التيار العوني يواصل هجومه على البطريرك الماروني ويصفه بـ«المنحاز» ويؤكد أنه لا يخشى الحرم

صفير يسأل الله أن «يسامح كل المسيئين ويغفر لهم»

TT

استمرت أمس المواقف المنددة بتطاول بعض القوى السياسية المسيحية على البطريرك الماروني نصر الله صفير، وكذلك الزيارات المتضامنة معه والمؤيدة أيضا للرد العنيف الصادر عن راعي أبرشية جبيل المطران بشارة الراعي الذي لوَّح بـ«الحرم الكنسي» للمسيئين إلى المقام المسيحي الأول في لبنان. وفي وقت سأل صفير الله أن «يسامح هؤلاء ويغفر لهم» واصل «التيار الوطني الحر» الذي يتزعمه النائب ميشال عون هجومه المركز على البطريرك واصفا إياه بـ«المنحاز» إلى فريق «14 آذار». وأكد أنه لا يخشى «الحرم الكنسي».

فبعد عظة الأحد التي ألقاها أمس، استقبل البطريرك صفير شخصيات سياسية ووفودا شعبية ونقابية واجتماعية وثقافية عبّرت عن استنكارها «التطاول على البطريرك الذي يمثل رمزا روحيا ووطنيا جامعا» واصفة أصحاب الحملات بـ«تجار الهيكل الجدد».

وردّ صفير بكلمة سأل الله فيها «أن يسامح كل المسيئين ويغفر لهم». وقال: «نريد أن نكون قلبا واحدا ويدا واحدة لكي ننقذ بلدنا من الأزمة التي يتخبط فيها منذ ثلاثين سنة. لذلك علينا أن نتكاتف ونتعاضد وأن نتعاون في سبيل إنهاض البلد من الكبوات المتتالية التي سقط فيها وأن يقدرنا على الخير الذي نريد لجميع اللبنانيين».

إلى ذلك، انتقد المطران الراعي بعض وسائل الإعلام والمعلقين على المؤتمر الصحافي الذي عقده الأسبوع الماضي ولوّح فيه بالحرم الكنسي الكبير ردّا على الإساءة إلى البطريرك، واصفا إياهم بـ«الدبابير المأجورين المدفوعين ليكملوا الإساءة». وقال: «قلنا لرجال الإعلام اتكالنا عليكم، ولديكم الدور الأساسي في بناء الجسور لأن وسائل الإعلام هي للتواصل، لكن البعض يستخدمونها للتفرقة، فلا تجعلوا وسائل الإعلام للتفرقة. حق المواطنين أن يعرفوا الحقيقة، بينما بعض وسائل الإعلام تحمل الكذب وتلفيق الكلام والنعرات التي طاولت غبطة البطريرك والمطارنة. وكله كذب بكذب. وليس مسموحا لوسيلة الإعلام أن تكون وسيلة للكذب فيما هي وسيلة للحقيقة». وأوضح أن مؤتمره الصحافي كان بعنوان «(لكل شيء أصوله). هناك أصول في السياسة، أصول في الإعلام، أصول في الدين، أصول في الانتماء إلى الكنيسة وأصول في التاريخ. وإذا لم نعد إلى هذه الأصول وإلى هذه الأخلاقية فلا يمكن أن تبنى الوحدة، فكانوا مثل الدبابير. بعض المعلقين وبعض وسائل الإعلام، قلنا لهم لا تسيّسوا الأمور، فنحن نحاكي الضمائر، فسيَّسوها وكأنهم، ويا للأسف، مأجورون ومدفوعون ليكملوا الإساءة».

في المقابل، رأى المنسق العام لـ«التيار الوطني الحر» بيار رفول في كلمة ألقاها نيابة عن العماد عون، أن «المبادرات العديدة التي قام بها العماد عون لتوحيد المسيحيين وإنقاذ لبنان لم يتجاوب معها إلا الوزير السابق سليمان فرنجية». وقال إن «من كان يُعوَّل عليه للقيام بالمصالحات المسيحية أصبح فريقا، إذ لا يمكن للبطريرك صفير أن يرعى تلك المصالحات لأنه أصبح منحازا إلى فريق (14 آذار)». واعتبر أن زيارة العماد عون لسورية هي «لفتح صفحة جديدة معها، فقد ذهب إليها خصما شريفا وعاد منها صديقا شريفا». وتمنى على «رجال الدين المسيحيين قراءة الإرشاد الرسولي بدلا من تهديدنا بالحرم، فنحن ضد كل شيء حرام، ونحن لا نخاف من الحرم لأن صوتنا يشهد للحق». واتهم «السفارة الأميركية والبطريركية المارونية والمحور العربي - الأميركي وتيار المستقبل بمحاربة التيار الوطني الحر بالبترو - دولار وبدعة الوسطية وبث الشائعات الطائفية».