشيرا إلى أن هناك شراكة مع وزارة البترول والمعادن من اجل منع تصدير أي سلعة بترولية إلا بتصريح من الوزارة، كما توجد علاقات تعاونية مع ارامكو السعودية من اجل إيجاد مختبر داخل المنفذ لمنع ظاهرة خروج المنتجات البترولية من دون تصريح.

وأوضحت ارامكو السعودية أنها تسعى لتوفير المنتجات البترولية بصورة تسد حاجة السوق المحلية، وأن 40 في المائة من مبيعات الشركة هو من معمل رأس تنورة، و28 في المائة منها من الرياض. وقالت إن مبيعات الإسفلت ارتفعت من 33 ألف برميل يوميا في 2003 إلى 57 ألف برميل يوميا في العام الماضي وان نسبة الزيادة في حدود 73 في المائة، وإن ابرز عملاء الشركات هم الموزعون والمصانع والمقاولون، مؤكدة أن مقاولي الطرق يستهلكون أكثر من 90 في المائة من المبيعات.

وأكد عدد من المقاولين على أن هناك نقصا حادا في الإسفلت في السوق المحلية. والمطلوب من ارامكو زيادة الإنتاج، لحل المشكلة، داعين إلى المزيد من المرونة في عملية التسليم في حال حدث طارئ، ولم يتمكن المقاول من اخذ حصته في الوقت المحدد، خاصة ان بعض الطوارئ تحدث من عطل في المصافي لدى ارامكو نفسها، ويجب إخطار المقاول بوجود هذا الخلل حتى لا يتأخر نشاطه الذي يحدث له خسائر قد تصل إلى 50 ألف ريال يوميا.

من جانبها أكدت ارامكو السعودية حرصها على تطبيق الآلية المحددة للتوزيع، وان تقليل الكمية تأتي جراء تأخر المقاول عن سحب حصته، كما أن الشركة جادة في عدالة التوزيع، لذلك تقوم بزيارات ميدانية.

وأضافت الشركة أنها لا تمنع المقاول من اخذ حصته بالكامل، وإنها بصدد زيادة إنتاجية مصفاة رأس تنورة ليصل إلى 48 ألف برميل يوميا بعد أن كان في حدود 24 ألفا في الوقت الحاضر.\