طهران تطلب اعتذاراً من هوليوود على 30 عاماً من «الإهانات السينمائية»

استياء من «الأم الهاربة من طهران» و«آية الله» المصارع

TT

كانت الممثلة الأميركية أنيت بيننغ ترتدي غطاءً فوق شعرها ومعطفاً طويلا وهى تبتسم وتجيب عن سؤال ماكر من فتاة إيرانية سألتها في طهران أمس كيف تمكنت الممثلة الأميركية من «ترويض» زوجها الممثل الأميركي ذي المغامرات النسائية وارن بيتي؟. ابتسمت بيننغ ولم تجب عن هذا السؤال بالذات، إلا أنها ردت على أسئلة أخرى عديدة كان أغلبها حول كيف يمكن التقريب بين الإيرانيين والأميركيين بالفن، وهى الطريقة التي يسميها الدبلوماسيون الأميركيون «الدبلوماسية الناعمة»، غير أن الإيرانيين يرون هذا بعين مختلفة. ففي اليوم الثاني من زيارة وفد سينمائي أميركي كبير من هوليوود لإيران، طلبت طهران من الوفد الاعتذار عن 30 عاماً من «الإهانات السينمائية»، مشيرين إلى عدد من الأفلام الأميركية التي أساءت للإيرانيين ومن بينها فيلم «300»، و«المصارع» و«ليس بدون ابنتي». فقد طلب جواد شمغداري مستشار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للشؤون الفنية الذي يرافق الوفد السينمائي الأميركي الاعتذار عن ما أسماها «ثلاثة عقود من الإهانات» حيال الثورة الإيرانية. وأفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (أسنا) بأن شمغداري قال إنه من المطلوب تقديم اعتذار عن أفلام «ليس بدون ابنتي» بطولة سالي فيلد والذي أنتج عام 1991، حول امرأة أميركية متزوجة من إيراني، غير أنها تحاول الهروب من إيران مع ابنتها، وفيلم «300» للمخرج زاك شنايدر والمؤلف فرانك ميلر الذي يروي وقائع معركة شهيرة بين الفرس وأسبرطة والذي يصور الفُرس بطريقة عنيفة، وفيلم «المصارع» للمخرج دارين أرونوفسكي الذي يتضمن شخصية اسمها «آية الله» وهو مصارع شرس والمنافس الرئيسي لبطل الفيلم ميكي روك. وشدد شمغداري على أنه بدون الاعتذار عن هذه الأفلام فإنه من المستبعد أن يجلس الإيرانيون والأميركيون معاً. وقال شمغداري: «كيف يمكن أن نجلس ونبدأ حواراً صادقاً مع صانعي السينما في أميركا، بينما يقومون هم بإهانة وتجريح الشعب الإيراني، والثورة العظيمة لهذه الأمة؟. الأمة الإيرانية وثورتها هوجمت بشكل متكرر وغير منصف في الأفلام الأميركية. فيلم (المصارع) هو آخر فيلم في هذه القائمة. نحن نعلم أنه حتى اليوم هناك أفلام أخرى يتم إنتاجها بهدف إهانة واتهام شعب إيران العظيم، وثقافته الثرية». وكانت إيران قد احتجت رسمياً على فيلم «300» بسبب ما قالت إنه الطريقة غير الحقيقة التي تم تصوير الفرس بها، وتحدث عنه محمود أحمدي نجاد بوصفه فيلماً لا يعبر عن الحقائق التاريخية. من ناحيتها، قالت بيننغ إنها تأمل في أن تسهم زيارة الوفد الفني الأميركي في تحريك الحوار بين طهران وواشنطن، موضحة للصحافيين أمس «آمل في أن نقيم جسراً لإطلاق حوار بين البلدين». وبيننغ عضو في وفد يضم رئيس الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما سيد غانيس، والرئيس السابق للأكاديمية فرانك بيرسون والمنتج وليام هوربرغ والممثلة ألفري وودارد. ويزور الوفد إيران تلبية لدعوة جمعية سينمائية إيرانية. ويشارك أعضاء الوفد، الذي زار أمس متحف السينما في طهران، في مبادلات ثقافية حول السينما. ومن المقرر أن يلتقي مع العاملين في صناعة السينما الإيرانية من مخرجين وممثلين وكتاب، كما من المقرر أن يعقد مؤتمراً صحافياً يوم 7 مارس (آذار) الجاري. وأشارت بيننغ، وهي مشهورة جداً في إيران للصحافيين، من خلال مترجم، أنها سعيدة للغاية لوجودها في إيران، وتأمل في أن تكون الزيارة أساساً لتبادل الطلاب الدارسين للسينما في البلدين. وأضافت أن أبويها اندهشا بشأن زيارتها إلى إيران. وتابعت: «لكن ما شاهدته حتى الآن في إيران إيجابي للغاية ويفوق توقعاتي الأولية». وسألت ممثلة إيرانية بيننغ عن كيف أنها نجحت في «ترويض» زوجها وارين بيتي خلال سنوات زواجهما، فابتسمت الممثلة الأميركية ولكنها امتنعت عن تقديم إجابة.

ويقول محللون محليون إنه برغم أن زيارة فريق أكاديمية السينما والفنون والعلوم الأميركية خاصة، إلا أنه يمكن إدراجها في إطار سياسة الانفتاح بين إيران والولايات المتحدة والتي سهل تحقيقها رئاسة باراك أوباما بعد ثلاثة عقود من القطيعة الدبلوماسية. وكان الممثل الأميركي شون بن في عام 2005 قام بتغطية الانتخابات الرئاسية كصحافي في صحيفة أميركية في إيران.